نورث برس
قال محلل سياسي إسرائيلي، الثلاثاء، إن ما تم الإعلان عنه من "أسر" مقاتلين من حزب الله أمس الاثنين يبقى احتمالاً.
ولا تزال حلقة مفقودة في الحدث الأمني الذي وقع أمس الاثنين في مزارع شبعا الواقعة بين تقاطع حدود لبنان وسوريا وإسرائيل.
وتحدثت إسرائيل عن أنها أحبطت تسلل مقاتلين من حزب الله بعدما دخلوا بضع مترات معدودة إلى العمق الإسرائيلي، ثم وقع اشتباك مع عناصر الحزب خلال عملية ملاحقة هؤلاء العناصر، وسط تضارب بشأن مصيرهم.
وبينما تحدثت مصادر أمنية إسرائيلية عن قتلهم، عادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "مكان" لتقول "إن الاشتباك انتهى دون إصابة أحد من الطرفين".
ويرى مراقبون أن "الغريب هذه المرة أن حزب الله وللمرة الأولى في هكذا حوادث أمنية ينفي وقوع اشتباك أو أن أحداً من عناصره قد حاول التسلل، مشيراً إلى أن ما حصل كان من جانب واحد فقط (أي من إسرائيل)
وقال الباحث الإسرائيلي مردخاي كيدار لـ"نورث برس" إن ما حصل يؤشر لثلاث احتمالات؛ الأول أنه تم انسحاب مقاتلي حزب الله الخمسة الذين تسللوا عبر الحدود دون قتلهم وبعد كشف أمرهم.
وأما الثاني، فإن إسرائيل قتلتهم بعد ملاحقتهم عن بعد، ولم تتقدم إلى جثثهم خشية أن يكون ذلك فخاً لتفجير القوة الإسرائيلية المتقدمة.
وأما الاحتمال الثالث، يتمثل بأن يكون الجيش الإسرائيلي قد تمكن من قتل وإصابة العناصر الخمسة المتسللين، فاستحوذ على جثث القتلى واعتقل الأحياء أو المصابين.
وبالنسبة للاحتمال الأخير، يقول كيدار إن "إسرائيل ربما صورت كل العملية وأرادت الانتظار ثلاثة أيام لترى ما هي رواية أمين عام حزب الله حسن نصر الله، ثم تقوم بعد ذلك ببث الفيديو على الإعلام؛ رغبة في تكذيب نصر الله".
ويوضح كيدار أن الحرب الدائرة تقوم على مستويين، الأول عملياتي وميداني، والثاني إعلامي مرتبط بالحرب النفسية.
ويقر كيدار، أن "حزب الله يعرف جيداً نقاط الضعف والقوة لإسرائيل، وأن حسن نصر الله تصله يومياً نشرة مفصلة حول أبرز ما جاء في الصحافة الإسرائيلية".
في المقابل، هناك قراءة إسرائيلية تقول إنه بالفعل أراد حزب الله الوصول إلى الملعب الإسرائيلي فقط لإيصال رسالة حول قدرته على الاختراق إن أراد، ودون رغبة الحزب أو إسرائيل بتسجيل هدف في مرمى الآخر.
وكان الجيش الإسرائيلي، قال أمس الاثنين، إنه أحبط "محاولة تسلل لخلية إرهابية" إلى أراضيه عبر الحدود الشمالية مع لبنان بعد تبادل لإطلاق النار في المنطقة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس للصحافيين "نجحنا في إحباط محاولة تسلل لخلية إرهابية إلى إسرائيل"، مشيرا إلى عدم ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف قواته.
بدوره، نفى "حزب الله اللبناني، محاولة قواته التسلل عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية أو وقوع اشتباكات في منطقة مزارع شبعا".
وقال الحزب في بيان، "إن كل ما تدّعيه وسائل إعلام العدو عن إحباط عملية تسلل من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين وكذلك الحديث عن سقوط ضحايا وجرحى للمقاومة في عمليات القصف التي جرت في محيط مواقع الاحتلال في مزارع شبعا هو غير صحيح على الإطلاق، وهو محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة".
وأكد أنه "لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرفه، وإنما كان من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر".
وأشار بيان الحزب جدد تأكيده على الرد، وأن القصف الإسرائيلي "لن يتم السكوت عنه".