الأزمة الاقتصادية تدفع سكاناً بريف حلب الشمالي لإعادة إحياء الزراعة المنزلية

حلب – نورث برس

 

دفعت الظروف الحالية المرتبطة بالأزمة الاقتصادية في شمال غربي سوريا، الكثير من الأسر  بريف حلب الشمالي، لإعادة إحياء الزراعة المنزلية، سعياً لتحقيق الاكتفاء من أنواع عدة من الخضار وتحقيق مكاسب مادية عبر بيع الفائض عن حاجتها.

 

وقالت رهف الخليل (26 عاماً)، من قرية تل حسين بريف حلب الشمالي، لـ "نورث برس": إنّ غلاء الخضار في سوق القرية، دفعهم إلى شراء بذور بعض الخضار وزراعتها، بهدف تخفيف شراء الخضار من السوق بثمن مرتفع.

 

وأضافت، "قمنا أنا وزوجي بتجهيز الأرض، وحرثها ورشها بالسماد، ومن ثم زرعنا بذور الخيار والباذنجان والنعناع والبقدونس، كما زرعنا بعض الورود التي تدخل شيئاً من البهجة لقلوبنا".

 

وبشكل مماثل قام خالد عبدالرحمن، (40 عاماً) من قرية تل حسين، بفلاحة أرضه المجاورة لمنزله، والتي تبلغ مساحتها /7/ دونمات، ليزرع فيها أنواعاً عديدة من الخضار الصيفية.

 

وقال لـ"نورث برس" إنه يستهلك حاجته من الخضار، ثم يبيع الفائض من تلك الخضروات لسوق الهال بمدينة إعزاز، ولكن انقطاع الكهرباء لفترات طويلة وغلاء المازوت والسماد والبذور يؤثر سلباً على كمية الإنتاج.

 

وأشار المهندس الزراعي فواز الرحيل لـ"نورث برس" إلى أن الزراعة المنزلية طريقة مناسبة وملائمة لمزارعي المساحات الصغيرة، حيث تؤمن حاجيات الفرد وتحقق نوعاً من الاكتفاء الذاتي من كافة أنواع الخضار.

 

وأضاف أن الزراعة المنزلية تبعد المزارع عن شراء الخضار، لذا فهي مفيدة في دعم الاقتصاد المنزلي، ولكن هناك معوقات أيضاً لهذه الزراعات من بينها غلاء البذور والمواد الوقائية والأسمدة الكيميائية، حيث يتم تسعيرها بالدولار، مما يعني أن ثمنها مكلف بينما يفتقد الرخيص منها إلى الجودة.

 

وتشهد مناطق ريف حلب الشمالي ارتفاعاً في أسعار الخضار وذلك بسبب غلاء المحروقات والانقطاع الطويل للكهرباء في المنطقة، ما يؤثر سلباً على المزارعين، كما يؤثر ارتفاع صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية على كمية إنتاج الخضار في تلك المناطق.