سكان نبّل والزهراء يتخوفون من تفاهمات دولية وإقليمية

حلب – نورث برس

لا يزال تكرار سيناريو عفرين في مناطق مجاورة هاجساً لسكان بلدتي نبّل والزهراء الشيعيتين، شمال حلب، وبالرغم من الهدوء النسبي لجبهات القتال بين تركيا والفصائل المسلحة المنضوية تحت لوائها من جهة والقوات الحكومية ومسلحين تابعين لها بريف حلب الشمالي من جهة أخرى، إلا أن السكان لا يستبعدون تفاهمات روسية تركية قد تكون على حساب مصير منطقتهم.

ونبّل والزهراء، بلدتان شيعيتان وحيدتان في ريف حلب الشمالي، كانتا هدفاً لفصائل المعارضة المسلّحة منذ بداية الأزمة السورية حتى بعد استعادة الحكومة السورية سيطرتها عليهما في العام 2016، لكن تقدّم الحكومة وسيطرتها على كامل الريف المحيط بالبلدتين في شباط/ فبراير الماضي وفَّر هدوءاً بعد سنوات من القصف والاشتباك.

وقال مرتضى شمس الدين، وهو دكتور جامعي متقاعد ومن وجهاء بلدة نبّل، لـ”نورث برس”، إن السكان لا يثقون بتركيا ولا بروسيا ولا يعتبرون التفاهمات التي حصلت وقد تحصل بينهما ضمانة، “فأنموذج عفرين لا يزال ماثلاً أمامنا، فالمدينة وقراها الـ/360/، ومليون ونصف من سكانها، ذهبوا ضحية تفاهم تركي-روسي”.

وأضاف: “لا نستغرب أن تسقط بلدتانا التي يقطنهما /60/ ألف نسمة، جراء اتفاقٍ ما بين تركيا وروسيا، وخاصة مع الانتقاد للدور الإيراني”.

ورأى “شمس الدين” أنه يجب على الحكومة السورية تعزيز الحالة الأمنية في محيط نبّل والزهراء، “كما يجب على روسيا عدم الانجرار وراء المطالب والسعي التركي الحثيث لضم الشمال السوري ككل لمناطق سيطرته”.

وعبّر المهندس بسام علي الخطيب (57 عاماً)، من سكان بلدة الزهراء، عن مخاوفه بالقول إنّ هناك جمراً تحت الرماد، “فالمعلومات المتوافرة لدينا تفيد بنيّة تركيا وروسيا فتح الطريق من إعزاز إلى حلب، وتفعيل معبر باب السلامة الحدودي”.

وأضاف: “الروس يناقشون الطلب التركي بضرورة إزاحة الميليشيات الشيعية عن هذا الطريق، والمقصود بهذه الميليشيات، هم سكان نبّل والزهراء، أي أنّ تركيا قد تُقدم على عمل عسكري ما عن طريق فصائلها”.

وقال الحاج صالح، وهو قائد عسكري في قوات الدفاع المحلّي التابعة للقوات الحكومية والمنتشرة على خطوط التماس مع فصائل المعارضة المسلّحة على محور مياسة-برج القاص بريف حلب الشمالي، إن “المنطقة تعيش لحظات هدوء بعد معارك طاحنة قبل عدة أشهر”.

وأضاف: “لا نزال في بلدتي نبّل والزهراء، في مربع الاستهداف وضمن دائرة الخطر، فتركيا تحتفظ بقواعد عسكرية في محيط بلدتي عندان وقبتان الجبل في الطرف الجنوبي الغربي من بلدتي نبّل والزهراء”.

ولفت “صالح” إلى أنّ القواعد التركية مُجهَّزة بمختلف أنواع الأسلحة وأجهزة الرصد والتنصّت المتطورة، “وقد تستخدم ضدنا في أي صراع ينشب مجدداً، لا سيّما بعد تعزيز الفصائل من وجودها في محيط بلدات براد وباصوفان ودارة عزة، غرب بلدة نبّل”.

كما أشار إلى أنه من المحتمل أن تشنَّ الفصائل المُعارِضة المسلّحة بدعم من النقاط التركية هجوماً على القوات الحكومية في منطقتي نبّل والزهراء ومناطق أخرى من ريف حلب الشمالي الغربي، كردّة فعل على العمل العسكري الذي تحضّر له القوات السورية بدعمٍ روسي على إدلب.