الدراجات النارية في مدينة السويداء مصدر إزعاج ومشكلة تنتظر الحلول
السويداء – نورث برس
تشهد مدينة السويداء استياءً حاداً لدى سكانها مؤخراً، جراء أصوات الدراجات النارية التي ملأت المدينة والحوادث التي تتسبب بها، بسبب استخدامها من قبل "بعض الطائشين" الذين لا يهتمون براحة السكان، ولا يلتزمون بقانون أو عرف، وسط تجاهل سلطات المدينة عن الأمر.
وقال تحسين نصار (٦٠ عاماً)، من سكان مدينة السويداء، لـ "نورث برس"، إن أصوات الدراجات النارية تقلق راحتهم حتى في أوقات النوم، "فأصبحت أوقات الراحة لدينا هي الأوقات التي لا نسمع فيها صوت الدراجات النارية".
وأضاف: "حتّى تلك اللحظات الهادئة تأتي قصيرة، فلا تلبث الأصوات تصخب من جديد، قادمة من دراجة نارية لأحد الشباب الذين يلهون بدراجاتهم على طول الطريق، ذهاباً وإياباً".
ويقدر عدد الدراجات النارية والمهربة الى داخل مدينة السويداء وحدها بعشرة آلاف دراجة نارية، بحسب مصدر من قيادة شرطة السويداء.
أمّا ابتسام زهر الدين (٥٠ عاماً)، وهي من سكان حي النهضة بمدينة السويداء، قالت إن ابنتها وهي طالبة بكالوريا، أمضت مجمل دراستها في بيت جدها الذي يقع في الريف الغربي من السويداء، "وذلك هرباً من الإزعاجات غير المحتملة والمتكررة من قبل بعض أصحاب الدراجات النارية الطائشين".
وأضافت: " قدمنا شكاوى عديدة باسم سكان حي النهضة الذي نسكنه إلى قسم شرطة المدينة، علهم ينقذوننا من المعاناة ويضعون حداً للمزعجين، ولكن للأسف باءت كل المحاولات بالإخفاق".
وأعادت "زهر الدين" سبب عدم قدرة عناصر الشرطة على اتخاذ إجراءات رادعة إلى "الفلتان الأمني الذي تشهده محافظة السويداء خلال الحرب".
وقال معن الرافع (١٨عاماً)، وهو هاو لركوب الدراجة النارية، لـ "نورث برس"، إنه فقد ساقه اليمنى إثر حادث تعرض له في أحد رهانات السباق مع أصدقائه، "لقد تهشّمت قدمي واضطر المسعفون في المشفى الحكومي بالسويداء لبترها".
ويرى "الرافع" أنه دفع ثمن شغفه بركوب الدراجة والتسابق مع رفاقه دون الاهتمام براحة الناس ولا إجراءات السلامة.
وسجل نحو /٦٥/ حادث سير في الفترة ما بين بداية عام ٢٠٢٠ ومنتصف شهر تموز/ يوليو الجاري نتيجة السرعة الزائدة، كما تم تسجيل 18 حالة وفاة جراء حوادث سير الدراجات النارية، إلى جانب حالات الإعاقة الدائمة والعجز التي سببتها الحوادث، بحسب الضبوط الشرطية في قيادة شرطة محافظة السويداء.
وقال مصدر من قيادة شرطة السويداء، طلب عدم نشر اسمه، لـ "نورث برس"، إن المحاولات السابقة لإيجاد حلول جذرية لظاهرة الدراجات النارية لم تحقق نتائج، "لأن العدد الأكبر من أصحاب الدراجات بحوزتهم أسلحة فردية".
وأضاف: "عند القيام بمحاولة لقطع الطريق عليهم واحتجاز دراجاتهم غير المرخّصة أصلاً، كانوا يطلقون النار ويلوذون بالفرار عبر الأزقة الضيقة والحارات الخلفية للطرق الرئيسية".
من جانبه، قال المكتب الإعلامي لدار طائفة المسلمين الموحدين الدروز في السويداء، لـ "نورث برس"، إنه في ظلّ الفلتان الأمني وعدم قدرة الأجهزة الحكومية على إيجاد حلول حقيقية لظاهرة الإزعاج والحوادث التي تسببها الدراجات النارية، بات على سكان مدينة السويداء القيام باجتراح حلول مجتمعية وأهلية حقيقية.
وأضاف المكتب أن تلك الحلول يجب أن تتم بالتواصل مع الزعامات والوجهاء "للتخفيف من معاناة سكان مدينة السويداء بسبب الدراجات النارية التي أضيفت إلى سلسلة الضغوط الاقتصادية والمعيشية القاهرة.