رام الله – أحمد اسماعيل – نورث برس
اتهم سياسيون فلسطينيون من تيارات سياسية مختلفة الاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي الذي تم توقيعه قبل يومين بأوصاف “الاتفاق الخياني” والتنفيذ العملي لـ”صفقة القرن” و”الفرج العربي لنتنياهو”، وذلك بالتزامن مع خروج احتجاجات شعبية فلسطينية رافضة للاتفاق.
وقال القيادي في حركة حماس، الشيخ حسن يوسف، لـ”نورث برس”، إن الاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي له آثار سلبية من النواحي المعنوية على القضية الفلسطينية؛ مشدداً على أن الاتفاق هو تنفيذ عملي لصفقة “القرن” التي صاغها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما أنها “ستفتح الباب أمام العديد من الدول الخليجية والإسلامية والإفريقية لتحذو حذو أبو ظبي”.
لكنه رأى أن الشعب الفلسطيني هو الأساس بالمعادلة، وأن كل الاتفاقيات من هذا القبيل “لا تساوي الحبر الذي كُتبت به لأن القضية الأساسية تعتمد على الشعب الرافض لهذه الاتفاقيات جملة وتفصيلاً والذي سيقوم بالتصدي لها و إفشالها”.
واعتبر القيادي في حماس أن الشعب الفلسطيني، وعن طريق إنهاء الانقسام إضافة إلى دعم العالم الحر، “كفيلٌ بإفشال الأمر والتمترس حول حقوقنا وثوابتنا غير القابلة للتصرف”.
وعبرّ “يوسف” عن أمله بأن تقوم حركتا “حماس” و “فتح” بخطوات جدية لإنهاء الانقسام، وأشار إلى أنه بمجرد الإعلان عن الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي، اتصل رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” اسماعيل هنية، برئيس السلطة محمود عباس ليؤكد له أن حماس تحت قيادته لمواجهة الاتفاق. و
ورأى أن هذا الموقف من “هنية” خطوة جيدة للبناء، داعياً إلى “خطوات أكثر جدية للتلاؤم مع حجم المخاطر والمؤامرة. نريد موقفاً مسؤولاً من فتح وحماس من خلال القيام بخطوة مهمة على صعيد المصالحة الداخلية”.
من جانبه، قال ماجد الفتياني، أمين سر المجلس الثوري لحركة “فتح”، إن المواقف التي تصدر عن الإمارات بخصوص القضية الفلسطينية ليست جديدة، ولفت إلى أن هناك “خلخلة بالعلاقة منذ زمن وهناك تراجع بالموقف العربي تجاه قضية فلسطين خاصة من قبل الإمارات”.
وطالب، في حديث لـ”نورث برس”، “كل الفلسطيني” برد فعل من أجل صفع ما وصفه بـ”الاتفاق الخياني” والتعالي على كل الخلافات الثانوية لتكون “رسالة لجميع العرب في هذا الزمن الرديء، بمن فيهم الإمارات التي يمثلها محمد بن زايد”، على حد تعبيره.
وشدد أمين سر المجلس الثوري لحركة “فتح” على خطوتين؛ الأولى ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني، والثانية تصعيد مقاومة الشعب الفلسطيني على الأرض.
من جهتها، رأت عايدة توما سليمان، عضو الكنيست عن القائمة المشتركة، أنه “كلما ضاقت الأمور برئيس الوزراء الإسرائيلي وسياساته التوسعية والاستيطانية يأتيه الفرج العربي”.
وأضافت، لـ”نورث برس”، أن هذا الاتفاق “محاولة لمد حبل النجاة لترامب ونتنياهو لإطالة حياتهما السياسية بعد أن كانا يعانيان من خطر انتهاء مستقبلهما السياسي”.
ووصفت “سليمان” الاتفاق بـ”طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني الذي أحبط مشروع الضم”، متهمة الإمارات بسرقة إنجاز وقف “الضم الإسرائيلي”.
وقالت: “هذا النظام الفاسد والمرتبط بعلاقات مع إسرائيل منذ زمن يأتي كي ينسب لصالحه إنجاز وقف الضم (..) هذا يصب للأسف لمصلحة النظام الحاكم اليميني في إسرائيل.. وإذا كان في الماضي خيانة سرية فالآن خيانة علنية”.