سكان سهل الغاب بريف حماة يتخوفون من اندلاع عمليات عسكرية رغم الوعود التركية

إدلب – نورث برس

قال سكان من قرى وبلدات سهل الغاب بريف حماة الغربي، والخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا، إنهم يتخوفون من عودة المعارك إلى المنطقة، لا سيما مع تحشّد قوات الحكومة السورية على أطراف المنطقة من جهة، وتعزيز فصائل المعارضة المسلحة لمواقعها في المنطقة من جهة أخرى.

وكانت منطقة سهل الغاب قد شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية عودة عشرات العائلات النازحة إلى منازلها ، إلّا أن المخاوف من العمليات العسكرية عادت مع اندلاع مواجهات الشهر الفائت عقب استهداف دورية روسية-تركية مشتركة على طريق M4.

وقال صحفي من سهل الغاب، رفض كشف هويته، إنّ النقاط العسكرية التركية في جبل الزاوية وسهل الغاب، تعمَدُ بين الفينة والأخرى إلى عقد اجتماعات مع سكان المنطقة، تتضمَّنُ تقديم وعودٍ وتطمينات لإقناع السكان بأن الأتراك مستعدون للدفاع عن المنطقة في حال أقدمت القوات الحكومية على شنّ أيّ عملية عسكرية.

لكنه أضاف: “إلّا أنّ ما حصل سابقاً من تصريحات تركية بمنع تقدّم القوات الحكومية واستعادة المدن التي سيطرت عليها بدعم روسي، مثل خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب، كلها ذهبت أدراج الرياح”.

وشدد الصحفي على أنّ التطمينات التركية “لم تعد محل ثقة لدى سكان المنطقة، بسبب تكرار الخطب الرنانة والتطمينات سابقاً التي لم تترجم على الأرض”.

وقال براء الغابي، وهو من سكان المنطقة، إنّ عودة النازحين إلى منازلهم في قرى وبلدات قسطون وتل واسط والزيارة وغيرها باتت خجولة في الآونة الأخيرة، وسط مخاوف من استئناف الأعمال العسكرية.

وأضاف، لـ”نورث برس”، أن ما زاد تلك المخاوف، هو غياب دور القوات التركية، “رغم أنّها وعدت السكان سابقاً بعدم السماح للقوات الحكومية بدخول المنطقة، إلّا أنّ هذه الوعود لم تقنع السكان”.

وكانت اشتباكات عسكرية قد اندلعت في أرياف حماه وإدلب واللاذقية، بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة، في الثامن عشر من تموز/ يوليو الفائت، بعد يوم من استهداف دورية روسية-تركية مشتركة على طريق M4 بريف إدلب الجنوبي وإصابة ثلاثة جنود روس.

كما شهد اليومان الماضيان تصعيداً في وتيرة القصف المدفعي والصاروخي بين فصائل “الفتح المبين”، والقوات الحكومية، حيث قصفت القوات الحكومية بالمدفعية مناطق الزيارة ودوير الأكراد بريف حماة الشمالي الغربي.

أمّا الحاج أبو حسين (52 عاماً)، الذي عاد إلى منزله في بلدة قسطون، فقال إنه عاد بسبب تدهور الأوضاع في شمال إدلب وسوء حال مخيمات النازحين التي وصفها بـ”مخيمات الذل”.

وأضاف أنه كان يأمل الاستقرار في منزله والعمل بأمان في أرضه لتأمين قوت عائلته، ” لكننا الآن نخشى استئناف الأعمال العسكرية في المنطقة”.

وقال الحاج أبو حسين أيضاً: “لا نريد الخروج من منزلنا مرةً أخرى نحو المخيمات الحدودية، إنما نخاف من تخاذل القوات التركية في حماية المنطقة، فلا نستبعد أن تقوم تركيا بتسليم مناطقنا للنظام السوري”.

ولفت إلى أنّ “تركيا هي ذاتها التي وعدت بحماية قلعة المضيق وخان شيخون عبر نقاط مراقبتها، لكنها لم تفِ بوعودها لسكان تلك المناطق، وها هم اليوم مشردون في المخيمات”.