تحسن قيمة الليرة لم يخفض الأسعار في حلب والحكومة تنتظر استقرار الصرف لتتحرك

حلب – نورث برس

 

بقيت أسعار معظم البضائع والمواد التموينية على حالها في مدينة حلب شمالي سوريا، خلال الأيام الأخيرة، رغم استعادة الليرة السورية بعضاً من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي بنسبة وصلت لـ /40/ بالمئة مقارنة بأسعار صرفها خلال الفترة السابقة.

 

ويتهم سكان المدينة التجار وأصحاب المحلات بالإبقاء على الأسعار كما هي دون خفضها بما يعادل صرف الدولار، في حين لا تحرك لجان التموين الحكومية ساكناً وهي تنتظر استقراراً في سعر الصرف لعدة أيامٍ متوالية.

 

وشبّه حسين عبد الجبار (52 عاماً) من سكان مدينة حلب، التجار بـ "جمرة نار"، فهم "يرفعون الأسعار بدون رحمة ولا يخفضونها أثناء انخفاض الدولار، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك بعض المواد الغذائية شهدت انخفاضاً طفيفاً في أسعارها ولكن ليست جيدة مقارنة مع أسعار الصرف الجديدة".

 

وقال "عبد الجبار" إنه لم يعد يملك إمكانات شراء الكثير من أصناف السلع التموينية والفواكه بسبب ارتفاع أسعارها "بشكل غير منطقي" ما حرمه من شراء عدة مستلزمات أساسية وضرورية لمنزله، على حدّ قوله.

 

وشهدت الليرة السورية منذ مطلع العام انهياراً متسارعاً أمام العملات الأجنبية ليسجل الدولار مع منتصف حزيران/ يونيو الفائت وقبيل تطبيق قانون عقوبات "قيصر"، مستوى ارتفاعٍ قياسي حيث وصل إلى حدود /4000/ ليرة سورية في بعض المناطق السورية.

 

ووصل، على سبيل المثال، سعر كيلو الجبنة في مدينة حلب إلى /3800/ ليرة سورية وكذلك سعر طبق البيض إلى /3450/ ليرة، كما تجاوز سعر علبة السردين ألف ليرة وكيلو الرز /2700/ ليرة وكيلو السكر ألفي ليرة سورية، ما حرم العائلات من تأمين احتياجاتها.

 

وكانت الليرة السورية قد بدأت تدريجياً استعادة جزءاً من قيمتها، ومع منتصف تموز/ يوليو الحالي لتشهد ارتفاعاً في صرفها أمام الدولار والعملات الأخرى حيث بلغ سعر صرف الدولار خلال الأيام الماضية /1730/ ليرة في أسواق الصيرفة المحلية بمدينة حلب، ما يؤكد تحسنها بنسبة نحو /40/ بالمئة رغم عدم استقرار أسعار الصرف تلك.

 

ورغم ذلك لم تشهد أسعار السلع والبضائع في الأسواق المحلية انخفاضاً يعادل انخفاض الدولار، وعلى العكس من ذلك شهدت بعض المواد استمراراً في ارتفاع أسعارها حيث بلغ سعر طبق البيض مؤخراً /3600/ ليرة وكيلو الرز /2900/ ليرة وكيلو السكر /2100/ ليرة.

 

وقال سعيد ساجور (34 عاماً)، وهو من سكان مدينة حلب: "كنا نسأل أصحاب المتاجر أثناء فترة ارتفاع الأسعار عن سبب الغلاء فكانوا يرجعونه إلى ارتفاع سعر صرف الدولار، والآن يرجعون أسباب عدم انخفاض الأسعار، إلى أنهم كانوا قد اشتروا البضائع والمواد في فترة الغلاء".

 

ويعبر "ساجور" من خشيته من ارتفاعٍ مماثل للفترة السابقة في صرف الدولار، وأنه في هذه الحال لن يشهد استقراراً في الأسعار، معرباً أن لجان التموين الحكومية لا تلعب أي دور في هذه المرحلة لمراقبة الأسواق وتخفيض الأسعار.

 

وقال زياد الوزي (30 عاماً)، وهو صاحب سوبرماركت بحي الأشرفية، إن "التجار لا يتجاوبون مع انخفاض سعر الصرف الجديد ما يتسبب لهم بمشاكل مع السكان الذين يتهمونهم بـ "النصب والاحتيال"، على حد تعبيره.

 

وأضاف، لـ "نورث برس"، أن مرابحهم في بيع المفرق "محدودة جداً" وأنه كلما انخفضت الأسعار تزداد مرابحهم أكثر، بسبب زيادة الطلب على البضائع وعودة الحركة الشرائية.

 

وقال فارس الأخرس، رئيس لجان التموين في حلب، إنهم ينتظرون مرور خمسة أيام متتالية على استقرار سعر الصرف كي تقوم لجانهم باتخاذ الضوابط اللازمة بحق كل من يخالف قوائم الأسعار التي تعتمدها لجان التموين.

 

وتوقع، خلال مقابلة مع "نورث برس"، انخفاضاً كبيراً في مختلف الأسعار مع بداية آب/ أغسطس القادم، بعد إجراء دراسة من جانب وزارة التجارة وحماية المستهلك في الحكومة السورية بهدف السيطرة على الأسواق، حسب قوله.