نورث برس
أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، الأربعاء، التخلي عن الإدارة الذاتية في الجنوب، متعهداً تنفيذ اتفاق لتقاسم السلطة مع الحكومة المعترف بها دولياً.
وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم، على تويتر، إن "الانفصاليين يعلنون التخلي عن إعلان الإدارة الذاتية، حتى يتاح للتحالف (بقيادة السعودية) تطبيق اتفاق الرياض".
ورأى مراقبون أن تلك الخطوة قد تعزز موقف السلطة في حربها مع الحوثيين.
وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين الحوثيين المدعومين من إيران، وقوات أخرى تقودها المجموعات المؤيدة للحكومة بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية، منذ سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل نحو ست سنوات.
لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين. فالمجموعات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب حيث تتمرّكز السلطة، تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وتتهم الحكومة بالفساد.
وكان المجلس الانتقالي، قد أعلن في نيسان/ أبريل الماضي، "إدارة ذاتية" في الجنوب بعدما هاجم القوات الحكومية في تعثّر لاتفاق (الرياض) تقاسم للسلطة تم توقيعه برعاية السعودية.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حض في نهاية حزيران/يونيو "الانفصاليين" الجنوبيين على "إيقاف نزيف الدم" واحترام اتفاق الرياض لتقاسم السلطة.
وينص اتفاق الرياض الذي وقع في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، على تقاسم السلطة في جنوب اليمن بين الحكومة و"الانفصاليين".
وفي هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء الرسمية "واس" عن مصدر سعودي مسؤول أنّ حكومة المملكة قدّمت للطرفين "آلية لتسريع العمل باتفاق الرياض عبر نقاط تنفيذية".
وتتضمن النقاط، استمرار وقف إطلاق النار والتصعيد بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي التخلي عن الإدارة الذاتية، وتكليف رئيس الوزراء اليمني ليتولى تشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال /30/ يوماً تضم ممثلين عن المجلس الانتقالي.
وأكّد المصدر السعودي "استجاب الطرفان وأبديا موافقتهما على هذه الآلية وتوافقا على بدء العمل بها".
وعبّر المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، عن تفاؤله بتطبيق الاتفاق، إن "إعلان الانفصاليين عن التخلي عن الإدارة الذاتية يمثّل بداية جديدة"، بينما قام هادي بتعيين قائد جديدة للشرطة في عدن ومحافظ جديد لها.
وكتب نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، على تويتر أنّ "موافقة الاطراف اليمنية على آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض تعبر عن الرغبة الجادة في لغة الحوار وحل التجاذبات والاختلافات والقبول بالآخر والسعي للشراكة السياسة، وكذلك دعم مسارات الوصول لحل سياسي شامل وانهاء الأزمة".
وفي نهاية حزيران/يونيو، نشر التحالف العسكري الذي تقوده الرياض في اليمن مراقبين سعوديين لمراقبة وقف إطلاق النار بين القوات الموالية للحكومة، المدعومة منه، والمقاتلين "الانفصاليين" بعد اشتباكات في جنوب البلاد.
من جانبه، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اليوم الأربعاء، قراراً جمهورياً يقضي بتكليف معين عبدالملك رئيس الوزراء، بتشكيل الحكومة الجديدة، وفقاً لاتفاق الرياض.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، إن المادة الثانية من القرار قضت بأن "تستمر الحكومة الحالية في مهام تصريف الأعمال حتى تشكيل الحكومة الجديدة".
كما أصدر هادي، قرارات أخرى منها تعيين أحمد سالم ربيع علي عضواً في مجلس الشورى، وتعيين العميد أحمد محمد الحامدي مديراً عاماً لشرطة محافظة عدن مع ترقيته إلى رتبة لواء، وتعيين أحمد حامد لملس محافظاً لعدن.