باحث سياسي: /4/ أهداف وراء سعي تركيا لتوسعة نفوذها في إفريقيا

القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس

 

قال باحث سياسي، الأربعاء، إن هناك أربعة أهداف وراء سعي تركيا لتوسعة نفوذها في إفريقيا، سواء لجهة فتح أسواق جديدة تدعم اقتصادها المتضرر، أو لجهة محاصرة خصومها الإقليميين.

 

وكان  وزير خارجية تركيا، مولود تشاووش أوغلو، قال في تصريح مباشر أدلى له خلال مؤتمر صحفي مشترك الاثنين، مع نظيره التوغولي روبرت دوسي، في العاصمة لومي، "عازمون على توسعة انتشارنا في أفريقيا"، وجاء ذلك في خطٍ متوازٍ مع نشاط ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية لأنقرة في القارة السمراء.

 

تصريحات أوغلو جاءت تأكيداً على النهج التركي الواضح في مساعي توسعة النفوذ بقارة إفريقيا، ليس فقط في ليبيا التي يظهر فيها الحضور التركي "العسكري" بشكل مباشر ككيان يوصف داخلياً من قبل مناهضي التدخل التركي بـ "الاحتلال"، ولكن في عديد من الدول الإفريقية، تحت ستائر مختلفة، سياسية ودبلوماسية واقتصادية، وحتى الثقافية.

 

وعبر أسلحة مختلفة، من بينها سلاح الاستثمارات، تسعى تركيا إلى توسعة نفوذها في قارة إفريقيا، وعيناها على عددٍ من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، بما يدعم المشروع التركي في المنطقة برمتها.

 

ويذكر أنه حتى العام 2002 كان عدد السفارات التركية في إفريقيا / 12/ سفارة فقط، ووصل العدد الآن إلى أكثر من /50/ سفارة.

 

وطبقاً لتقرير سابق لصحيفة ليبراسيون الفرنسية، فإن تركيا تتخفى تحت ستار المساعدات الإنسانية لإحياء طموحات سياسية خبيثة في القارة. وكشفت الصحيفة ذاتها عن أن تركيا تحشد وكلاء لها عبر /20/ مكتباً في أنحاء القارة أدت إلى تطور تواجدها في السنوات الأخيرة.

 

أسباب رئيسية

 

وتبزغ هنا أربعة أسباب رئيسية وراء سعي تركيا لتوسعة نفوذها في القارة، سواء لجهة فتح أسواق جديدة تدعم اقتصادها المتضرر، أو لجهة محاصرة خصومها الإقليميين (مصر والإمارات نموذجاً) في القارة، بالإضافة إلى خنق جماعة غولن، وأخيراً السيطرة على السواحل المطلة على البحر الأحمر وإيجاد نفوذ استراتيجي تركي فيها، بما يخدم المشروع التركي في المنطقة ككل.

 

وجاءت تلك الأسباب طبقاً للباحث المختص في الشؤون التركية، كرم سعيد، والذي أكد أن من بين الأهداف التي يصبو نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تحقيقها من خلال توسعة نفوذه وحضوره بالقارة، السيطرة على السواحل، بخاصة المطلة على البحر الأحمر، لما لها من أهمية استراتيجية، وهو ما أظهرته الاتفاقية التي وقعت بينه وبين الرئيس السوداني السابق عمر البشير، بخصوص جزيرة سواكن، وأيضاً النفوذ التركي في الصومال.

 

وفي العام /2016/ وقعت تركيا مع الصومال تسع اتفاقيات مختلفة، وفي العام /2017/ أنشأت تركيا قاعدتها العسكرية في الصومال.

 

"قارة بكر"

 

وطبقاً لسعيد، فإن تركيا تنظر للقارة الإفريقية على أنها "قارة بكر"، من الممكن أن تعزز حضور أنقرة الاقتصادي، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها تركيا الآن.  ومن بين الأسباب أيضاً التي تدفع  النظام التركي لإيلاء اهتمام خاص بالقارة، ما يتعلق برغبة النظام التركي في محاصرة جماعة غولن المنتشرين في إفريقيا.

 

بالإضافة إلى بُعد أو هدف آخر مرتبط برغبة تركيا في مواجهة نفوذ خصومها الإقليميين في القارة الإفريقية، وتأمين مصالحها الاقتصادية، وهو ما تبرر من خلاله "استفزازاتها" شرق المتوسط، وانتهاكاتها في ليبيا.

 

وتستغل تركيا المساعدات التي تقدمها لعدد من دول القارة كوسيلة لدعم ذلك النفوذ. وتعتبر أنقرة من أكبر مقدمي المساعدات في القارة السمراء، وقد حصلت القارة في العام /2012/ على مساعدات تركية بقيمة /772/ مليون دولار، طبقاً لإحصاءات وزارة الخارجية التركية.