ديرك.. درجات الحرارة وغياب الدعم الإنساني يدفع بنازحين إلى مغادرة مخيم "نوروز"

ديرك – سولنار محمد – نورث برس

 

يعاني النازحون في مخيم "نوروز" قرب مدينة ديرك أقصى شمال شرقي سوريا من ارتفاع درجات الحرارة وسط قلة الدعم الإنساني المقدم للمخيم، رغم المناشدات الموجهة للمنظمات الإنسانية من أجل التدخل لتخفيف معاناة النازحين ولا سيما الأطفال.

 

وتسبب ارتفاع درجات الحرارة بإصابة نسبة من النازحين ولا سيما الأطفال بأمراض التهابية مختلفة، حيث تبلغ نسبة الأطفال من بين المراجعين المصابين بالالتهابات إلى النقطة الطبية، نحو \75\ بالمئة من أصل عدد المراجعين الكلي يومياً، حسب الإداري في الهلال الأحمر الكردي بمنطقة ديرك، أحمد شيخموس.

 

وقال "شيخموس" لـ"نورث برس"، إن الأمراض الالتهابية تصيب النازحين "بكثرة" خلال فصل الصيف، جراء درجات الحرارة وانعدام الظروف الصحية الملائمة وغياب النظافة داخل المخيم.

 

وأشار "شيخموس" إلى أن من بين كل /20/ مريضاً يراجعون النقطة الطبية بشكل يومي، يوجد \15\ طفلاً مصاباً بالتهابات المعدة أو اللوز أوالقصبات أوالإسهال وغيرها، أي ما يعادل \75\% من نسبة المرضى، بحسب قوله.

 

وتشكو كفاح علي، وهي امرأة نازحة من منطقة سري كانيه/ رأس العين وتقيم في مخيم "نوروز"، من ارتفاع درجات الحرارة  رغم محاولتهم تلطيف الأجواء عبر رش خيمتها بالماء لنحو \5\ مرات في اليوم الواحد، إلا أن الجو يبقى حاراً، وفق قولها.

 

وتجد "علي"، أن الحل يكمن في أن تحاول المنظمات الإنسانية تأمين أجهزة تكييف أو تبريد، خاصة أن لديها سبعة أطفال، أحدهم طفل مريض أجريت له عملية قلب، وقد وضع له الأطباء شبكتين بأوردة القلب.

 

وقالت امرأة نازحة، عرفت عن نفسها بـ "أم محمد"، إنها نزحت من منطقة سري كانيه/ رأس العين منذ انطلاق العملية العسكرية التركية، إنها تقطن مع خمسة أشخاص من عائلتها في خيمة واحدة ولديهم أطفال مصابين بالأمراض نتيجة ارتفاع الحرارة.

 

وغادرت العديد من العوائل النازحة المخيم هذا الصيف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير وانقطاع الكهرباء بشكل مستمر، ما اجبرهم على استئجار منازل في مدينة ديرك، الأمر الذي زاد من أعبائهم المعيشية في ظل توقف المنظمات الإنسانية عن تقديم المساعدات وإغلاق معبر تل كوجر/ اليعربية الذي كان يمد المنطقة بالمساعدات الإنسانية، وفقاً لإدارة المخيم.

 

وأدى فيتو صيني روسي مزدوج بداية العام الجاري إلى إغلاق معبر اليعربية/ تل كوجر، أمام المساعدات الإنسانية إلى شمال شرقي سوريا، ورغم المناشدات التي أطلقتها المنظمات المدنية المحلية والدولية العاملة في المنطقة، إلا أن المعبر لم يفتح، رغم تمديد آلية تقديم المساعدة الإنسانية إلى سوريا السبت الفائت، وحصره بمعبر باب الهوى بريف حلب الشمالي.

 

وقال نديم عمر، مسؤول العلاقات في مخيم "نوروز" لـ"نورث برس"، إن/45/ عائلة نازحة من أصل /110/ عائلة كانت تقطن المخيم، غادرت هرباً من ارتفاع درجات الحرارة والأمراض الناجمة عنها وتهديدها لصحة وحياة أطفالهم، حيث اضطروا للسكن في منازل استأجروها وهو ما كلفهم مصاريف إضافية.

 

وأوضح "عمر" أن النازحين في المخيم يحتاجون لمراوح وأجهزة تكييف، مشيراً إلى أنهم طالبوا المنظمات الإنسانية مراراً بتأمينها لكن لا استجابة حتى الآن.

 

وأضاف أن المنظمات الدولية لا تقدم "دعما جيداً"، فيما تقدم الإدارة الذاتية قوالب ثلج وبعض البرادات، "لكن بشكل قليل"، حسب قوله.

 

ويضم مخيم نوروز للنازحين بريف ديرك عشرات العائلات التي نزحت في أوقات وظروف مختلفة، فر معظمهم من العمليات العسكرية التي شنها الجيش التركي والفصائل التابعة له على مناطق عفرين وتل أبيض وسري كانيه/ رأس العين.