رداءة جودة الخبز في الدرباسية.. والمطاحن تحمل الأفران مسؤولية "التلاعب بالطحين"
الدرباسية – دلال درويش – نورث برس
اضطر معظم سكان بلدة الدرباسية شمال شرقي سوريا، مؤخراً لشراء الخبز من الفرن الآلي العام، رغم رداءة جودته، بعد ارتفاع أسعاره في الأفران الخاصة "السياحية"، فيما حملت مديرية المطاحن أصحاب الأفران مسؤولية التلاعب بالطحين ووعدت بمعالجة المشكلة.
وتضطر براءة محمود (32عاماً) وهي أم لثلاثة أطفال كما معظم السكان في بلدة الدرباسية لشراء الخبز من الفرن العام حيث يرفض أولادها أكله لرداءته، "أعاني كثيراً في إقناع أولادي بأكل الخبز رغم رداءته. هذا الخبز غير صالح للاستهلاك البشري".
وقبل الآن كانت المرأة تشتري في اليوم ربطتين من الخبز السياحي ولكن بعد ارتفاع سعر الربطة لـ/500/ ليرة سورية "اضطررنا لشراء الخبز من الفرن العام".
وقالت عدلة قاسم (61 عاماً) من سكان الدرباسية، "نحن مجبرون على شراء الخبز من الفرن العام فعائلتي تتكون من /8/ أفراد وليس بمقدورنا شراء الخبز بـ/1500/ ليرة في اليوم الواحد، بينما سعر ربطة الخبز من الفرن العام لا يتجاوز /50/ ليرة ولكن خبزه سيئ للغاية".
وتساءلت "أين الجهات المسؤولة لتجد لنا حلاً".
وقال آلان اكلي (35 عاماً)، "قمت بشراء الخبز من الفرن العام مرات عديدة ولكنه لم يصلح للأكل، لذلك أشتري يومياً ستة أرغفة من الفرن الحجري بـ/200/ ليرة لكل رغيف".
وأضاف أنه إذا تمت معالجة مشكلة جودة الخبز في الفرن العام سيتجه جميع الناس لشرائه لأن سعره يتناسب إلى حد ما مع دخلهم.
وتعتبر مناطق الجزيرة ومعظم مناطق شمال وشرقي سوريا المخزون الأساسي لمادة القمح في سوريا، حيث يقدر مخزون الإدارة الذاتية من القمح لهذا العام بأكثر من /500/ ألف طن بحسب هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية، فيما لايزال السكان يعانون من ارتفاع سعر مادة الخبز من جهة، ورداءته من جهة أخرى.
وقال مدير الفرن الآلي العام في الدرباسية نهاد جمعة لـ"نورث برس"، إن العامل الأساسي الذي يؤثر في جودة الخبز هو الطحين، "الطحين المقدم للأفران العامة مقبول وضمن المواصفات ولكنه ليس كالطحين المقدم للأفران السياحية".
وأضاف: "الطحين المقدم لنا من قبل الحكومة السورية فيه نسبة عالية من النخالة، بعكس الطحين المقدم للأفران السياحية إذ يكاد يخلو منها".
وقال جمعة إنه قبل ارتفاع سعر الخبز السياحي "كنا نخبز (8) أطنان من الطحين والآن نضطر لخبز (13) طناً من الطحين لزيادة الطلب عليه، وهذا يؤثر على جودة الخبز والعجين وقدرات العمال، وذلك لتلبية حاجة المواطنين الذين بدأوا يتجهون للفرن الآلي بعد ارتفاع أسعار الأفران السياحية".
وقال أيضاً إن "هناك وعود" من قبل الإدارة الذاتية "لتقديم الدعم لمادة الطحين الجيد في فترة قريبة"، دون أن حدد تاريخها.
وأضاف جمعة أن قِدَم الآلات يؤثر أيضاً على جودة الخبز، وأن صيانة هذه الآلات من مسؤولية الحكومة السورية لأن أمور الصيانة لازالت تتبع لها، وفقاً لقوله.
وحملت الإدارية في مديرية المطاحن في "إقليم الجزيرة"، نورا إبراهيم، المسؤولين عن الأفران، مسؤولية التلاعب بجودة الطحين، ما يؤدي إلى إنتاج خبز سيء.
وقالت، "تقوم بعض الأفران بغربلة الطحين وبيع النظيف ومن ثم خبز المخلفات، فالطحين في المطاحن يتحلل ولا يتم توزيعه على الأفران إلا إذا كانت النتائج إيجابية تصلح لإنتاج مادة الخبز".
وأضافت إبراهيم، أن هناك عوامل أخرى تؤثر على جودة الخبز، كنقص الخميرة ومدة العجن غير الكافية، إضافة إلى الاستعجال في الإنتاج.
وفي هذا الإطار، قالت نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الاقتصاد والزراعة في "إقليم الجزيرة" ليمان حسنو لـ"نورث برس"، إنهم بدأوا منذ حزيران/ يونيو الفائت بحملة لمتابعة عمل الأفران والمطاحن، "سنقوم بدعم الأفران وصيانتها للوصول إلى إنتاج خبز جيد".