تخوفات إسرائيلية من عملية لحزب الله قبل نهاية الأسبوع

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

قالت القناة الإسرائيلية "الثانية عشرة"، الأربعاء، إن التقديرات في الجيش الإسرائيلي تشير إلى ان حزب الله سوف ينفذ عمليته قبل نهاية الأسبوع الجاري.

 

وأضافت، "يستند هذا التقدير بالإضافة لعوامل أخرى إلى حقيقة أن الحزب لم يعد إلى الوضع الطبيعي الروتيني في مناطقه كما هو الحال في إسرائيل".

 

وتأتي التقديرات بعد مضي يومين على ما سمي "الحادث الأمني" في مزارع شبعا على الحدود اللبنانية – الإسرائيلي حيث اتهمت تل أبيب حزب الله بتسلل خمسة عناصر تابعين له في العمق الإسرائيلي قبل أن يتم اكتشافهم وتحدث اشتباكات، لا تزال تفاصيلها غامضة.

 

بدورها، قالت صحيفة "هآرتس" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدير الأزمة الأمنية الجديدة في الشمال، كما التوترات المتواصلة في مواجهة إيران، في ظل التصدع الذي يتسع مع أزرق ـ أبيض. وفي ضوء استمرار الخطوات القضائية ضده.

 

وتعتبر الصحيفة أنه عملياً، يبدو أن إمكان الاستغلال السياسي للحادثة الأخيرة ضئيل نسبياً بالنسبة إليه (نتنياهو)، موضحة أن "الجمهور الإسرائيلي، إلى حد بعيد، مثل الجمهور ما وراء الحدود، مشغول حالياً قبل كل شيء بوباء كورونا وبهموم لقمة العيش".

 

وتضيف، "يبقى أن نأمل بأن تتلاشى التوترات على الحدود حتى المرة المقبلة. المصائب الأُخرى – الاقتصاد، الصحة، والتهديد بانتخابات رابعة – لن تذهب إلى أي مكان في وقت قريب".

 

وتتساءل الأوساط الأمنية الإسرائيلية، "هل من الممكن أن يكتفي حزب الله بذلك حالياً، بينما تتحدث إسرائيل عن محاولة له فشلت، أم ستحدث قريباً محاولة إضافية؟".

 

وبعد الحادثة، نشرت وسائل الإعلام اللبنانية رد حزب الله الذي قال فيه ‘ن عناصره لم يطلقوا النار قط في اتجاه أراضي إسرائيل، وأن الرد على هجوم دمشق سيأتي لاحقاً. هذا كان أيضاً تقدير الاستخبارات الإسرائيلية، حيث تعتقد أن القصة لم تنته، وأن حزب الله يمكن أن يحاول من جديد.

 

وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن خلية حزب الله خططت لإطلاق نار على الجنود الإسرائيليين، وليس إطلاق صواريخ مضادة للدبابات.

 

في غضون ذلك، بدأت قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان تحقيقاتها بشأن القصف الإسرائيلي الذي استهدف أمس الأول محيط موقع رويسات العلم في تلال كفَرشوبا اللبنانية.

 

وبينما تفقَّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جنوده على الحدود، معلناً أنها في كامل جاهزيتها للتعامل مع كل السيناريوهات المحتملة، أدان الرئيس اللبناني ميشال عون الاعتداء الإسرائيلي.

 

ونقلاً عن مصادر سياسية إسرائيلية، فإن تل أبيب بعثت إلى لبنان عبر وسطاء دوليين رسالة تزعم أنها غير معنية بتصعيد الجبهة مع لبنان، لكن جيشها الذي تفقَّده نتنياهو غداة التصعيد مستعد لكافة السيناريوهات.

 

يأتي هذا في حين، أفادت تقارير إسرائيلية اليوم الأربعاء، بإصابة خمسة أشخاص في اشتباكات بين مؤيدين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومناهضين له في تل أبيب.

 

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن معارضين لنتنياهو أن عناصر مؤيدة له تسللت لمسيرة لهم وهاجمت المتظاهرين بالعصي والزجاجات ورذاذ الفلفل.

 

وكان أكثر من ألف شخص تظاهروا الليلة الماضية بالقرب من منزل وزير الأمن الداخلي أمير أوحانا، وأغلقوا شوارع في تل أبيب احتجاجاً على "محاولته إحباط الاحتجاجات المدنية".

 

وتشهد إسرائيل بصورة متكررة احتجاجات ضد سياسات الحكومة المتعلقة بفيروس كورونا وطريقة تعامل نتنياهو مع الجائحة.

 

وكانت إسرائيل سارعت لفرض تدابير إغلاق مشددة في شهر آذار/مارس، ما أدى إلى تسجيل معدلات منخفضة نسبياً لإصابات كورونا، إلى جانب معدلات وفاة منخفضة بصورة كبيرة.

 

إلا أنها سارعت أيضاً إلى رفع الإغلاق، ما تسبب في تزايد حالات الإصابة مرة أخرى منذ نهاية أيار/مايو.

 

وأعلنت السلطات الصحية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، تسجيل /2062/ إصابة جديدة بفيروس كورونا، خلال الساعات الـ/24/ الماضية، ما يعد أكبر ارتفاع يومي في البلاد منذ بداية الجائحة.

 

وأكدت وزارة الصحة الإسرائيلية رصد ست وفيات جديدة خلال آخر /24/ ساعة، ناجمة عن الفيروس، ما يرفع حصيلة ضحايا الوباء في البلاد إلى /486/ حالة وفاة.

 

وبلغ إجمالي عدد الإصابات بكورونا التي تم رصدها في إسرائيل منذ بداية الجائحة /66555/، منها /32692/ حالة شفاء، و/33377/ حالة نشطة، بما في ذلك /315/ مريضاً في حالة خطرة، /96/ منهم موضوعون على أجهزة التنفس الاصطناعي.

 

وجاءت نتائج نحو /8.4/% من فحوص كورونا الجديدة في إسرائيل إيجابية.

 

وتظهر إحصاءات موقع " Our World in Dat"، أن إسرائيل تخطت أمس الولايات المتحدة من حيث عدد الإصابات بـ"كوفيد-19" بالنسبة لكل مليون مواطن، وصعدت إلى المرتبة الخامسة عالمياً في هذا المقياس، بعد سلطنة عمان وبنما والبرازيل والبحرين.

 

وعاودت وتيرة تفشي الفيروس التاجي في إسرائيل الارتفاع في الأسابيع الأخيرة، فيما يتحدث الخبراء عن موجة ثانية من الوباء تضرب البلاد، واضطرت الحكومة إلى إعادة فرض عقوبات مشددة على المخالفين لقواعد الاحتراز، في محاولة لكبح جماح الجائحة.