تزايد المخاوف من تحول مخيمات النازحين في إدلب إلى "بؤرة" لوباء كورونا

إدلب – نورث برس

 

تزداد المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد داخل مخيمات النازحين في إدلب شمال سوريا، وتحولها إلى "بؤرة لتفشي الوباء"، بعد تسجيل إصابات بين الطواقم الطبية في منطقة تخضع لسيطرة تركيا.

 

وتعد المخيمات المنتشرة حول إدلب، ويقيم فيها ما يقارب المليون نازح، "بيئة ملائمة" لتفشي الوباء بسبب تردي المنظومة الصحية وكذلك غياب دور المنظمات الطبية، ما ينذر باحتمال تفشي الوباء.

 

وأعلن عن أول حالة إصابة بفيروس "كورونا" في منطقة إدلب، في 9 تموز/يوليو الحالي بين الطواقم الطبية في مشفى مدينة باب الهوى التي تخضع لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها.

 

وحذر محمد الحلاج، مدير فريق "منسقو استجابة سوريا"، من خطورة الوضع في مخيمات النازحين، بعد ظهور إصابات بين الطواقم الطبية في إدلب والتي اعتبرها "الفئة الحساسة"، كون الأطباء يعملون في مشافٍ عديدة يراجعها عدد كبير من السكان بشكلٍ دوري.

 

واعتبر الحلاج أن تفشي المرض سيجعل من المنطقة "بؤرة وباء كبيرة" على مستوى العالم.

 

وقال لـ" نورث برس"، إن المخيمات عموماً هي، "بيئة خصبة لتفشي الفيروس. هناك حالة من الخوف والهلع بين النازحين، في ظل نقص الرعاية الطبية وعدم توفر الحد الأدنى من الأدوية والمعقمات اللازمة للوقاية من الفيروس".

 

من جهته أشار مرهف جدوع، وهو ناشط مدني في مجال الإغاثة بإدلب، إلى أن الوضع في مخيمات "آطمة" ملائم تماماً لتفشي الفيروس. وسيكون من الصعب السيطرة على الوضع في حال انتشر الوباء وقد يكون ذلك "مستحيلاً" على حد تعبيره.

 

ولفت "جدوع" إلى أن هناك حالة ذعر بين النازحين، لا سيما أن الخيام متلاصقة، وقد بات "كورونا" حديث النازحين، بعد تسجيل عدة إصابات بين الطواقم الطبية في إدلب.

 

وقال حسن الأحمد، وهو إداري في مخيم "حاس"، لـ "نورث برس"، إن المخيم يفتقر إلى وجود نقطة طبية، وفي حال وجود حالات إصابة فلا يوجد آلية لفحصهم، ناهيك عن غياب الوعي الصحي وعدم معرفة النازحين بطبيعة الوباء وسبل الوقاية منه.

 

وأضاف: "عشرات العائلات المقيمة في المخيم تتشارك في الحصول على الماء من خزانات بلاستيكية وسط المخيم، وغالباً ما يصطف النازحون ضمن طوابير طويلة للحصول عليه بغرض الشرب أو طهي الطعام".

 

ويعاني معظم النازحين من نقص في المياه لغسل اليدين والاعتناء بالنظافة، إضافةً إلى عدم وجود شبكات للصرف الصحي، إذ تقوم معظم العائلات بحفر جور فنية في أراضٍ صخرية لكنها تمتلئ بسرعة، وأحياناً تفيض في طرقات المخيم، طبقاً للإداري حسن الأحمد.

 

وقال "الأحمد" إن معظم النازحين يعجزون عن شراء مواد التعقيم والتطهير، بسبب ارتفاع أسعارها، " نسبة كبيرة من سكان المخيم غير مهتمين بهذا الأمر".

وقال عمر اليوسف (37 عاماً)، وهو نازح من ريف حماة ويقطن مخيم "الأطلال"، إنه بعد تسجيل إصابات في إدلب، قام بشراء مواد معقمة وكمامات وقفازات طبية، لكن "أسعارها كانت مرتفعة جداً".

 

وأشار إلى أن: "الكثير من النازحين لن يتمكنوا من شراء هذه المواد بهذه الأسعار". ودعا المنظمات الإنسانية والجهات المسؤولة بضرورة توفير المعقمات وفتح نقطة طبية ومراقبة المشتبهين بإصابتهم لتفادي تفشي الوباء.

 

وأضاف اليوسف: "سيكون من الصعب معرفة الحالات المصابة وعزلها عن الآخرين في تفشي الوباء داخل المخيمات".

 

وتتزامن هذه المخاوف مع ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في سوريا، حيث سجلت وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية /496/ إصابة، تماثلت /144/ حالة منها للشفاء بينما قضى /25/ شخصاً مصاباً.