رام الله – NPA
تجتمع الهيئة العامة للكنيست عند الساعة الرابعة عصر اليوم الإثنين، للتصويت على مشروع قانون حل “المجلس التشريعي” بالقراءة الأولى، عقب تعثر المفاوضات الائتلافية التي يخوضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومته الجديدة.
ووجه الليكود الذي يتزعمه نتنياهو دعوة الى جميع أعضائه من وزراء ونواب لحضور هذه الجلسة. ويسبق ذلك اجتماع تعقده الكتل البرلمانية المعارضة الساعة الواحدة من بعد الظهر لوضع استراتيجية من هذه المسألة، وليس من المؤكد ان تؤيد مشروع هذا القانون.
يأتي هذه التطورات في أعقاب رفض رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” افيغدور ليبرمان الليلة الماضية حل الوسط الذي توصل اليه مجلس الحاخامات التابع لحزب “اغودات يسرائيل” بشأن قانون التجنيد، ودعمه الليكود.
وأوضح ليبرمان انه لا يخشى خوض الانتخابات مجددا، بل سيصوت الى جانب حل الكنيست. وكشف انه ينوي خوض هذه الإنتخابات بالشراكة مع وزيرة “العدل” اييليت شاكيد التي لم تتمكن في الانتخابات الأخيرة من دخول الكنيست.
ومن جانبه دعا القطب في اتحاد أحزاب اليمين بتسالئيل سموتريتش، ليبرمان الى ابداء المسؤولية وعدم جر إسرائيل نحو انتخابات جديدة.
هذا وفي ظل الأزمة الائتلافية أوعز بنيامين نتنياهو الليلة الماضية إلى رئيس اللجنة المنظمة للكنيست النائب الليكودي ميكي زوهار، بشطب التعديل لقانون أساس الحكومة الذي يسمح بزيادة عدد الوزراء ونوابهم من جدول اعمال الكنيست.
وكانت الكنيست قد أقرت الأسبوع الفائت مشروع هذا القانون بالقراءة الأولى.
وتبين من استطلاع للرأي العام نشرته صحيفة “معاريف” على خلفية احتمال الذهاب الى انتخابات من جديد انه لو أجريت هذه الانتخابات اليوم لتعززت قوة اليمين لتبلغ ثمانية وستين مقعدا، أي اكثر بأربعة مقاعد عن تلك التي حصلها عليها في الإنتخابات الأخيرة.
في المقابل، يعتبر الصحافي من عرب إسرائيل سعيد حسنين في حديث لــ”نورث برس” أن التلويح بالإنتخابات الجديدة، يندرج في سياق “لعبة شد الحبل” بين نتنياهو وليبرمان، وأنها ستؤول إلى التفاهم معه ومع حزب “يهدوت هتوراة” المتدين؛ لأنه لا يُعقل أن يقبل ليبرمان بالذهاب لإنتخابات مرة أخرى وهو قد عبر نسبة الحسم باللحظة الأخيرة في الإنتخابات العامة التي جرت في أبريل/نيسان الماضي.

ويعتقد حسنين أن ليبرمان يريد أن يبتز نتنياهو، بينما كلاهما يعرفان أنهما بحاجة لبعضهما البعض. ويتابع “لا مفر أمام الإثنين سوى التوصل لتفاهم يقضي إلى الإتفاق بالدقيقة الأخيرة لإعلان تشكيلة حكومة يمينية تفي بالإحتياجات وتشفي غليل ليبرمان وتوفر الحماية ايضاً لنتيناهو الذي هو أحوج ما يكون لليبرمان بهذه اللحظات التي يتعرض فيها للمساءلة القانونية بشان قضايا فساد”.
ويقول الصحافي سعيد حسنين المتابع للشأن الإسرائيلي إنه “في حال لم يحصل الإتفاق، فإنها ستسقط كل ورقات التوت التي يريد نتنياهو أن يغطي بها عورته السياسية بما فيها حصانته السياسية”.
ماذا يريد ليبرمان حتى يشارك في حكومة نتنياهو الجديدة؟
يوضح حسنين أنه بالإضافة إلى تشديد افيغدور ليبرمان على وجود “سياسة حازمة” ضد حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في غزة، فإنه يريد أولاً تعديل قانون التجنيد ليشمل المتدينين، ولا يريده بصورته الحالية بحجة “انه يميز بين فئات يهودية وأخرى، ما يعني أنه يريد تجنيد اليهود المتدينين وعدم استثنائهم”.
وفي المقابل يريد اليهود المتدينون من نتنياهو أن يصادق على قانون التجنيد الذي يعفيهم، ويمكّنهم من الحصول على خدمات وامتيازات ومستحقات حياتيه، بينما يقول ليبرمان “إن ذلك غير جائز ويريد ان يساوي بين اليهود، خاصة من حيث الخدمة”.
وبالرغم من أن جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية باتت تتحدث عن الفشل الحتمي لمفاوضات الإتئلاف وأننا أقرب إلى الإنتخابات، فإن سعيد حسنين يرجح أن الأزمة ستُحل يوم الثلاثاء أو الساعة الأخيرة التي تفصلنا عن ساعة الصفر لإنتهاء المدة القانونية الممنوحة لنتنياهو من أجل تشكيل حكومته الجديدة، والمقررة يوم بعد غد الأربعاء.
وفي حال توصل نتنياهو لإتفاق مع ليبرمان ستكون الحكومة الجديدة بقوة /65/ عضواً في الكنيست، أي قابلة للحياة والتوسع، وأما في حال رفض ليبرمان المشاركة، فإنها ستكون بقوة /60/ عضو برلماني، وسيقابلها /60/ معارضة؛ الأمر الذي يعني انها ستكون حكومة “مشلولة” ولن تُمرر أي من القوانين التي تسعى إليها.
وختم حسنين حديثه، قائلاً: “كل الشغل الشاغل لنتنياهو هو أولا أن يوفر لنفسه الحماية والتحصين في مواجهة التحديات والملاحقات القانونية. وإذا نجح بذلك، يريد ان يكمل هذه الحقبة الرئاسية للحكومة، وبعد ذلك تتم محاكمته، ولكن قد تتغير كثير من الأمور التي ستدفع إلى إفلاته من أي محاسبة حينئذ”.