العادات الاجتماعية تمنع سكان ريف ديرك من الالتزام الكلّي بتدابير الوقاية من كورونا
ديرك – سولنار محمد – نورث برس
تمنع العديد من العادات والأعراف الاجتماعية سكان الريف في مدينة ديرك والمناطق الأخرى شمال وشرقي سوريا، من التقيّد الكلّي بإجراءات الوقاية من انتقال عدوى فيروس كورونا إليهم، بل إن البعض منهم، ورغم تسجيل حالة إصابة بفيروس كورونا، يخرق حظر التجول الكلي المفروض من قبل الإدارة الذاتية ليقوم بواجب اجتماعي لا يرى مفراً من تأديته.
وقال عبد العزيز جميل (45 عاماً)، وهو من سكان قرية حياكة بريف ديرك، إن سكان قريته ورغم انتشار الخوف بينهم بعد تسجيل إصابة كورونا بريف ديرك، لا يلتزمون بالتدابير الوقائية ولا يرتدون الكمامات والقفازات حتى الآن، معتبراً أن السبب يعود إلى “قلّة الوعي”.
لكنه أضاف أن حظر التجول انعكس عليه بشكل سلبي فلم يعد بمقدوره التوجه إلى عمله، “فقد باتت الزيارات محصورة ضمن القرية كما أصبح السكان يتدبرون احتياجاتهم من القرى المجاورة عوضاً من المدينة”.
وقالت فاطمة مراد (60 عاماً)، وهي من سكان ريف ديرك، إنهم لا يستطيعون الالتزام بحظر التجول والإجراءات الوقائية، “بصراحة، نخرج للزيارات لتأدية واجب العزاء فنحن مجبرون للذهاب وفق عاداتنا رغم خوفنا من الإصابة بالفيروس (…) وعندما أذهب لزيارة الجيران لا أتّبع أي تدابير وقائية”.
وكانت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية قد أعلنت في السادس والعشرين من شهر تموز/يوليو الفائت، تسجيل إصابة بفيروس كورونا لسيدة في إحدى قرى ديرك.
ووصل عدد الإصابات المُسجَّلة بفيروس كورونا في عموم مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إلى /101/ حالة حتى الآن، بينها خمس حالات وفاة وخمس حالات تماثلت للشفاء، بحسب ما أعلنته هيئة الصحة في الإدارة الذاتية.
وقال نجم الدين هوسته (60 عاماً)، من سكان ريف ديرك، أن سكان قرية حياكة “يخشون انتقال العدوى لكنهم لا يلتزمون كلياً بحظر التجول”.
وأوضح أنه لم يعد يذهب لزيارة المرضى أو لتأدية واجب العزاء لأن انتقال الفيروس سيكون كارثة لا سيما أن المنطقة صغيرة، لافتاً إلى أنه اشترى لوازمه من المواد الغذائية قبل بدء حظر التجول كما أنهم يتناولون الخضروات التي زرعوها في منازلهم، وفق قوله.
من جانبه، قال عبدالعزيز عثمان، الرئيس المشارك لمجلس قرية روباريا، إن الاستخفاف بالفيروس وعدم أخذ مخاطره على محمل الجد جعل السكان يبتعدون عن الالتزام بالتدابير الوقائية.
وأضاف: “قمنا ليلة العيد بالنداء عبر مكبرات المسجد وطلبنا من السكان الالتزام ببيوتهم يوم العيد ولكن الالتزام لم يكن جدياً، وكذلك في حالات العزاء، طلبنا منهم عدم إقامة مجلس العزاء وإلغاء المصافحة على الأقل لكنهم لم يتقيّدوا بالأمر”.
وعلّل “عثمان” الأمر بطبيعة العادات والتقاليد في القرى، “كما طلبنا من الشباب عدم لعب الكرة في الملعب ولكن لم نر أي تقيّد، كما أننا لا نستطيع إجبارهم”.