أعمال التهريب بين مناطق سيطرة كل من "تحرير الشام" وفصائل المعارضة الموالية لتركيا
حلب – نورث برس
تزداد أعمال التهريب لنقل البضائع والشخاص بين مناطق توزع سيطرة كل من هيئة تحرير الشام من جهة، ومناطق أخرى شمال غربي البلاد تحت سيطرة الجيش الوطني الموالي لتركيا من جهة أخرى، وعفرين الخاضعة لسيطرة الجيش التركي وفصائل المعارضة التابعة له من جهة ثالثة.
ويشكل الفلتان الأمني في تلك المناطق وفرض أنظمة خاصة لكل منها حالة مناسبة لنشاط مهربين وشبكات تهريب بينها.
وقال أبو عبدو(48 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح من ريف حمص يسكن في ريف حلب الشمالي، إنه يعتمد على التهريب بين منطقتي درع الفرات ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام لكسب الرزق، "حيث أقوم بتهريب الدخان لمناطق سيطرة الهيئة عبر دراجتي النارية، أو عن طريق مخبأ سري في سيارتي في حال كانت الكمية كبيرة".
وأضاف لـ "نورث برس": "مناطق الهيئة تمنع السكان من الإتجار بالدخان والمجاهرة به في الطرقات والأماكن العامة، فأقوم بالتهريب لتلبية طلبات سكان وتجار هناك، وتكون الكميات المطلوبة من الدخان كبيرة عادة بسبب الكثافة السكانية في المنطقة".
ولفت "أبو عبدو" إلى أنّ أعمال التهريب بين منطقتي درع الفرات ومنطقة سيطرة هيئة تحرير الشام تشمل أيضاً الغنم والأبقار والمحروقات والدراجات النارية المسروقة، "وكذلك المخطوفين الذين يتم تخديرهم ووضعهم بمخابئ سرية معدة مسبقاً في سيارات كبيرة لتتم المقايضة عليهم في منطقة أخرى".
وقال سكان من المنطقة إنّ حملات تجري كل مدّة للبحث عن مطلوبين للشرطة العسكرية أو فصائل الجيش الوطني، "ولا يجد المطلوبون ملاذاً لهم إلّا مناطق هيئة تحرير الشام، لأن أغلبهم من منتسبي تنظيم داعش".
ويجري تنقل هؤلاء الأشخاص عبر طرق التهريب بين مناطق سيطرة مختلفة في شمال غربي سوريا، وذلك بعد تزوير معلوماتهم الشخصية وبطاقاتهم بأسماء وهمية غير مطلوبة لكلي الطرفين، بحسب أشخاص يعملون في التهريب هناك.
وقال أبو أدهم العجيلي (42 عاماً)، وهو تاجر ماشية في ريف حلب الشمالي، لـ "نورث برس"، إنه يقوم بتهريب الأغنام عبر شركاء له في منطقة الهيئة، ليتم بيعها هناك بثمن يزيد عن أسعارها في مناطق ريف حلب.
وأضاف: "ما دفعني إلى القيام بعمليات التهريب هو المبالغ الضخمة التي تفرضها هيئة تحرير الشام عبر لجانها الاقتصادية في المعابر على الأغنام التي يتم إدخالها لمناطقها، حيث يتم دفع ما يقارب /15/ ليرة تركية عن كل رأس غنم، ما يقلل كمية الربح للتاجر عند بيع قطيعه في أسواق إدلب".
وقال أمجد الأحمد (31 عاماً)، والذي يعمل في تهريب الأشخاص إلى داخل تركيا، لـ "نورث برس"، إنّه بسبب التضييق التي تفرضه فصائل الجيش الوطني على المهربين على الحدود السورية التركية، يقوم بداية بتهريبهم لمناطق سيطرة الهيئة بعد إخراج بطاقات ودفاتر عائلة مزورة لهم، ومن ثم تهريبهم لتركيا عبر مناطق ريف سلقين أو خربة الجوز في منطقة دركوش غرب إدلب.
وأشار إلى أن سبب التضييق هو "تخوف فصائل الجيش الوطني التابع لتركيا، من وجود نساء من عوائل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بين المجموعات الداخلة إلى تركيا".
ورغم أن "الأحمد" يتقاضى عن كل شخص مبلغ /1500/ دولار، إلا أن "معرفتي بطرق التهريب وعدم إلقاء القبض على أي دفعة أقوم بتهريبها، جعلت مني مصدر ثقة لدى الكثيرين ممن يريدون الذهاب لتركيا دون عوائق تمنعهم من العبور".