NPA
حذرت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي يومي السبت والأحد الماضيين، تركيا من أي محاولة لتنقيب النفط والغاز قبالة جزيرة قبرص، وذلك رداً على تصريحات وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، الذي أعلن بأن تركيا بدأت في “عملية التنقيب”.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية مورغان اورتاغوس، عبر بيان رسمي يوم أمس بأن: “الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق من نوايا تركيا المعلنة لبدء عمليات الحفر البحري في منطقة اقتصادية تخضع لنفوذ جمهورية قبرص”.
وأضاف البيان: “هذه الخطوة استفزازية للغاية وتخاطر بإثارة التوترات في المنطقة، كما نحث السلطات التركية على وقف هذه العمليات وتشجيع جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس”.
وتزايدت مؤخراً وتيرة الخلافات بين كل من تركيا والحكومة القبرصية اليونانية المعترف بها دولياً على الملكية القانونية لهذه المنطقة البحرية الاقتصادية، بغرض البحث عن النفط والغاز البحرية في شرق البحر المتوسط، في منطقة تعتقد بأنها غنية بالغاز الطبيعي.
وتسيطر جمهورية قبرص اليونانية على ثلثي الجزيرة المطلة على البحر المتوسط، في حين يخضع الثلث الشمالي لإدارة مدعومة من تركيا.
ومن جانبها أعربت المتحدثة باسم المفوضية السياسية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في بيان رسمي عن “قلقها الشديد بشأن نوايا تركيا مؤخراً”.
داعية تركيا للتحلي بضبط النفس، وإلا فإن الاتحاد الأوروبي سوف يستجيب بشكل مناسب لأي عمل غير قانوني ينتهك حقوق قبرص السيادية.
وعقب إصدار هذه التعليقات من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الامريكية، سارعت الخارجية التركية لإصدار بيان، نددت فيه بتعليقات موغريني، مؤكدة بأن: “أنقرة ستحمي مصالح وحقوق شمال قبرص”.
وأثارت قضية اكتشاف الغاز والنفط في جزيرة قبرص مؤخراً خلافات بين الحكومة التركية وقبرص اليونانية على ملكية استثمار وتنقيب الغاز والنفط، لا سيما بعد قيام جمهورية قبرص ـ التي تعتبر دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي ـ بعقد صفقات مع شركات الطاقة العملاقة مثل إيني، وتوتال، وشركة أكسون موبيل. وتصر في الوقت عينه، على ضرورة حماية ملكيتها من قبل المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وبضرورة استثمار حقوقها الاقتصادية بدون عوائق من قبل تركيا.
وقد أعلن جاويش أوغلو في فبراير الماضي، بأن تركيا ستبدأ قريباً عمليات التنقيب عن الغاز والنفط بالقرب من قبرص، حيث أطلقت أنقرة سفينة للحفر قبالة ساحل ولاية أنطاليا الواقعة في جنوب تركيا وهي موازية لجزيرة قبرص.
وتصاعد التوتر بين الطرفين، إثر إعلان تركيا يوم الجمعة الماضية إرسال إشارات إلى النظام الملاحي الدولي في البحر المتوسط، معلنة بأن سفنها ستقوم بعملية الحفر عن الغاز والنفط لغاية سبتمبر المقبل.
ويقول الخبراء بإن هذا التوتر القائم سيعمق الخلافات بين كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جانب، والحكومة التركية من جانب آخر، ليشكل ملف شائك من بين الخلافات القائمة بين الطرفين من قبيل إصرار حكومة أردوغان شراء منظومة صواريخ إس”400″ فضلاً عن تناقضات متباينة على الملف السوري.