سكان جبل الزاوية يتخوفون من حملات عسكرية جنوب إدلب وسط فقدان الثقة بتركيا

إدلب – نورث برس

يتخوّف سكان من منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب من تجدد الحملات العسكرية من قبل قوات الحكومة السورية بدعم روسي، وذلك بعد فقدانهم الثقة بالوعود التركية عقب اتفاقاتها مع روسيا وتسليم مناطق للحكومة السورية.

وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان قد وقعا، في الخامس من آذار/مارس الماضي، اتفاقاً حول إدلب أفضى إلى وقف إطلاق النار وإعلان منطقة آمنة على طرفيّ الطريق الدولي M4، ولكن مصير منطقة جبل الزاوية الواقعة جنوب الطريق بقي مُبهماً، ما جعل عشرات الآلاف من المدنيين يترقبون معرفة مصير منطقتهم.

وقال الناشط محمد الإدلبي، وهو من سكان جبل الزاوية، لـ”نورث برس”: “إنّ تصعيد القصف بالتزامن مع تحليق مكثّف للطيران الحربي الروسي بمنطقة جبل الزاوية وسهل الغاب بريف حماة الغربي، يغذّي مخاوف الأهالي من تجدد الحملات العسكرية في المنطقة، وتكرار سيناريو ريف حماة ومعرة النعمان”.

وأضاف أن “الأهالي في القرى والبلدات الواقعة جنوب الطريق الدولي M4 باتوا لا يثقون بالوعود التركية لهم، لا سيما بعد تسليم تركيا مناطق ريف حماة ومعرة النعمان وغيرها للنظام عبر اتفاقيات مع روسيا”، لافتاً إلى حالة استياء كبيرة لدى سكان المنطقة من غياب دور القوات التركية بشكلٍ شبه كامل، خاصة مع التحشّد الأخير لقوات الحكومة السورية على أطراف جبل الزاوية.

وتحدثت مصادر محلية، في وقت سابق لـ”نورث برس”، عن عملية عسكرية مُرتقبة في إدلب من محاور منطقة الحدادة في ريف اللاذقية، ومناطق جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

واتهم زهير الخالد (35 عاماً) ، وهو من أبناء بلدة الرامي بجبل الزاوية، تركيا بالاتفاق مع روسيا لتسليم القرى والبلدات للحكومة السورية دون معارك، “وقد شاهدنا هذا في كفرنبل ومعرة النعمان وريف حماة، فضلاً عن كون الفصائل باتت مرهونة بالأوامر التركية ولا يمكنها فعل أي شيء دون أمر من أردوغان”.

وشدد “الخالد” على أن مصالح تركيا هي الأهم بالنسبة لها، “ولا يهمها الأهالي سواء أماتوا أم نزحوا”.

ولم تتمكن مئات العوائل من العودة إلى جبل الزاوية، بعد نزوحها أثناء معارك كانون الأول/ديسمبر 2019 وكانون الثاني/يناير 2020، خاصةً وأن العودة مرتبطة بوعود وضمانات غير متوفرة وسط غياب الثقة بالقوات والنقاط التركية في المنطقة.

وقال مصدر عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير، رفض كشف اسمه، لـ”نورث برس”، إن “قوات النظام السوري تجهّز وتحشد على أطراف جبل الزاوية منذ أسابيع”.

وأضاف أن “الفصائل العسكرية المتواجدة في المنطقة تنوي حال بدء هجوم لقوات النظام السوري بشن هجوم معاكس بدعم من القوات التركية لاستعادة السيطرة على كل من كفرنبل وحاس وكفروما وصولاً إلى بلدة حيش الواقعة شمال مدينة خان شيخون”.

وشدد المصدر نفسه على أن هجوم القوات الحكومية في حال بدأ سوف يتركّز على محوري جبل الأكراد “تلال الكبانة” ومحور الطلحية شرق مدينة إدلب، “وهنا من الممكن أن تتراجع الفصائل حتى بلدة الفوعة بموجب اتفاقات بين روسيا وتركيا، وبالمقابل تسيطر الفصائل على المنطقة الممتدة من كفرنبل شمالاً حتى طريق خان شيخون-الهبيط جنوباً، ومن كفرنبل غرباً حتى بلدة الغدفة شرق معرة النعمان”.

واستبعد المصدر احتمال استعادة سيطرة فصائل المعارضة وتركيا على مدينة خان شيخون أو حتى مدن وبلدات ريف حماة الشمالي بما فيها مدينة مورك، حيث أن “مدينة خان شيخون ستكون معبراً أو مركزاً خدمياً”، بموجب الخريطة التي أطلعتهم عليها القوات التركية.