القصف التركي وقطع المياه يزيدان المخاوف من تفشي كورونا بتل تمر شمال الحسكة

تل تمر – دلسوز يوسف – نورث برس

تواصل القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها هجماتها على قرى تابعة لبلدة تل تمر شمال مدينة الحسكة، في ظل تفشي فيروس كورونا بمناطق شمال شرقي سوريا، وسط مخاوف من ازدياد أعداد المصابين نتيجة صعوبة وصول المياه والفرق الطبية إلى الكثير من القرى الواقعة على خطوط التماس.

ورغم الاتفاق المعلن على وقف إطلاق النار، إلا أنها تواصل هجماتها بين الفينة والأخرى على القرى الآهلة بالسكان على خطوط التماس مع القوات الحكومية، الأمر الذي يثير القلق لدى السكان المحليين بسبب صعوبة التنقل والمكوث ضمن قراهم خوفاً من الاستهداف.

إلى ذلك، لا تزال تركيا تتحكم في ضخ المياه من محطة علوك بريف مدينة سري كانيه صوب مدينة الحسكة والبلدات التابعة لها، حيث تؤكد مديرية المياه التابعة للإدارة الذاتية في الحسكة، تشغيل مضختين من أصل ثمانية ضمن المحطة، ما يصعب إيصال المياه لجميع سكان المنطقة، وعدم وصولها بشكل نهائي إلى سكان القرى.

وكانت القوات التركية قد أوقفت ضخ المياه في محطة علوك أمس الخميس، ما تسبب بقطع كامل عن مدينة الحسكة وريفها بعد مدة من وصول وارد قليل إلى المدينة.

 وسبق أن أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة(اليونسيف) عمليات قطع المياه من قبل الجيش التركي خلال شهر آذار/ مارس الفائت، في ظل استمرار الجهود لمواجهة وباء كورونا.

ويقول خلف الكلوت (40 عاماً) من قرية تل شميران غربي بلدة تل تمر، إن هناك مخاوف لدى السكان من تفشي فيروس كورونا في ظل انقطاع المياه وعدم التمكن من العناية بالنظافة الشخصية بشكل مستمر”.

ويضيف “منذ أسبوع ونحن بلا مياه خاصة في هذه الظروف الحساسة مع انتشار فيروس كورونا في المنطقة”، وأن  حاجة السكان تزداد إليها خلال فصل الصيف، ناهيك عن مخاوف الإصابة بكورونا بسبب حاجتهم لها للتعقيم والتنظيف المستمر.

ويشير” الكلوت” إلى صعوبة تنقل سكان القرى لجلب مستلزمات الوقاية بسبب الاستهداف المتكرر من قبل الجيش التركي، “نعتمد على النظافة الشخصية والتنظيف والتعقيم ولكنه غير متوفر بسبب قطع المياه”.

ويحصل سكان القرية على المياه عبر صهاريج تصل إلى القرية بصعوبة بسبب الخوف من الاستهداف، وهو ما يؤدي إلى الحصول على نسبة مياه قليلة في ظل عدم وصول المياه الرئيسية.

ويتفق الأطباء في المنطقة على أن أفضل وقاية من الفيروس هي النظافة، نتيجة انتقال الفيروس من شخص لآخر عبر العطاس أو السعال.

بدوره يشير علي يوسف (31 عاماً) من سكان قرية غيبش غربي بلدة تل تمر، والذي فقد أحد ساقيه بلغم للفصائل المسلحة الموالية لتركيا، بأن الهجمات تؤثر سلباً عليهم في الوقاية من فيروس كورونا.

وتواصل الفصائل، قصفها بشكل شبه يومي على المناطق الآهلة بالمدنيين بريف بلدة تل تمر في ظل تزايد مخاوف من تفشي فيروس كورونا لدى السكان.

ويقول: “المعيشة باتت صعبة في ظل ظروف الحرب التي نمر بها، المنظمات الإنسانية والفرق الطبية لا تصل للمنطقة نهائياً، فمناطقنا تمر بإهمال ولا يوجد لدينا كمامات وأدوية، فالظروف التي نمر بها مأساوية”.

ويعد مشفى “الشهيدة ليكرين” النقطة الطبية الرئيسية لسكان تل تمر، في حين يعتبر مركز “كوفيد-19” بالقرب من قرية توينة شمال مدينة الحسكة أقرب نقطة للحجر الصحي بالنسبة لهم.

وتتصدر مدينة الحسكة التي لا تبعد عن بلدة تل تمر سوى /40/ كم، قائمة الاصابات المعلنة بفيروس “كورونا”، حيث سجلت أكثر من /50/ إصابة وحالتي وفاة حسب البيانات الصادرة عن هيئة الصحة في الإدارة الذاتية.

وبلغ عدد الإصابات في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حتى أمس الخميس، /171/ إصابة و/8/ وفيات، بحسب هيئة الصحة.

من جانبه يقول رضوان خلف، نائب الرئاسة المشتركة لبلدية تل تمر، وعضو خلية الأزمة الخاصة بكورونا في البلدة، إنه ومنذ سيطرة الجيش التركي على مدينة سري كانيه/ رأس العين، وهي تتحكم بمضخة مياه علوك التي تغذي كامل مدينة الحسكة وأريافها، ولا تسمح بوصول المياه.

ويضيف أن أساسيات الحد من انتشار كورونا والوقاية من الفيروس هي النظافة، والتي تكون معدومة في الكثير من القرى والمناطق بسبب قطع المياه وصعوبة وصول الصهاريج إليها.

ويشير “خلف” إلى أن البلدية تحاول بكل إمكانياتها المتوفرة تغطية المناطق التي تعاني شح المياه أو تصلها المياه بقلة، “لكن الهجمات المستمرة تؤثر سلباً على عملهم والإجراءات الوقائية من هذا المرض”.