“قيصر حرب نفسية.. العملية السياسية فخ ورؤيتنا صائبة”.. بشار الأسد أمام أعضاء مجلس الشعب

نورث برس

في كلمته أمام أعضاء مجلس الشعب السوري،  والتي غلب عليها الطابع الاقتصادي اكتفى الرئيس السوري بشار الأسد، الأربعاء، ببعض الرسائل السياسية عبر التلميح لا التصريح، وقال إن الحرب التي تشهدها سوريا منذ سنوات “اثبتت صحة رؤيته السياسية”.

وألقى الرئيس السوري بشار الأسد كلمة أمام أعضاء مجلس الشعب، في قصر الشعب بدمشق، وذلك بعد يومين من عقد مجلس الشعب جلسته الافتتاحية، تحدث فيها عن الواقع السوري والصعوبات الاقتصادية التي تواجه حكومته، وكذلك التحديات السياسية التي تناولها بشكل مقتضب.

“قانون قيصر حرب نفسية”

وفي مستهل كلمته تناول الرئيس السوري قانون قيصر الذي أقره الكونغرس الأمريكي ودخل حيز التنفيذ أواسط حزيران/يونيو، واعتبره “حالة ليست منفصلة عما سبقها، وأنه جزء من حالة الحصار السابقة على سوريا، التي كان لها ضرر بالغ على السوريين”.

وقال الرئيس السوري إن “قانون قيصر فيه شيء من الضرر الإضافي، والكثير من الحرب النفسية،… ولذا لا بد أن لا ننفي ضرره ولا نبالغ في تأثيره”، وفق قوله.

واعتبر أن سبب صدور القانون في هذا التوقيت، “يعود إلى سببين؛ الأول هدفه إضعاف نتائج الانتصارات التي حققها الجيش السوري في جنوب إدلب وغرب حلب، والثاني هو تحفيز الإرهابيين بعد تعرضهم لنكسات كبيرة”، بحسب تعبيره.

واتهم قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية بحرق المحاصيل في الجزيرة السورية بالتزامن مع صدور قانون قيصر، “بهدف تحقيق نتائج وفرض ضغوط”،  ووصفه بأنه “حالة إعلامية نتائجه أكبر من نتائجه الفعلية”.

وشن الرئيس السوري هجوماً على الإدارة الأمريكية في كلمته، مقارناً بين حادثة مقتل الأمريكي جورج فلويد على يد الشرطة الأمريكي وبين تأثير قانون قيصر على الشعب السوري، إذ تسأل “ما هو التشابه بين خنق جورج فلويد من قبل شرطة النظام الأمريكي وخنق الشعب السوري بقانون قيصر؟”.

“انهيار الليرة هلع شعبي”

 وبرر بشار الأسد، سبب انهيار الليرة وفقدانها لقيمتها في الفترة الأخيرة، إلى “الهلع الشعبي” واعتبر أن قراءة المحللين الاقتصاديين لم تكن على أساس واقعي.

“لم اتناول الطعام”

وبعد نحو ربع ساعة من إلقائه لكلمته أشار الرئيس السوري إلى أنه يعاني من حالة هبوط في ضغط الدم ويحتاج إلى شرب الماء بشكل متكرر، ومن ثم استأذن بالجلوس لبضع دقائق.

وأوضح لاحقاً بعد عودته إلى المنصة، أن السبب في هبوط الضغط لديه هو أنه لم يتناول الطعام من بعد ظهر أمس، لذا فإن “هبوط الضغط لديه هي حالة طبيعية ناتجة عن هبوط السكر في الدم”، في إشارة إلى أنه لا يعاني من مرض ضغط الدم.

وقال الرئيس السوري إن هناك ثلاث أنواع من الاستثمارات في البلاد دون أن يوضح ما هي مكتفيا بالقول إنها؛ “استثمارات مستمرة خلال الحرب واستثمارات بدأت خلال الحرب واستثمارات توسعت خلال الحرب”.

“خططنا لمواجهة قيصر”

وخصص الرئيس السوري جزءاً من كلمته للحديث عن كيفية مواجهة التداعيات الاقتصادية على البلاد بدعم القطاع  الزراعي واستقرار الحياة الريفية عبر “دعم الاستثمار الصغير لقدرته على حمل الاقتصاد الوطني، والسبب في ذلك أنه مرن ويتحمل الضغوطات ومتنوع ومتوزع جغرافيا وكلفته أقل وتمويله أكثر”.

كما دعا إلى  “دعم المحاصيل الريفية غير الاستراتيجية لأنها تسد الكثير من الحاجات الغذائية وتخلق فرص العمل، ودعمها من خلال تسويقها ودعم الصناعات الغذائية بها الصناعات الصغيرة والمحلية”، وفق قوله.

وقال إن “الإصلاحات العاجلة في قطاع الزراعة قادرة على إعطاء نتائج سريعة أكثر من القطاعات الأخرى، ولابد أن تكون هذه الإصلاحات محور عمل المؤسسات الحكومية في المرحلة القادمة”.

بشار يسخر من ترمب

وسخر  الرئيس السوري من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في معرض إيراده لمثال عن مناعة سوريا وكيفية مواجهة المرض الذي ألم بها، مقارنا بينها وبين كيفية مواجهة فيروس كورونا.

وقال الرئيس السوري متهكماً: “مقاومة كورونا تحتاج إلى جسد سليم ونمط حياة صحية، وليس كما قال ترمب أن نشرب المعقمات”.

وحول موضوع الفساد اعتبر بشار الأسد أن  حديثه عن مكافحة الفساد “ليس دعائيا وليس للاستهلاك المحلي”. وأشار بوضوح  إلى أن مكافحته تستوجب الوقوف عليه “دون تعليق المشانق”، لأن الهدف هو “التصويب وليس الانتقام أو إفراغ الغضب”.

“سنواجه إسرائيل وتركيا وأمريكا”

وفي الجانب السياسي قال الرئيس السوري إنه “لم يعد بالإمكان الآن الفصل بين السياسات الدولية والسياسات الداخلية ولا بين السياسة وبين المخططات الاقتصادية التي تحاك، ولا بين كل ذلك وبين لقمة الشعب”.

وأشار بشار الأسد إلى موقفه تجاه عدة أطراف كإسرائيل  وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وقال “لا يمكن التمييز بين الصهاينة وبين الإخونجي التركي والحرامي الأمريكي”.

واعتبر الرئيس السوري أن “الحرب على سوريا جزء من محاولة للدول الغربية لإبقاء سيطرتها على العالم، في مقابل صعود قوى دولية أخرى ترفض ذلك”.

 وقال أيضا “إذا كان محور سياسات أعداءنا هو دعم الإرهاب فإن محور سياساتنا هو الاستمرار في ضرب الإرهاب وتحرير الأرض والتوقيت تحدده جاهزية قواتنا لخوض المعارك المخططة”، بحسب قوله.

وأعاد الرئيس السوري في ختام كلمته الإشارة إلى تمسكه بسياساته السابقة، وقال: “لا فرق بين إرهابي خارجي وبين آخر داخلي، كما لا فرق صهيوني وتركي وأمريكي وعلى أرضنا، كلهم أعداؤنا.

“العملية السياسية فخ”

وفي إشارة إلى الجهود الدولية لإطلاق مبادرات حوار سورية أو إعادة تفعيل العملية السياسية، قال بشار الأسد إن الهدف هو “إيقاع الحكومة السورية في فخاخ بعد فشلهم في الميدان”، و أضاف أن النهج الذي يتبعه هو “إلحق الكذاب لوراء الباب”.

 “الانتخابات محطة تاريخية”

وحول صوابية خطوة إجراء انتخابات مجلس الشعب التي تعرضت لانتقادات دولية ، اعتبر الرئيس السوري أن انتخابات مجلس الشعب السوري الأخيرة “شكلت محطة تاريخية من محطات الحرب”.

وكانت انتخابات مجلس الشعب السوري، قد تعرضت لانتقادات من جانب موالين، بعد “وقوع حالات غش وتزوير واسعة النطاق وقعت في مختلف المحافظات، لكن كانت للقامشلي والحسكة نسبة أكبر من تلك الانتهاكات” التي كشفت عنها مرشحة حزب الشباب والتغيير بروين ابراهيم، بعد انتهاء الانتخابات.

وانتقد الرئيس السوري في كلمته بشكل خاص من وصفهم بالانهزاميين ومن يستغلون أوضاع الناس لتدبيج الكلام وتضخيم الأخطاء دون إيجاد حلول لمشكلات الناس.