برلماني تركي سابق: أردوغان يستشعر انهيار شعبيته.. والشباب التركي محبط من تدمير سمعة بلاده

واشنطن – هديل عويس – نورث برس

 

قال أيكان اردمير، برلماني سابق في تركيا ومقيم في العاصمة الأمريكية واشنطن، إن تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد هي خطوة مقلقة جداً بسبب وصول تركيا إلى هذه المرحلة من الابتعاد عن أي مبادئ متعلق بالحريات والديمقراطية واحترام شعور الأقليات الدينية التي هي جزء من المجتمع التركي.

 

وأشار "أردمير" في ندوة عبر شبكة "زوم" من واشنطن أقامها معهد "Emet" الأمريكي، وحضرتها "نورث برس"، إلى أن الجانب المضيء من هذه الخطوة "هي أنها تشير إلى إحباط كبير وفشل سياسي يستشعره أردوغان".

 

وأوضح أن "إدانة دول مسلمة لقرار أردوغان هو أمر إيجابي يعكس رغب أقوى أقطاب العالم الإسلامي بوقف عملية استغلال الدين والإسلام في الأغراض السياسية".

 

وقال أردمير، إن هذه الخطوة جاءت "لمحاكاة عواطف الإسلاميين المتشددين في الداخل التركي حيث يحاول أردوغان أن يضع نفسه في مرتبة الفاتحين وإظهار خطوته بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد على أنها فتح إسلامي وأنه هو الفاتح المغير بينما تقصي هذه الخطوة بمنتهى العنصرية الأقليات التركية وتستخف بمشاعرهم وتسعى إلى التقليل من قيمتهم وكأنهم مواطنين درجة ثانية".

 

ورأى أردمير أن لهذه الخطوة أثار دولية سلبية على العلاقة التركية مع الغرب وعلى نظرة المسيحيين حول العالم إلى تركيا التي تفكر في عهد أردوغان بعقلية عفى عليها الزمن.

 

وتطلق الحكومة التركية شعارات بالية مثل ما جاء في بيان تحويل آيا صوفيا بالعربي، حول اعتبار الخطوة مقدمة لفتح المسجد الأقصى، بحسب البرلماني التركي السابق.

 

والمفارقة العجيبة هنا، بحسب "أردمير" هي أن "أردوغان الذي يدعو لتحرير الأقصى هو قائد الدولة المسلمة الوحيدة التي تعترف بشرعية إسرائيل وتقيم معها علاقات عسكرية ودبلوماسية وثيقة كما تعتبر شركة الطيران التركي أكثر شركة أجنبية نشطة في مطار تل أبيب الدولي."

 

وأشار "أردمير" إلى أن أردوغان "خسر قلوب وعقول الشباب التركي حيث تدرك فئة واسعة من الشباب التركي أن هذه الطريقة الإسلاموية التي يتبعها أردوغان ليست إلا وسيلة لقمع الشعب والتحكم بكل السلطات كما أنها تفقد تركيا شيئاً فشيئاً صداقاتها وعلاقاتها ومكانتها بين الدول الحرة والديمقراطية الأمر الذي سينعكس سلباً على مستقبل الشباب التركي بكل الأشكال".

 

وأضاف، "أردوغان يعلم أنه سيخسر البرلمان والرئاسة في انتخابات الـ ٢٠٢٣ مدركاً بأنه غير قادر على ضمان /٥٠/ بالمئة حتى في أوساط المتشددين من القوميين ولذلك يحاول أن يثبت شعبيته في أوساط جديدة ورأيناه مؤخراً يبدي استعداد لمناقشة النظام الرئاسي".

 

وتحدث "أردمير" خلال الندوة، عن علاقات أردوغان المتردية والتي تتعقد يوماً بعد يوم مع العالم الإسلامي الذي طمح يوماً لقيادته.

 

وقال، أكثر ما باستطاعة أردوغان الوصول إليه هو "أن يقود الإخوان المسلمين حيث يتمتع بتأييدهم، إلا أنهم أقلية في العالم الإسلامي والعربي، بينما تؤمن معظم الدول المسلمة بالتجارة الحرة والعلاقات المنفتحة ولا أحد في العالم العربي والإسلامي يريد (أخ أكبر) كان ممثلاً بالدولة العثمانية واليوم نراه ممثل بأردوغان الذي يرغب بالتسلط على الشعوب بل أن الشعوب المسلمة تسعى للحصول على المزيد من الاستقلالية والحرية بعيداً عن النموذج العثماني أو الإخواني".

 

وشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، بصلاة الجمعة الأولى بآيا صوفيا بعد تحويله من متحف إلى مسجد.

 

 وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أمس الجمعة، إن "فتح مسجد آيا صوفيا للعبادة يمثل صفحة جديدة في تاريخ استقلال تركيا".