اقتصار طقوس العبادة في مساجد وكنائس القامشلي على رفع الآذان وقرع النواقيس
القامشلي – عبدالحليم سليمان/ ريم شمعون – نورث برس
في شارع عامودا بالحي الغربي من مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، يدخل المؤذن جمعة ملا أحمد (58 عاماً) جامع قاسمو مع اقتراب موعد صلاة الظهر ويغلق خلفه الباب الرئيسي.
واقتصرت طقوس العبادة الدينية في مساجد وكناس القامشلي في ظل حظر التجول على رفع الآذان وقرع النواقيس، دون إقامة صلوات جماعية داخلها للوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا.
ويرفع المؤذن الآذان لوحده في المسجد الذي يعود بناؤه إلى عام 1958، لتبقى صالات المسجد الثلاث خاوية من المصلين، فيما تصدح مكبرات الجامع بصوته “ألا صلوا في رحالكم، ألا صلوا في بيوتكم” وهو الآذان الذي يرفع في الأحوال التي تشكل خطراً على حياة المصلين وفق الشريعة الإسلامية، “بدل حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح”.
يقول “ملا أحمد” إنهم المصلين والقائمين على المسجد ملتزمون بالقرار الذي فرضته الإدارة الذاتية بمنع الصلوات الجماعية وإن حضوره إلى الجامع يقتصر على رفع الآذان والصلاة بمفرده بعد انتشار جائحة كورونا في المنطقة.
وبناءً على قرار الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا في الرابع من تموز/ يوليو الماضي، تم منع إقامة الصلوات الجماعية في دور العبادة كافة حفاظاً على الصحة العامة حتى إشعار آخر، وفق ما جاء في القرار.
وبحسب المؤذن في جامع قاسمو، فإن المصلين الذين اعتادوا على صلاة الجماعة وجدوا صعوبة في الصلاة في المنازل والحرمان من الصلاة الجماعية، إلا أنه شرح لهم سبب منع الصلاة الجماعية وضروراتها من النواحي الصحية والشرعية.
من جانب آخر، أصدرت مطرانية السريان الأرثوذكس في الجزيرة والفرات، أول أمس السبت، قراراً يقضي بإغلاق الكنائس أمام الناس بشكل مؤقت وتعليق نشاطات واجتماعات كل مؤسسات الكنيسة حتى إشعار آخر، وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا، وفق ما ذُكر في القرار.
وقال صليبا عبدالله، كاهن كنيسة السيدة العذراء في القامشلي، لـ”نورث برس”: “قرأنا في كل كنائس الأبرشية القرار الذي صدر عن مطرانيتنا بإغلاق الكنائس بعد الظروف التي تمر بها المنطقة وظهور حالات إصابة بفيروس كورونا بين الرعية، خوفاً على أبناء الكنيسة وتقيداً بالأنظمة والقوانين التي صدرت وتنفذ في المنطقة”.
وأضاف الكاهن أن قرار إغلاق الكنائس “مهم جداً” في هذه الفترة، لأن حالات الإصابة في تزايد كبير، “وخوفاً من ظهور حالات أخرى يجب أن يكون هناك وعي صحي كبير وعالي المستوى لمنع تفشي هذا الفيروس في المنطقة”، وفق قوله.
وذكر “عبدالله” أن الإغلاق لن يكون كاملاً، حيث ستقام جميع الصلوات اليومية وصلوات الأعياد وأيام الآحاد، لكن دون وجود مصلين، إذ يتم الاكتفاء بالكاهن المسؤول عن كل كنيسة وبعض الشمامسة والشماسات (خدام الكنيسة) لإقامة القداديس والصلوات.
وأشار إلى أنه في حال وجود حالات وفاة، فستقام صلاة الدفن في الكنيسة لأهل الميت فقط، دون إقامة خيم عزاء أو فتح صالات لاستقبال التعازي، منعاً وخوفاً من التجمعات.