بيع الخضار في ريف ديرك خلال حظر التجول ينعكس إيجاباً على الأسعار والتسويق

ديرك – سولنار محمد – نورث برس

ظهر نمط جديد لشراء وبيع الخضار بقرى مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، خلال الأيام العشرة الماضية، نتيجة حظر التجول المفروض للحدِّ من انتشار فيروس كورونا، إذ بات مزارعو بعض القرى يبيعون المحصول في القرية ذاتها والقرى المجاورة عوضاً عن تسويقه في المدينة وبيعه بأسعار رخيصة لتجار الجملة، حيث يتوجه سكان إلى أصحاب البساتين مباشرةً لشراء ما يطيب لهم بأسعار مناسبة.

وقال جوان أحمد (43 عاماً)، وهو من سكان ريف ديرك، إنهم باتوا يحصلون على الخضروات في قريتهم بسهولة وأسعار مناسبة، بعد أن كانوا يقصدون سوق المدينة للحصول على حاجتهم وبأسعار أغلى مما هي عليه الآن.

وأعلنت خلية الأزمة في إقليم الجزيرة في الـسادس من آب/أغسطس الجاري، حظراً كاملاً للتجول لمنع انتشار فيروس كورونا في المنطقة، مع مراعاة تسهيل مرور المزارعين والعمال إلى الحقول والبساتين بعد التقيّد بالقواعد الصحية طيلة فترة الحظر الكلي.

كما استثنت “الخلية” في قرارها محلات المواد الغذائية والخضار والأفران العامة والخاصة والصيدليات والمشافي، بالإضافة لمحطات المحروقات وصهاريج المياه وسيارات نقل المواد الغذائية والطبية والمنظمات الإنسانية والإغاثية.

وقال علي حاجي (60 عاماً)، وهو مزارع من قرية زهيرية شرق مدينة ديرك، لـ”نورث برس”، إنه زرع مساحة هكتارين من الأرض بالخضروات الصيفية مثل البطيخ والبندورة والباذنجان والباميا، وإنه يبيع منتجاته في قريته وينقل الباقي لبيعه في سوق المدينة.

ووفق قرار خلية الأزمة في إقليم الجزيرة، والذي فرض حظر التجول ابتداءً من السادس من آب/أغسطس الجاري، يُسمَحُ للمزارعين بالذهاب من القرى إلى المدينة لبيع محاصيلهم في ظل الحظر الذي سيستمر إلى الـ/20/ من الشهر الجاري مع احتمال تمديده.

وأضاف “حاجي”، إن بيع جزء من المحصول في القرية يخفف من المتاعب ومشقات النقل وأجورها، كما أنه يساهم بخفض السعر للسكان الذين كانوا يقصدون سوق المدينة.

لكنه لفت إلى أن “كميات من محصول البندورة تضررت هذا الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، كما أتلفت الخنازير الموجودة قرب نهر دجلة جزءاً من محصول البطيخ”.

ويجري تسهيل عمليات البيع هذه عبر الاستغناء عن الوسطاء في عمليات تسويق الخضار، حيث يتم تركيز التوزيع على المحال والباعة القريبين من مصدر الإنتاج، ليقتصر النقل إلى سوق المدينة على الفائض عن حاجة القرى القريبة.

وتقوم مجالس قرى وبلدات ديرك في حال الحاجة بتقديم إجازات خطية للمزارعين والمرضى للعبور من حواجز قوى الأمن الداخلي (الأسايش) والتوجه إلى المدينة، بحسب مجلس قرية زهيرية بريف ديرك.

وقالت هيفا يونس، الرئيسة المشتركة لمجلس قرية زهيرية، إن قرار حظر التجول انعكس “بشكل إيجابي” على المزارعين، لأنهم كانوا يواجهون مشقة وتكاليف لتصريف المحصول من حيث نقله إلى المدينة وعلاوةً على ذلك بيعه بسعر منخفض لأصحاب المحال الذين كانوا يشترون المحاصيل من المزارعين بأسعار رخيصة ليبيعوها للسكان بأسعار غالية، حسب قولها.

وأضافت، لـ”نورث برس”، أن السكان “كانوا يشترون كيلو البندورة من الباعة في مدينة ديرك بسعر \400\ ليرة سورية بينما يشترونه الآن بـ \200\ ليرة، وكذلك كان ثمن كيلو الخيار يباع في المدينة بـ\300\ ليرة لكنهم يشترونه في القرية بـ \200\ ليرة فقط”.

وأشارت “يونس” إلى أن السكان استفادوا من بيع المزارعين للخضروات في القرى من جهتين، فقد استفادوا من تخفيض الأسعار من جهة، وحصلوا على احتياجاتهم من الخضار في فترة يحظر عليهم التوجه فيها لسوق المدينة من جهة أخرى.

وبلغت الحالات المُسجَّلة بفيروس كورونا في عموم مناطق الإدارة الذاتية حتى الآن، /204/ حالات، منها /13/ حالة وفاة و/21/ حالة شفاء، بحسب إحصاءات هيئة الصحة في الإدارة الذاتية.