خبير بالشأن الدولي: نتائج التحقيقات هي السبيل لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء انفجار بيروت
نورث برس
قال خبير بالشأن الدولي، الأحد، إنه من الضروري انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الانفجار الذي هزَّ العاصمة اللبنانية بيروت.
وأوضح مسعود معلوف، الخبير في الشأن الدولي وسفير لبنان السابق في واشنطن، في تصريح لـ”نورث برس”، أنه حتى الآن “لا يمكن تأكيد سبب الانفجار، ولا بد من انتظار نتائج التحقيق الجاري”.
وأشار إلى أن العديد من اللبنانيين سمعوا صوت طائرة تحوم في سماء لبنان قبيل الانفجار، “ولا أحد يعرف حتى الآن إن كان هذا صدفةً أم أن هذه الطائرة مسؤولة عن الانفجار”، علماً أن الطيران الإسرائيلي يحوم بشكل شبه يومي فوق لبنان.
وفيما يتعلق بتصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن هجوم لبنان “متعمّد”، قال “معلوف” إن ترامب وإن لم يفصح عمن يقف وراء الانفجار “إلا أنه تراجع بعد ذلك عن تأكيده بأن هناك هجوماً متعمَّداً واكتفى بإظهار شكوك حول ذلك”.
وأشار إلى أن وزير الدفاع الأمريكي مايك إسبر، والذي ينحدر من أصول لبنانية، أكد أنه لا يوجد هجوم متعمّد.
وأضاف: “سمعنا مؤخراً أن مسؤولاً في قصر الإليزيه في باريس قال إن هناك ما يكفي من الأدلة لتثبيت فرضية أن ما حصل هو حادث وليس هجوم”.
أما بالنسبة لوصول /2750/ طناً من مادة نترات الأمونيوم الشديدة الانفجار إلى ميناء بيروت، فأوضح “معلوف” أن “الرواية الرسمية الموثقة بمستندات منذ العام 2013 تشير إلى أن هذه الشحنة كانت على باخرة تحمل علم جورجيا وكانت متجهة إلى موزمبيق”.
وأشار إلى أن الباخرة تعطّلت في طريقها قبالة الشاطئ اللبناني، فاحتجزتها الأجهزة الأمنية اللبنانية واحتفظت بحمولتها في أحد عنابر مرفأ بيروت وتمت محاكمة طاقم السفينة ومن ثم أُفرج عنهم والباخرة غرقت.
وحول وجهة استعمال هذه المادة، فإن هناك روايات متناقضة، إلا أن السؤال الأساسي، بحسب “معلوف” هو “كيف تقبل السلطات اللبنانية ببقاء هكذا مواد خطرة في مرفأ بيروت وفي مناطق آهلة”.
وأشار إلى أنه على التحقيق أن يُظهِر بكل شفافية من هو المسؤول عن هذا الأمر وأسباب بقاء هذه المواد لمدة تقارب الست أو السبع سنوات في الميناء.
وفي السياق، كشفت شركة موزمبيق لصناعة المتفجرات عن شحنة نترات الأمونيوم، التي انفجرت الثلاثاء الماضي في مرفأ بيروت، وألحقت أضراراً جسيمة في الأرواح والممتلكات بالعاصمة اللبنانية.
وقال المتحدث باسم شركة موزمبيق لصناعة المتفجرات، أن شحنة نترات الأمونيوم التي تم احتجازها في مرفأ بيروت منذ عام 2013، هي الشحنة الوحيدة التي لم تصل إلى الشركة التي تعمل في هذ المجال منذ سنوات.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية عن المتحدث باسم الشركة قوله، “هذه هي الشحنة الوحيدة التي لم تصل. هذا ليس شائعاً. إنه ليس شائعاً على الإطلاق”.
وأضاف المتحدّث الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، “عادةً، حين تقدّم طلباً لأي شيء تشتريه، فليس من الشائع أنك لا تحصل عليه. هذه الشحنة ليست كشحنة فقدت في البريد، إنها كمية كبيرة”.
وأوضح أن شحنة نترات الأمونيوم كانت مخصصة لصناعة متفجرات لشركات التعدين في موزمبيق، مؤكداً أنه تمت مصادرتها واحتجازها في ميناء بيروت منذ حوالي 7 سنوات.
وأعرب المتحدث باسم الشركة عن “استغرابه الشديد” من طول المدة التي تم الاحتفاظ بها بشحنة الأمونيوم، “هذه ليست مادة يمكن تخزينها من دون أي استخدام لها. إنها مادة خطيرة جداً وتحتاج إلى نقل وفق معايير صارمة للغاية”.
وأضاف أنها “مادة خطيرة ومؤكسد قوي جداً وتستخدم لإنتاج المتفجرات. لكن الأمر ليس مثل البارود. قد تشعل عود ثقاب فقط وسوف تنفجر على الفور مثل الألعاب النارية. البارود أكثر أماناً منها”.
استقالات
ومن تداعيات الانفجار، أعلنت وزيرة الإعلام اللبنانية، منال عبد الصمد، الأحد، استقالتها من منصبها، بعد “هول كارثة مرفأ بيروت”.
والاستقالة هي الأولى لأحد أعضاء الحكومة منذ وقوع كارثة بيروت الثلاثاء الفائت.
كما أعلن رئيس حزب الكتائب اللبنانية، سامي الجميّل، البارحة السبت، استقالة نواب حزبه الثلاثة من البرلمان، كما أعلنت النائبة المستقلّة بولا يعقوبيان استقالتها، ودعت بقية النواب إلى “تقديم استقالات جماعية”.
وكان عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي”، النائب مروان حماده، تقدّم الأربعاء، باستقالته من مجلس النواب على خلفية انفجار مرفأ بيروت.
مظاهرات
هذا وكان الأمن اللبناني، قد أعلن في وقت سابق من اليوم الأحد، مقتل أحد عناصره وإصابة أكثر من /70/ عنصراً وتوقيف /20/ شخصاً، خلال مظاهرات “سبت الحساب”، التي شهدها وسط العاصمة بيروت، البارحة السبت.
وشهدت احتجاجات السبت، تعليق المشانق الرمزية لمسؤولين كبار في الساحات، ومهاجمة سلاح حزب الله، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار، علاوةً على اقتحام لبعض مقار الوزارات، لعدة ساعات قبل الخروج منها.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد انفجار ضخم وقع، الثلاثاء الفائت، في مرفأ بيروت، وخلَّفَ ما لا يقل عن /158/ قتيلاً وأكثر من /6/ آلاف جريح في حصيلة غير نهائية.