مزارعو الفستق الحلبي في كوباني بين البيع بسعر منخفض أو تخزين المحصول
كوباني – فتاح عيسى – نورث برس
تأثّر موسم إنتاج الفستق الحلبي في مدينة كوباني، شمالي سوريا، هذا العام بشكل كبير بسبب انتشار وباء كورونا والإجراءات الاحترازية التي أُعلنت في كل من مناطق الإدارة الذاتية ومناطق سيطرة الحكومة السورية، حيث أدى إغلاق المعابر التجارية بين فترة وأخرى إلى تحكّم التجار بأسعار محصول الفستق الحلبي التي انخفضت إلى النصف مقارنة مع العام الفائت، بحسب مزارعين من كوباني.
وقال خليل حمو (58 عاماً)، وهو مزارع يملك نحو ألفي شجرة فستق حلبي في قرية ترميك، /4/ كم جنوب كوباني، إنهم كانوا يبيعون الكيلوغرام الواحد من الفستق في العام الفائت بما يعادل ثلاثة دولارات (نحو /1800/ ليرة سورية)، “بينما يتراوح ثمن الكيلوغرام هذا العام بحسب نوعه ما بين /2500/ و/3000/ ليرة سورية (وهو ما يعادل أقل من دولار ونصف)”.
من ناحية أخرى، أشار “حمو” إلى كساد البيع “فالمزارعون يترجون التجار لقبول شراء إنتاج أشجار الفستق، بعد أن كان الحال عكس ذلك في العام الفائت”.
ورأى المزارع أن “التجار الذين يشترون الإنتاج متفقون مع تجار منبج، ففي العام الفائت توافدوا على ثلاث وأربع دفعات لشرائه، بينما في العام الحالي هناك أعداد قليلة من التجار الذين يقومون بتخزينه في قرية كولمد، /6/ كم جنوب كوباني، لبيعه فيما بعد بسعر مضاعف”.
ويرفض “حمو” بيع إنتاجه بهذا السعر، “فقد بذلت جهداً كبيراً خلال الموسم، قمتُ بفلاحة الأرض عدة مرات، واشتريت أربعة أنواع من المبيدات الحشرية، إضافة لأعمال تقليم الأشجار وإزالة الأعشاب الضارة حولها وسقايتها”.
وسيضطر مزارعون أمام هذا الواقع لوضع محصول الفستق على السطح وتيبيسه إلى أن يُباع بالسعر المناسب، “فسعر كيلو الفستق مقارنة مع العام الفائت يجب أن يتراوح ما بين /5000/ و/5500/ ليرة سورية على الأقل”، على حدِّ قول مزارعي الفستق من كوباني.
وقال رشاد حليج (52 عاماً)، مزارع من كوباني، إن “التجار الكبار يعلّلون كساد البيع بأن المعابر مغلقة ويستغلون الوضع الحالي، لشراء الفستق بأسعار رخيصة”.
ولفت المزارع إلى أن “الكيلو الواحد من بزر دوار الشمس يباع بـ /4000/ ليرة، بينما كيلو الفستق يباع أقل منه!”
وبحسب أحمد بكي (46 عاماً)، وهو أحد تجار الفستق الحلبي والذي ينحدر من قرية بوبان /14/ كم غرب كوباني، فإن الإنتاج في السنة الماضية “كان قليلاً والطلب كبير، وكان يتم تصديره للخارج والمعابر كانت مفتوحة”.
وأضاف أن “انتشار وباء كورونا أثّر بشكل سلبي على حركة التجارة حيث تم تقييد التجار بسبب إغلاق المعابر بين الفترة والأخرى، فعدم تمكّن تجار منبج من تصدير المحصول يؤدي لانخفاض الطلب عليه في كوباني والتجار لا يستطيعون التحرك في ظل هذه الأوضاع التي يمكن القول إن تجارة الفستق فيها شبه متوقفة”.
ولفت “بكي” إلى أن السوق الرئيسي للفستق الحلبي سابقاً وقبل الأحداث في سوريا كان في مدينة حلب، “ورغم أن السعر كان منخفضاً أيضاً مقارنة مع تعب وجهد المزارع، ولكن كانت الطرق مفتوحة للبيع”.
وقال التاجر إن تجار حلب كانوا يشترون موسم الفستق ويخزنونه،” كما أن طريق التصدير إلى مصر والأردن كان مفتوحاً أيضاً، أما حالياً فالسوق الرئيسي يتوقف في مدينة منبج التي لا يوجد مكان آخر يمكن للتجار التصدير إليه”.
وتتراوح أعداد أشجار الفستق الحلبي في منطقة كوباني ما بين /600/ و/610/ آلاف شجرة، مزروعة على مساحة تقدر بـ/3500/ هكتار، أغلبها في قرى غرب كوباني، وبعضها في قرى جنوب كوباني، بينما أعداد الأشجار لا تزال قليلة في القرى الشرقية رغم بدء المزارعين بزراعة أشجار الفستق فيها مؤخراً، بحسب فهد عباس، الإداري في مديرية الزراعة في كوباني .
وتحتل أشجار الفستق الحلبي المرتبة الثانية في “مقاطعة كوباني” من حيث المساحة المزروعة بالأشجار وعدد الأشجار بعد شجرة الزيتون، ولكن الوارد الاقتصادي منها يحتل المرتبة الأولى حيث أن سعر الفستق الحلبي كان يُعتَبرُ عادةً “جيداً”، بحسب مديرية الزراعة في كوباني.