الأضاحي واللحوم.. سكان ومهجرون في شمالي سوريا لن ينالوا حاجتهم منها هذا العيد
منبج/ ريف حلب الشمالي/ الرقة
صدام الحسن/ دجلة خليل/ أحمد الحسن- نورث برس
يتجول منير الأحمد(29عاماً)، وهو من سكان مدينة منبج، في سوق المواشي، يتفحص نعجة ويتركها ثم ينتقل لأخرى وهكذا إلى أن انقضى نصف النهار ولم يجد أضحية تتناسب مع نقوده التي لا تتجاوز \250\ ألف ليرة سورية، فيعود إلى منزله دون أن يتمكن من شراء أضحية هذا العام.
ويعاني سكان من مدن شمال وشرقي سوريا من ارتفاع أسعار الأضاحي واللحوم التي اعتادوا شراءها قبيل عيد الضحى من كل عام، ليكون مستوى الغلاء هذا العام أكثر من أي من سنوات الحرب التي واجهوا فيها صعوبات معيشية وإنسانية مختلفة.
وقال "الأحمد"، لـ"نورث برس"، إن حاله هذه كحال أغلب السكان في مدينة منبج، "لأن أسعار الأضاحي هذا العام تفوق قدرة السكان على الشراء، وتجاوزت ضعف ما كانت عليه العام الماضي".
وأضاف، "أنا بحاجة لأن أعمل قرابة ثلاثة أشهر من دون أي عطلة ويبقى منزلي من دون طعام وشراب، لأتمكن من شراء أضحية لعائلتي".
وفي الرقة، قال محيى العساف (37عاماً)، وهو من سكان قرية حزيمة، /20/ كم شمال المدينة، إنه اشترى أضحية العيد هذا العام بـ/500/ ألف ليرة سورية، "بينما اشتريت العام الماضي أضحية بـ/200/ ألف ليرة سورية".
ويرجع تجار من مدينتي منبج والرقة ارتفاع أسعار الأضحية هذا العام إلى إغلاق المعابر بين كل من مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق سيطرة فصائل المعارضة مع مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، "إغلاق المعابر وانخفاض أسعار الأعلاف، ساهم بشكل كبير في ارتفاع الأسعار"، بحسب تجار مواشٍ في مدينة منبج.
وتتراوح أسعار الأغنام في مدينتي منبج والرقة هذا العام ما بين /400/ ألف ليرة سورية و/600/ ألف ليرة بحسب وزنها، في حين كانت أسعارها تراوحت العام الماضي ما بين /100/ إلى /150/ ألف ليرة وتصل في بعض الأحيان إلى /200/ ألف، بحسب تجار للمواشي في المدينتين.
وبحسب عيسى الناصر(49عاماً)، وهو تاجر أغنام في سوق حزيمة بريف الرقة، فإن مربي المواشي في كل عام يقومون ببيع قسم من أغنامهم وشراء أخرى تنطبق عليها شروط الأضحية، "ولكن الحركة الشرائية هذا العام شبه معدومة".
وفي ريف حلب الشمالي وبعد أن جعلت الظروف المعيشية الصعبة للسكان والمهجرين من شراء الأضحية أمراً مستحيلاً للبعض، بات شراء العائلات لحاجتها من اللحوم للعيد أمراً صعب المنال، وخاصة بالنسبة لمن لا يزالون يعيشون في ظروف التهجير.
وقال مصطفى كلاحو(41عاماً)، وهو مهجر من قرية باسوطة التابعة لناحية شيراوا بمنطقة عفرين ويقطن في مخيم "سردم" بريف حلب الشمالي، إنه لا يستطيع ذبح الأضاحي منذ ثلاثة أعوام، "ليس فقط لأن أسعارها غالية، بل لأنني مهجر أيضاً ولا أملك مصدر دخل".
وأشار إلى أنه لا يمتلك حتى إمكانات شراء اللحم بسبب غلاء سعره، "فقد وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى /15/ ألف ليرة سورية، أحتاج لثلاث كيلو من اللحم لعائلتي، ما يقارب /45/ ألف ليرة، وهذا المبلغ كبير".
وكانت العملية العسكرية التركية مع فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين قد تسببت في العام 2018 بتهجير ما يقارب /300/ ألف شخص من المنطقة، وفق إحصائية لمنظمة حقوق الإنسان في عفرين.
وبحسب "كلاحو"، فإن سعر الخروف كان في منطقة عفرين قبل سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة عليها يتراوح ما بين /40/ و/50/ ألف ليرة سورية، "أما اليوم فسعر الخاروف بريف حلب الشمالي يتجاوز /350/ ألفاً".
وأضاف أيضاً: "ولا نستطيع تقديم شيء للأطفال وإدخال البهجة إلى قلوبهم، فالأوضاع صعبة هنا، والعيد ضمن المخيمات لا يشبه العيد في عفرين".