خبير علاقات دولية يفنّد تباين المواقف الأوروبية إزاء تهديدات تركيا شرقي المتوسط
القاهرة – محمد أبوزيد – نورث برس
فنَّد الدكتور توفيق اكليمندوس، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الفرنسية ورئيس وحدة الدراسات الأوروبية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الاثنين، تباين المواقف الأوروبية إزاء ما تمثّله تركيا من تهديدات في منطقة شرقي المتوسط.
وذلك على ضوء التصعيد الفرنسي الواضح جراء التحركات “والاستفزازات” التركية في تلك المنطقة الاستراتيجية المُهمة، حسب تعبيره.
وقال “اكليمندوس”، في تصريحات خاصة لـ”نورث برس”، إن “حلف الناتو والاتحاد الأوروبي يميلان إلى إهمال مطالب دول جنوب أوروبا (شرق المتوسط) رغم الاستياء الفرنسي من هذا الوضع، وفي الوقت الذي ترى فيه باريس أن حلف شمال الأطلسي مهدد، وفي ظل بدء كل من الولايات المتحدة وتركيا اتخاذ خطوات ومبادرات بما تراه فرنسا يشكل تهديداً على أمن أوروبا”.
وأضاف “أن فرنسا ترى أن الخطر الرئيسي الذي يهدد أوروبا هو خطر الإرهاب، بينما الولايات المتحدة ودول شرقي أوروبا يرون أن الخطر الأساسي الآن هو روسيا. وبالتالي فإن فرنسا إلى حدٍّ ما معزولة في موقفها، حتى أن الدول التي تشاركها في الخوف من الإرهاب والاستياء من السلوك التركي في المنطقة لا تأخذ نفس المواقف الواضحة التي تتخذها فرنسا”.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الفرنسية، أن “الإيطاليين يحاولون الوصول إلى تفاهمات مع تركيا.. وكذلك البريطانيون يؤيدون الموقف الفرنسي وتحركات الرئيس إيمانويل ماكرون، لكنهم يختلفون في أسلوب المعالجة بالمواجهة”.
وطبقاً لـ”اكليمندوس”، فبينما تدرك برلين خطورة السلوك التركي، وترفضه، إلا أن موقفها “غير واضح بشكل كبير” ويتجه للمهادنة، وهو الموقف الذي وصفه بـ “الخطر” في ظل الاعتبارات الاستراتيجية؛ على أساس أن هناك نحو /3.5/ مليون تركي في ألمانيا، وبالتالي تركيا أصبحت جزء من المعادلة، ولديها قدرة على إثارة مشاكل خطيرة داخل ألمانيا، على حدِّ قوله.
ووصف ما تقوم به تركيا في المنطقة بأنه “قائم على أساس البلطجة”، وكون دولة أوروبية مثل فرنسا تتصدى للسلوك التركي فهو أمر مهم وله آثار إيجابية، “فلا يمكن فتح المجال للأتراك كي يصولوا ويجولوا كما يحلو لهم وكما يشاؤون، تماماً مثل الموقف الذي اتخذته مصر في الـ/20/ من حزيران/يونيو “عندما أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، محور سرت-الجفرة خطاً أحمراً بالنسبة لتركيا، مهدداً بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا حال تجاوزت تركيا ذلك الخط الفاصل”.
وقال “اكليمندوس”، إنه في معادلة التوازانات والمواقف من تركيا، ربما تكون الولايات المتحدة تحاول الاستفادة من تركيا وعدم خسارتها في أي حرب (باردة أو غير ذلك) قد تلوح في الأفق مع الصين وروسيا.
وأشار إلى أن الخطأ الذي قد تقع فيه الولايات المتحدة هو الاعتماد على فصائل الإسلام السياسي في أي مواجهة قادمة مع أي طرف، وهو الأسلوب الذي سبق واعتمدته من قبل.