الاتفاق الصيني ـ الإيراني.. مصدر أمني إسرائيلي: العبرة ليست بالاتفاق وإنما التنفيذ

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

قال مصدر أمني إسرائيلي، الأربعاء، إن إبرام الاتفاق بين الصين وإيران شيء مهم وتنفيذ الاتفاق شيء آخر.

 

وأوضح المصدر الأمني في حديث لـ"نورث برس" أن هناك في العالم العديد من الاتفاقات المبرمة ولكن لم تنفذ.

 

وتعتقد إسرائيل أن اتفاق التعاون الاستراتيجي والاقتصادي بين الصين وإيران، في حال تحقق، فسوف يشكل طوق نجاة للاقتصاد الإيراني الذي يغرق تحت العقوبات الأمريكية، وسيقوي مكانة الصين كقوة عظمى، ويزيد تدخلها في الشرق الأوسط.

 

علاوة على ذلك، سيوجه ضربة قاسية إلى سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، وإلى مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى. وفي المستقبل الأبعد، يمكن أن يشكل الاتفاق تهديداً لإسرائيل، بحسب مراقبين.

 

والاتفاق الذي تجري بلورته هو فعلياً تحقيق لإعلان نوايا صدرت في طهران وبيغين في أثناء الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى طهران في كانون الثاني/يناير 2016.

 

ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، تجري نقاشات سرية بين الدولتين بشأن تحقيق إعلان النوايا وتحويله إلى اتفاق قابل للتنفيذ.

 

وقال المصدر الأمني، إن المشكلة بإبرام اتفاق من هذا النوع، هو أنه ماذا سيكون مصير إيران في ظل الاتفاق. ويتساءل "هل يعني أن هناك مليارات الدولارات تتدفق على إيران وتنقذ سلطة الملالي أم لا؟!.. وهل تتجند الصين لإنقاذ النظام الإيراني أم لا؟".

 

وأوضح المصدر، أن الإجابة على هذه التساؤلات مبنية على المستقبل. لكنّه بات "غير متأكد تماماً من بلورة الاتفاق، وربما تكون إثارة إسرائيل لمخاوفها من الاتفاق بمثابة خطوة استباقية لإفشاله قبل نجاح اللحظات الأخيرة من بلورته أو على الأقل تقييده بمحددات في حال تم التوصل إليه".

 

وبحسب مراقبين، فإن هذه الجهود لم تثمر، "لأن إيران لم تكن تريد أن تصبح معتمدة اقتصادياً واستراتيجياً على الصين، ولأن الصينيين تخوفوا من أن تطبق الولايات المتحدة العقوبات عليهم إذا وقّعوا اتفاقاً يخرق العقوبات الاقتصادية التي فرضتها مجدداً على طهران في سنة 2018".

 

لكنّ إسرائيل تحاول أن يكون هذا الاتفاق الصيني- الإيراني فرصة تستفيد منها تل أبيب، حيث يرى المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، أنه إذا وُقّع الاتفاق وتحقق، يُحتمل أن يُستخدم الاتفاق بين الصين وإيران تحديداً كعامل لكبح الإيرانيين، وبصورة غير مباشرة لمصلحة إسرائيل.

 

وأضاف، أنه من الممكن أن تكبح بكين التطلعات النووية لطهران ونشاطها التآمري في شتى أنحاء الشرق الأوسط، لأن الصينيين لا يريدون أن تختفي استثماراتهم في بنى حيوية واستراتيجية في إيران جرّاء إصابتها في مواجهة عسكرية كبيرة، وفي مواجهة سيبرانية بين إسرائيل وإيران، أو بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب وبين إيران.

 

ويمكن الافتراض، بحسب "بن يشاي" أنه عندما يتحقق الاتفاق- إذا تحقق- ستكون سياسة الصين إزاء إيران مشابهة جداً لسياسة الصين المتوقعة إزاء كوريا الشمالية، وسياستها الحالية حيال روسيا في سوريا. في كلتا الحالتين تقوم سياستها على الامتناع من التدخل في المواجهات ما دامت مصالح الدولة الكبرى لم تتضرر.

 

وأضاف، "لإسرائيل تفاهم وعلاقات جيدة مع الصين، وهذا أيضاً يمكن أن يساعدنا إذا تحقق الاتفاق في نهاية الأمر".