القاهرة ـ سيد مصطفى ـ NPA
لايزال الجدل الصادر من واشنطن، مثار الأحاديث والتساؤلات للعالم، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع التواصل الاجتماعي”تويتر”، بخصوص إدراج جماعة الإخوان المسلمين على “لائحة الإرهاب”.
قرار الإدراج
قال عبد الجليل الشرنوبي، القيادي الإخواني المنشق، ورئيس تحرير موقع إخوان أون لاين السابق، لـ”نورث برس”، إن قرار إدراج جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، لم يتخذ بالفعل، وهو حديث للاستهلاك المحلي، وهو موقف متكرر من الإدارتين الأمريكية والإنكليزية.
حيث تلعب وجوه الإدارة دور الشرطيين “الشرير والطيب”، فعندما يفتح الكونغرس أبوابه للإخوان تجد موقف الإدارة مختلف، فإذا كان موقف الديمقراطيين من الإخوان سلبي، تجد موقف الجمهوريين مختلف.

عبد الجليل الشرنوبي، القيادي الإخواني المنشق
ووصف الشرنوبي قرار ترامب بأنها “مناورة تكررت كثيرًا باختلاف وجوه الإدارة الأمريكية”.
وبيّن القيادي السابق في الإخوان، أنه “يصعب على الإدارتين الإنكليزية والأمريكية اتخاذ قرار حظر أو صنيف الإخوان كجماعة إرهابية، لأنه لا يمكن أن يتم التخلي عن أحد أهم أدواته في التحرك والتدخل في شؤون الدول”.
وأشار الشرنوبي، أن هذا التنظيم نمى على عين النظام العالمي الذي بدأ على يد بريطانيا، وبعد ذلك تقاسم الدور البريطانيين مع الأمريكيين.
وأضاف، أن القانون إذا طبق سيطبق على كل ما يأخذ وصفة “الإخوان”، ومن المعروف أن الجماعة حتى في مصر لها مؤسسات وتنظيمات متعددة تحمل صفات أخرى، وهو ما يحدث مع جماعات أخرى مثل حماس المدرجة كـ”إرهابية”.
ويتابع القيادي المنشق، “ولكن على أرض الواقع لها منظمات تتخذ أسماء أخرى في الولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أن ما يفعله ترامب هو نوع من “الضحك على الذقون”، لصرف الأنظار عن عملية إعادة تشكيل تتم لتنظيمات الدين السياسي المتطرفة وعلى رأسها الإخوان.
تبعات القرار
بينما قال خالد الزعفراني ، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية بمصر، لـ”نورث برس”، إن القرار يحتاج لإجراءات معقدة ومنها موافقة الكونغرس والعديد من المؤسسات التي تشارك بالقرار في الولايات المتحدة.

خالد الزعفراني ، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين
مبينًا أنه في حال تمت الموافقات فسيؤثر القرار بشكل كبير على جماعة الإخوان وعلى مواقف كثيرة من الدول الأوروبية، وعدد من الدول الإقليمية مثل قطر وتركيا، وبعض الدول التي تعطي مساحة كبيرة للإخوان مثل جنوب إفريقيا وجنوب شرق آسيا، ففي هذه الدول يأخذ أفراد الإخوان حرية كبيرة ولهم نشاط سياسي واقتصادي، فتتأثر بهذا القرار.
وأكد الزعفراني لـ”نورث برس”، أنه توجد مراكز إسلامية كبيرة يدَّعون أنها مراكز دعوية ولكنها في الأساس هي مراكز دعوة لفكر الإخوان، فستراقب مصادر تمويلها والدعم المقدم لها، مشيرًا أن واشنطن عبارة عن مؤسسات مثل مؤسسة الرئاسة والكونغرس والبنتاغون والأمن القومي، والإخوان كانوا مخترقين عدداً من المؤسسات، فهناك مؤسسات كثيرة تشارك في صنع القرار.
وأضاف الزعفراني، إنه يوجد توجه عام لإدراج جماعة الإخوان جماعة “إرهابية” من الغرب، وهذا الموقف في فرنسا وألمانيا وبعض الدول الأوروبية، مبينًا أن القرار سيشمل فروع الإخوان في أي دولة من دول العالم دون استثناء.
القرار داخل دوائر اتخاذ القرار الأمريكية
قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق،
وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، لـ”نورث برس”، إن إدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية موضوع يوجد عليه خلافات كبيرة داخل الولايات المتحدة، حيث توجد مجموعة في الكونغرس زارت مصر قبل فترة تطالب بإدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، وهذا ليس وليد اليوم ولكن منذ عصر أوباما وجون كيري.

السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق
مبينًا أن مصر كانت تشجع تلك الأصوات وذلك لقطع الاتصال المباشر والعلني بين “الإدارة الأمريكية وجماعة الإخوان، وحاليًا أصبح اتصال سري وخاصة بين (السي آي إيه) وأعضاء من الكونغرس بشكل غير معلن وبعيدًا عن مكاتبهم الرسمية”.
وأكد حسن لـ”نورث بريس”، أن أوباما وريكس تيلرسون، وزير خارجية ترامب قبل تولي
بومبيو، شرح للجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس أسباباً تتعلق بواشنطن، “أنه رغم وجود أعضاء من جماعة الإخوان لها علاقة بالعمليات الإرهابية، ولكن سيحدث تعارض مع المصالح الأمريكية في عدة دول مثل تركيا وقطر وتونس والمغرب حيث يوجد فيها
أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين.
وتابع، أن الإخوان لهم نشاط في الولايات المتحدة منذ عام 1948، ويوجد مراكز تابعة لهم في عدة ولايات أمريكية، ومسجلين وفقًا للقانون بأنها جماعة دينية دعوية، وهم حريصين على الالتزام بقوانين الولاية.
وبين حسن، أنه وبشكل خاص فالكونغرس يوجد به أغلبية ديمقراطية، والديمقراطيين لا تزال سياستهم ترى أن أكثر التيارات الإسلامية اعتدالا هو الإخوان المسلمين، لذلك “إذا مر القانون من مجلس الشيوخ لن يمر من مجلس النواب”.
وأردف حسن، أنه ربما الرئيس أوباما سيستخدم صلاحياته الرئاسية، لأن له في المسائل الأمنية والعمليات العسكرية الصغيرة صلاحيات، فيستطيع أن يصدر قراراً دون الرجوع للكونغرس، ولكن لن يشمل جماعة الإخوان المسلمين كلها، بل بعض الميليشيات المسلحة وتصنيفها إرهابية، “لأنه يريد أن يجامل مصر والسعودية والإمارات”.
التنظيم الدولي
وتطرق حسن إلى التنظيم الدولي للإخوان، ومنه الجزء الموجود في سوريا ومنه قسم حاربه الرئيس السابق حافظ الأسد في الثمانينات، وجزء جديد انضم بعضه لداعش والنصرة.
كما أن الحكومة المغربية السابقة التي شكلها عبد الإله بانكيران كلها إخوانية، وفي الانتخابات التالية لم يحصلوا على أغلبية، ولكنهم يشكلون أغلبيتها وتحت رئاسة جماعة الإخوان.
وفي تونس الأغلبية في البرلمان إخوان مسلمين، وفي الأردن يوجد /16/ نائب بالبرلمان إخواني، وفي البحرين رغم وجود 65% من السكان شيعة، إلا أن الجماعة فاعلة في المكون السني هناك، ولذلك يصعب على إدارة ترامب إلى حد الاستحالة أن تدرج جماعة الإخوان كلها كجماعة إرهابية، لأن وضع الفروع الدولية في سويسرا وفي بريطانيا حرج للغاية.
وأوضح حسن، أن ترامب، يقوم بها كنوع من الصفقة أو التجارة، فهل سيكون مقابلها تمرير صفقة القرن والضغط على الفلسطينيين للقبول بها؟.
ويرى حسن أن القرار إذا خرج فسيكون بشكل جزئي ويشمل بعض الكيانات فقط التي تمارس العنف من الجماعة مثل جماعة الإخوان في مصر.