برلماني تركي لـ نورث برس: الحل الوحيد ليكسب أردوغان الكرد هو خطة طريق شاملة ووعود حقيقية

واشنطن – هديل عويس – NPA 
بعد ثماني سنوات ومئات الإضرابات في السجون والتي أدت إلى وفيات، جاء قرار رفع العزلة طويل الأمد عن زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) المسجون في جزيرة نائية بتركيا، القرار الذي يقول إيكان أردمير، البرلماني التركي السابق، أنه يعكس ثقة الحكومة التركية بتدهور شعبيتها ومحاولاتها لإعادة لملمة تحالفاتها. 
ويرى أردمير في حديثه لـ”نورث برس” أن مصادفة الإعلان باقتراب الانتخابات يعني أن العدالة والتنمية فهم الدرس ويعرف أنه اقترب من الخسارة ليس فقط في المحلي ولكن في المشهد العام. ويقول “هي محاولات لكسب الكرد في المعركة الانتخابية أو أي جزء منهم إلا أن حزب الشعوب الديمقراطي وقائده وأتباعه لا يزالوا مسجونين ويتعهدون بإفشال العدالة والتنمية وإبعادهم، كما تحرك الكرد بشكل فعال يدل على ذكاء سياسي لا أتوقع أنه سيتغير بتنازلات طفيفة.” 
ويفيد أردمير بأن السلام بين العدالة والتنمية والكرد ممكن فقط في ضوء خطة طريق لسلام شامل وعادل مع الكرد في تركيا وحتى في سوريا، قائمة على الثقة والمصالحة وتقديم الوعود الحقيقية البعيدة عن وعود أردوغان الانتخابية التي أخسرته حتى حلفاؤه”. 
مضيفاً: “إلا أن حلفاء أردوغان الآن هم القوميون وهم يرفضون أي حقوق للكرد، ولن يدعو أردوغان يكمل حتى لو ذهب باتجاه مصالحة حقيقية قائمة على منح الحقوق كاملة”، مردفاً “في المحصلة هي مشكلة أردوغان فهو محكوم بحلفاء سياسيين لم يعودوا داعمين له بقوة تمكنه من الفوز في وجه التحالفات المصممة على نهاية عهد العدالة والتنمية في الحكم”.
وكتبت صحيفة “الايكونوميست” الأمريكية؛ لم يتوقف إضراب الطعام الذي بدأه أتباع اوجلان في السجن أواخر الـ 2018، إلا بعد السماح لزعيم حزب “PKK” بمقابلة محاميه في الثاني من أيار\مايو، في سجن جزيرته على بحر مرمرة الذي يحتجز فيه منذ قرابة العقدين. 
وجاء في الصحيفة “إعادة فتح القنوات مع السيد أوجلان ومحاولة إعادة الانتخابات المحلية في اسطنبول، لم يكن من الممكن أن يحدث دون تدخل مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.”
وقالت الصحيفة إن أكثر من أي مجموعة أخرى، ساعد الناخبون الأكراد مرشح المعارضة أكريم إمام أوغلو، على انتزاع منصب عمدة إسطنبول.
وبحسب إحصائيات “الايكونوميست” فإن النازحين من القرى والبلدات في جنوب شرقي تركيا بسبب عقود من الحرب بين حزب العمال الكردستاني والجيش، وكذلك الفقر، استقر ملايين الكرد في غرب البلاد، حيث أنه من ضمن سكان إسطنبول البالغ عددهم /15/ مليون نسمة، بينهم ما لا يقل عن مليوني كردي، أي يشكلون تجمع أكبر من أي وجود لهم في الجنوب الشرقي الذي تقطنه أغلبية كردية.” 
ويدعم معظم الكرد في اسطنبول، حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) ، وهو تحالف من الليبراليين والقوميين الكرد، والذي لم يرشح نفسه في التصويت باسطنبول، إلا أنه أيد إمام أوغلو، وصوّت أكثر من 80 ٪ من ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي للمرشح المعارض.”
وقالت الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إسلي ايدينتاس، أن العدالة والتنمية بزعامة أردوغان وللفوز بالانتخابات المكررة، يحاول كسب الممتنعين عن التصويت من “HDP” وجذبهم للتصويت لصالح مرشح العدالة والتنمية بن علي يلدريم، كما قد يضطر للتركيز على الكرد من الآن وصاعداً في سبيل السلطة. 
وتضيف ايدينتاس: “إن قرار السماح للسيد أوجلان بمقابلة محاميه يبدو جزءًا من التواصل. وتأتي هذه الخطوة وسط شائعات مفادها أن الأتراك التقوا مؤخرًا بأعضاء حزب العمال الكردستاني في سوريا، لمناقشة المنطقة الآمنة، المحتملة تشكيلها في شمال شرقي سوريا.”
وتلفت إيدينتاس إلى أن المحاولة ستستمر تجاه الكرد، لكن سيتعين على السيد أردوغان، أن يفعل أكثر من مجرد تقديم المشاعر بقرار مثل رفع العزلة عن زعيم حزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان”.