سكان دمشق يشتكون من غلاء الكمامات وسط زيادة الحاجة لها مع انتشار كورونا
دمشق – نورث برس
استدعى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في العاصمة دمشق، منذ نحو شهرين، ضرورة اتباع إجراءات الحماية وعلى رأسها استخدام الكمامات والمعقمات، ما أتاح أمام بعض التجّار فرصة أخرى للاستغلال، بحسب بعض سكان العاصمة المضطرين إلى الخروج للعمل كل يوم.
وتشكل أعباء الحياة المعيشية هماً كبيراً لدى السوريين رغم وجود الوباء الذي يجتاح دمشق ويخلف وراءه عشرات الإصابات كل يوم، حيث بلغت الإصابات حتى الآن /1,677/ إصابة، وفقاً لوزارة الصحة في الحكومة السورية.
وقال محمود صباغ، البالغ (61) عاماً، ومن سكان دمشق “إن إمكانات أغلبنا محدودة، لذا قلة منا يستطيعون شراء المعقمات بأسعارها الغالية”.
وأضاف لـ”نورث برس” إن “الحالة الاقتصادية صعبة جداً، فبالنسبة للكمامات فهناك مواطنون لا يشترونها أبداً، وآخرون يقومون بشرائها وتبديلها كل يوم، فيما البعض يستبدلها كل عشرين يوماً، وذلك بعد ظهور الكمامات القماشية فيقومون بغسلها والاستفادة منها لمرات عديدة”.
وارتفعت أسعار الكمامات الطبية في دمشق نحو ستة أضعاف، وبحسب موقع “الاقتصادي” فقد ارتفع سعر الكمامات من /1,500/ ليرة سورية للعبوة التي تحوي /50/ كمامة، إلى تسعة آلاف ليرة خلال الأسبوع الأخير.
وذكر مدير مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق عدي الشبلي لـ وكالة آسيا، الشهر الفائت، وجود عملية تزوير وغش في صناعة الكمامات والمنظفات والمعقمات وطرحها بالأسواق، وقال إن النسبة الأكبر من المخالفات تتركز في المعقمات و”التاتش” وذلك بسبب الطلب الكبير عليها خلال الفترة الحالية.
وتتوفر في أسواق العاصمة كمامات قماشية بألوان وأشكال عديدة لتواكب ازدياد الطلب، ويتراوح سعرها ما بين /800/ ليرة وثلاثة آلاف ليرة سورية، وذلك كونها عديدة الاستعمالات أو دائمة، لكنها تصنع في ورشات خياطة عادية ودون أن تخضع لأي معايير طبية.
وقال ياسين خلوق (45 عاماً)، وهو عامل تقني في شركة أدوية، إن “الاستغلال موجود وهناك الكثير من أصحاب المحال والمعامل يستغلون ويضعون تسعيرة عالية دون أي ضابط وهم ينظرون إلى وباء كورونا من جانب تجاري بحت”.
وأضاف: “لكن لا يمكن التعميم على جميع الصيدليات والمعامل، فمنهم من يقوم بالبيع بالأسعار الحقيقية”.
وأصبحت تصنيع أشكال متعددة للكمامات وإنتاج أصناف للمعقمات مجهولة الفعالية، وسيلة أخرى للتجّار بعيداً عن الرقابة والمواصفات الطبية، وفق بعض السكان.
كما انتشر في وقت سابق بيع الكمّامات الطبية في الشوارع والأسواق الشعبية وعلى البسطات، بعد فقدانها من الصيدليات ومحال بيع المواد الطبية وارتفاع أسعارها بشكل كبير.
وقالت يارا بيشاني (22 عاماً)، وهي طالبة جامعية، إن البسطات دخلت على خط التجارة باستغلال بيع الكمامات بهدف تحقيق مرابح كبيرة بدلاً أن تكون معينة للمواطن، “وللأسف أصبحت الكمامات موضة وبعضها يحمل ماركات وشعارات وهنا يجب على المواطنين الوعي عدم لإفساح المجال للتجار لاستغلالهم”.
وأضافت “بيشاني” أنها وعائلتها اتبعوا خطة لشراء الكمامات بأعداد كبيرة من صيدلية موثوقة قبل فترة وذلك كي لا يكونوا ضحايا للباعة والمحال في كل مرة.