الغلاء قبيل العيد يحرم عائلات في ريف الحسكة من شراء ملابس لأطفالها

الحسكة – باسم الشويخ – نورث برس

 

أدى ارتفاع أسعار الألبسة في الأسواق إلى عزوف عائلات في بلدة الحدادية جنوب الحسكة، شمال شرقي سوريا، عن شراء الألبسة لأطفالها قبيل عيد الأضحى، حيث تشهد الأسواق إقبالاً ضعيفاً بسبب بقاء الأسعار مرتفعة رغم بعض التحسن في قيمة الليرة السورية خلال الأسبوعين الماضيين.

 

وقال محمود العبيد (30عاماً)، وهو عامل بناء من سكان بلدة الحدادية، إن دخله غير مناسب لشراء الألبسة واحتياجات العيد الأخرى بهذه الأسعار المرتفعة، "فعيد الأضحى على الأبواب وهناك عوائل كثيرة غير قادرة على شراء مستلزمات العيد ولا سيما الألبسة الجديدة للأطفال".

 

وأضاف "العبيد"، الذي يحصل على أجرة /4000/ ليرة سورية مقابل كل يوم عمل، أنه اشترى بنطالاً لولده الصغير بـ /10/ آلاف ليرة سورية وهو مبلغ كبير سيكون على حساب احتياجات ضرورية أخرى، وفقاً لقوله.

 

وأشار إلى أن الألبسة المستعملة (البالة) أيضاً شهدت ارتفاعاً في الأسعار مقارنة مع العام الماضي.

 

وكانت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية قد شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال الشهرين الماضيين بسبب انهيار قيمة الليرة السورية إلى /3900/ ليرة أمام الدولار الأمريكي الواحد، لتستقر قيمتها بعدها عند حوالي /2300/ في عموم مناطق شمال شرقي سوريا مع فارق طفيف بين اليوم والآخر.

 

وعلى الرغم من انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الفائت إلى أقل من ألفي ليرة سورية إلا أن الأسعار بقيت على حالها ولم تنخفض.

 

وقالت فاطمة الأحمد (40عاماً)، وهي نازحة من دير الزور وتقيم في بلدة الحدادية، إنها لن تتمكن من التوجه للأسواق لأن عائلتها المكونة من خمسة أطفال تعتمد على ما يتقاضاه زوجها من عمله في رعي وتربية الأغنام.

 

وأضافت أنها لم تشترِ أي ملابس لأطفالها أو مستلزمات العيد الأخرى هذا العام، "لأن همنا الأساسي في هذه الفترة هو تأمين المواد الغذائية".

 

وعبرت "الأحمد" عن فقدان بهجة العيد لدى غالبية العائلات ذات الدخل المحدود بقولها إن العيد هذا العام هو "عيد ميسوري الحال الذي لا تتأثر حياتهم كثيراً بالغلاء".

 

وتقع بلدة الحدادية جنوب الحسكة على الضفة الشرقية لنهر الخابور، تتبعها /28/ قرية ويبلغ عدد سكانها نحو /50/ ألف نسمة، ويعتمد نسبة كبيرة منهم على الزراعة وتربية المواشي والتجارة بها، إذ تعتبر تربية الأغنام مصدر رزق رئيسي للسكان.

 

ورغم أن حالة الغلاء تشمل كافة الأسواق السورية إلا أن بعض سكان وتجار بلدة الحدادية يرون أن العائلات في المناطق الريفية تتأثر أكثر من غيرها.

 

وقال أسعد العلي (37عاماً) وهو صاحب محل ألبسة في بلدة الحدادية، إن الإقبال على الشراء ضعيف رغم أنه لم يتبق للعيد سوى يومان، والسبب هو ارتفاع الأسعار.

 

وأضاف أن مسألة غلاء الألبسة لا يمكن حلها باتهام التجار برفع الأسعار، "لأن انهيار قيمة الليرة ينعكس على ارتفاع مستلزمات الإنتاج والشحن وتجارة الجملة.