استياء شعبي في إدلب بعد رفع "وتد" التابعة لتحرير الشام أسعار المحروقات
إدلب – نورث برس
تشهد مدينة إدلب حالة استياء عام لدى سكانها بسبب رفع أسعار المحروقات من قبل شركة "وتد" التابعة لهيئة تحرير الشام، والتي تتولى استيراد وبيع المحروقات.
وقال فؤاد عرنوس (36 عاماً)، صاحب كازية في إدلب، ومُرخصة لدى شركة "وتد"، لـ"نورث برس": إن ارتفاع أسعار المحروقات المستوردة سببها من المصدر الذي يتم استيراد المواد منه، ولا علاقة لشركة "وتد" بهذا الأمر كما يدّعي السكان.
وتابع العرنوس: "من البديهي أن تبقى الأسعار في تخبط دائم، فتارةً ترتفع وتارة تنخفض، بسبب الظروف التي خلقها انتشار فيروس كورونا، والتي تتسبب بتأخير وصول الحمولة عند إغلاق المعابر، وذلك يؤدي إلى فرض زيادة على أسعار النقل جراء الضرائب التي تُفرض عليه".
وأضاف: "من يريد أن يستفسر عن سبب ارتفاع الأسعار، فليذهب للشركة، هي مسؤولة عن تقديم الأسباب وإثباتات الارتفاع لأي شخص كان".
وخرج العشرات من السكان في ساحة الساعة بمدينة إدلب، في الرابع من آب/أغسطس الجاري، في مظاهرة، بسبب تردي الوضع المعيشي وارتفاع أسعار المحروقات الذي فرضته شركة "وتد" التابعة لهيئة تحرير الشام.
وتحدث محمد جعمور (31 عاماً)، من سكان مدينة إدلب، لـ"نورث برس" حول قرار شركة "وتد"، أنه يجب معرفة المصدر الحقيقي للمحروقات في الشمال السوري، فالجميع يعلم أن النفط السوري دخوله قليل جداً إلى هذه المناطق، والاعتماد الأساسي هو على المحروقات المستوردة من أوكرانيا.
وأضاف: "تدخل المحروقات من الشمال عبر تركيا إلى الداخل السوري، ونتيجة هذه الرحلة الطويلة يتعرض النفط لمجموعة كبيرة من المشاكل نتيجة تأخره بالوصول، مثل الضرائب التي ستزيد عليه وأيضا المشاكل الدولية التي ستؤثر عليه بشكل سلبي أو إيجابي".
ونوّه إلى أن تحكم شركة "وتد" بالأسعار هو لعدم وجود منافس لها في المنطقة، فلو كان في المنطقة أكثر من مصدر يستورد النفط لكانت الأسعار تغيرت حكماً.
وقال موظف في شركة "وتد"، طلب عدم ذكر اسمه، لـ "نورث برس" إنه "تمّ رفع سعر مادتي الديزل والبنزين المستورد، بسبب ارتفاعه من المصدر كما أخبرنا المسؤول في الشركة".
وأضاف: "أمّا بالنسبة للمازوت المكرر (البدائي)، كان سبب ارتفاعه، عدم توفره في المنطقة إلّا بكميات قليلة، وهذا ما أجبر الشركة والتجار على رفع سعره، ومحروقات شركة "وتد" تستورد من عدة دول أهمها أوكرانيا، ولا تأتي من تركيا بشكل مباشر".
وأوضح أن أسعار المواد تختلف كثيراً عن تركيا، ففي تركيا وصل سعر البنزين إلى 5.25 ليرة تركية، و 6 ليرات لسعر ليتر المازوت، علماً أن نفس المواد والأصناف التي تدخل تركيا تأتي إلينا، وفارق الأسعار بين محافظة إدلب وتركيا هو بسبب دعم بعض الجهات لموضوع المحروقات التي تدخل إدلب.
وأصدرت شركة "وتد" التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، والتي تتبع بدورها لـ"هيئة تحرير الشام"، بداية الأسبوع الجاري، قراراً يقضي برفع تسعيرة المازوت والبنزين المستورد، حيث رفعت سعر ليتر البنزين من 3.85 ليرة تركية إلى 4.15 ليرة تركية، ورفعت سعر ليتر المازوت المستورد من 3.75 ليرة تركية إلى 4 ليرات تركية، بينما رفعت سعر ليتر المازوت المكرر البدائي إلى 3.35 ليرة تركية، بدلاً من 3.20 ليرة تركية، في حين بقيت أسطوانة الغاز المنزلي دون تغيير، بسعر 57 ليرة تركية.