تفشي جدري الأبقار في سهل الغاب بحماة وتضارب في الإحصاءات
حماة – نورث برس
تشهد منطقة الغاب بريف حماة الغربي، وسط سوريا، تفاقماً لفي انتشار مرض جدري البقر خلال الأشهر الماضية، والذي أدى لنفوق أعداد من رؤوس الأبقار يصعب إحصاؤها وسط تبادل الاتهام بين المربين والجهات الحكومية المسؤولة عن الثروة الحيوانية في المنطقة.
وقال صقر خضور، وهو مختار بلدة "القريات" في ريف مصياف الغربي، لـ "نورث برس"، إن المرض وصل لمراحل خطيرة ونفقت عشرات الأبقار في القريات والقرى والبلدات المحيطة بها فقط، "فالمرض يواصل انتشاره دون أن نتلقى من المسؤولين في مديرية زراعة حماة سوى الوعود".
وأضاف: "نفوق بقرة قد لا يعني شيئاً للمسؤولين الحكوميين، لكنه يعنى الكثير لأصحاب البقرة، فبقرة واحدة تعني معيشة عائلة، وعلى الجهات المعنية في الحكومة الإسراع في إيجاد الحلول للمرض الذي يصيب أرزاقنا".
ويبلغ عدد الأبقار في سهل الغاب بريف حماة الغربي نحو /29/ ألف رأس، بحسب الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب بمحافظة حماة.
ويعرف جدري البقر بأنه عدوى جلدية يسببها فيروس يعرف بالاسم نفسه "جدري البقر" أو فيروس "جراد البحر"، ويعد أحد أنواع عائلة فيروس "أورثوكسي"، الذي يتضمن أيضاً فيروس الجدري الشديد العدوى والمميت في بعض الأحيان.
وينتقل فيروس جدري البقر من خلال القوارض، والتي يمكن أن تنتشر من حين لآخر إلى القطط والأبقار وحيوانات الحدائق، كما تحدث عملية الانتقال إلى البشر عن طريق الاتصال مع الحلمات المصابة من الأبقار الحلوب.
أمّا يوسف علي القوزي، وهو من سكان بلدة "عين الكروم" في ريف حماة الغربي، فقال لـ "نورث برس"، إنهم حاولوا كمزارعين ومربين وقاية أبقارهم السليمة، ومعالجة البقرات المصابة بهذا المرض، "لكن المرض سريع الانتشار".
وأضاف: "بسبب جدري الأبقار، خسرت بقرة من بقراتي، وكانت قيمتها تفوق ثلاثة ملايين ليرة سورية".
لكن سامي أبو دان، معاون مدير زراعة حماة، قال إن برنامج اللقاح ضد جدري البقر ينفذ كل ستة أشهر، "هو برنامج ناجح، ويحمل دائماً نتائج إيجابية"، حسب وصفه.
وأضاف لـ "نورث برس": "المرض الذي تتعرض له الأبقار في هذه الأيام، لا يخرج من دائرة الطبيعي والمألوف، والأرقام التي تتحدث عن نفوق آلاف رؤوس البقر غير صحيحة، فنسبة النفوق لا تتعدى 4%".
ونوه معاون مدير زراعة حماة إلى أن "أنّه سيتم تعويض المزارعين الذين فقدوا أبقارهم نتيجة هذا المرض".
ورفض "أبو دان" ما تردد في الإعلام عن أرقام كبيرة لنفوق الأبقار، "قالوا إن قرية الحريف في محيط مصياف فقدت أكثر من /300/ رأس، في حين أنّ القرية لا تحتوي أكثر من /190/ رأس من الأبقار".
وبلغ عدد الإصابات بجدري البقر في قطيع الأبقار حتى آخر حزيران/ يونيو الفائت /50/إصابة، تم علاج /30/ منها، وهناك /20/ إصابة قيد العلاج حالياً، بحسب مديرية الثروة الحيوانية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب.
من جانبه، قال محسن أحمد سليمان، وهو مزارع من بلدة عين الكروم، ويمتلك مزرعة صغيرة لتربية الأبقار، لـ "نورث برس" أنّ أصحاب مزارع الابقار تكلّفوا مبالغة كبيرة في سبيل تأمين أدوية مجابهة المرض، "في ظلّ إغماض العين المتعمّد عنه من قبل مديرية زراعة حماة والإرشاديات الزراعية التابعة لها".
وأضاف أن بعض المربين يضطرون أحياناً لبيع البقرة المصابة للجزاريين بسعر بخس خشية نفوقها، لأن "أسعار الأدوية الخاصة بجدري البقر مرتفعة، هذا إن توفرت، ناهيك عن أتعاب الأطباء البيطريين الذين يعاينون الأبقار المصابة، وأحياناً نضطر ".
ولا يعتبر مرض جدري البقر، الذي يصيب الأبقار من خلال جرثومة تنتقل إليها عبر الذباب، مرضاً طارئاً ، لكن الجديد في هذا المرض هو اتساع رقعة انتشاره وعدم وجود خطط لمواجهته والتخفيف من آثاره المدمرة على قطعان الأبقار وعائلات مربيها.