شيوخ ووجهاء عشائر في الرقة يحذّرون من سعي دول لخلق فتنة في المنطقة
الرقة – مصطفى الخليل – نورث برس
دعا شيوخ ووجهاء عشائر من الرقة، شمالي سوريا، سكان مناطق شمال وشرقي سوريا إلى التماسك “وعدم الانجرار وراء الفتن حفاظاً على استقرار المنطقة”.
وطالب الشيوخ السكان بالوقوف إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ضد ما أسموه بالمشاريع الخارجية التي تريد النيل من مكونات أبناء المنطقة.
وقال محمد السوعان، شيخ عشيرة السبخة في الرقة، لـ”نورث برس”، إن “أطرافاً إقليمية ودولية تعمل على خلق فتنة عربية-كردية تبدأ من دير الزور، “بهدف إيجاد شرخ في بنية مجتمع منطقة شمال وشرقي سوريا، وإفشال مشروع قوات سوريا الديمقراطية الذي وحَّد السوريين في المنطقة وانتصر على الإرهاب”، حسب تعبيره.
وأشار “السوعان” إلى أن ما جرى في دير الزور “يدلُّ على تقاطع مصالح عدة دول، ومنها تركيا والنظام السوري وإيران وذلك لعرقلة الإدارة الذاتية، خاصةً بعد الإفصاح عن اتفاقات مع شركة نفطية أميركية”.
وأضاف أن “هذه المشاريع الاقتصادية بطبيعة الحال ستؤدي إلى إنعاش المنطقة اقتصادياً وستكون عاملاً هاماً في استقرارها على كافة المستويات”.
وأردف: “وهذا ما يغيظ تلك الأطراف التي تسعى لإحداث فتنة في شمال وشرقي سوريا، حيث أثبتت تلك الأطراف فشلها الذريع طيلة فترة الحرب في سوريا، وعدم امتلاكها لمشروع وطني يلمُّ شمل السوريين كما مشروع قوات سوريا الديمقراطية”، حسب قوله.
وبحسب “السوعان”، فإن لقاءات جمعت وجهاء وشيوخ العشائر من الرقة ودير الزور والحسكة، “وبعضها لم يتم الإعلان عنها مع قيادات وشخصيات سياسية وعسكرية في الفترات الأخيرة، ومنهم قائد قوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي”.
وقال أيضاً: “طلبنا من الجنرال مظلوم حلاً سريعاً لبعض مفاصل الترهّل الإداري ومعالجة الفساد في بعض المؤسسات، وكانت الاستجابة سريعة وبشكل فوري، وهذا دليل على الانسجام ما بين العشائر والإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا”.
وكان اثنان من وجهاء عشيرة العكيدات بريف دير الزور الشرقي، وهما الشيخ مطشر الحمود الجدعان الهفل والشيخ إبراهيم الخليل العبود الجدعان الهفل، قد تعرضا لهجوم مسلّح من قبل مجهولين، أول أيام عيد الأضحى المبارك، خلال عودتهما من جلسة صلح عشائري، ما أدى لفقدان الشيخ مطشر وسائقه لحياتهما، وإصابة الشيخ إبراهيم بجروح.
وأدت حادثة الاغتيال إلى حالة من الهيجان الشعبي في ريف دير الزور الشرقي، أعقبها عقد عدة اجتماعات تشاورية بين شيوخ ووجهاء عشائر من دير الزور، بينما جمعتهم لقاءات أخرى مع قيادات من “قسد” والتحالف الدولي.
ووجهت عشيرة العكيدات بدير الزور، الثلاثاء الماضي، بياناً إلى التحالف الدولي، طالبت فيه الأخيرة بتشكيل لجنة تحقيق في حادثة اغتيال الشيخ مطشر الهفل وقريبه دعار الخلف، واشترطت أن تتألف من أشخاص مهنيين ومختصين وبمشاركة أشخاص محققين ولديهم خبرة طويلة من العشيرة يرشحهم الشيخ إبراهيم الهفل.
“الوقوف صفاً واحداً”
من جانبه، قال الشيخ طلال السيباط، أحد شيوخ عشيرة الولدة بالرقة، إنهم كشيوخ ووجهاء عشائر لن يسمحوا بإثارة الفتن والقلاقل بين أبناء شمال وشرقي سوريا.
وأضاف أن “الغاية من إثارة القلاقل في ريف دير الزور الشرقي هو إعادة المنطقة إلى الفوضى من جديد، كما في فترة سيطرة تنظيم داعش وما قبلها”.
وطالب “السيباط” أبناء القبائل بأن يتكاتفوا جميعاً مع قوات سوريا الديمقراطية، ويقفوا صفاً واحداً ضد من أسماهم بـ”العثمانيين الجدد، لاستعادة الأراضي السورية التي اغتصبتها تركيا”.
ورأى أنه يجب على السوريين “أن يستخدموا لغة الحوار لحل الأزمة السورية لا السلاح، وأن يُدرِكوا المخططات التي تحيكها كل من إيران وتركيا ضد أي مشروع وطني أو تقارب يجمعهم على هدف واحد”.
كما قال الشيخ زعيتر كريم الزعيتر، شيخ عشيرة العجيل، إن “الفتنة التي حاولت بعض الأطراف الخارجية خلقها في ريف دير الزور، غايتها إيجاد ثغرات للتدخل بشؤون أبناء المنطقة، ثم جرّهم إلى مشاريع لا تنسجم مع تطلعاتهم في العيش بكرامة”.
وأضاف أن “مكونات المنطقة تجمعهم روابط متينة من علاقات مصاهرة وزيجات وعلاقات جوار، إضافة إلى وحدة المصير المشترك، فمستقبل هذه الأرض ومستقبل أبنائها يعنينا جميعاً”.
ويرى “الزعيتر” أن “مسؤولية الوقوف ضد أي فتنة أو أي محاولة للنيل من وحدة أبناء ومكونات شمال وشرقي سوريا هي مسؤولية الجميع من أبناء عشائر وشيوخ ووجهاء عشائر عربية وكردية، ومثقفين وسياسيين من أبناء المكونات الأخرى من آشوريين وسريان وأرمن وتركمان”.