المواجهة مستمرة في غزة.. لكن الحرب الشاملة مُؤجلة

الضفة الغربية ـ NPA
قُتل إسرائيلي في عسقلان وسبعة فلسطينيين في قطاع غزة منذ اندلاع موجة التصعيد الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية صباح السبت، وحتى اللحظة، حيث قصفت إسرائيل /200/ هدف في القطاع.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على صفحته بالفيسبوك، حول طبيعة الأهداف: “مواصلة دك أوكار حماس والجهاد الإسلامي في أرجاء قطاع غزة حيث ضربت قواتنا الجوية والبحرية خلال الليلة الماضية نحو /60/ هدفًا إرهابيًّا ليبلغ عدد الأهداف المستهدفة في القطاع نحو /200/ هدف”. 
وفي إحصائية، قال المكتب الحكومي في غزة إن الطائرات الإسرائيلية نفذت /150/ غارة، إضافة إلى قصف مدفعي استهدف /200/ “مَعْلماً مدنيا” في قطاع غزة بينها بنايات سكنية ومساجد وورش حدادة ومحال تجارية ومؤسسات إعلامية.
وارتفع عدد البنايات السكنية التي دمرتها إسرائيل في موجة القصف إلى سبعة، إضافة إلى قصف مسجد “المصطفى” بمخيم الشاطئ.
وبدورها، أطلقت الفصائل الفلسطينية منذ صباح أمس، المئات من الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية خاصة المحاذية للقطاع، في حين أعلنت إسرائيل أن عدداً كبيراً منها أسقطها نظام “القبة الحديدية” قبل وصولها إلى هدفها.
ويعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن والسياسة “الكابينيت”، اليوم الأحد، جلسة لبحث التطورات في غزة.
ويجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوزراء “الكابنيت” عند الساعة 12:30 ظهراً، وهو الاجتماع الأول لهذا المجلس بعد شهرين تقريبًا من آخر اجتماع.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي “سيكون هناك أيضًا خيارات أكثر وضوحًا قد يكون الوقت قد حان لاستخدامها”.
ووفق هذه القراءات والاستعدادات الإسرائيلية، فإن شبح الحرب يلوح في الأفق، على الرغم من قراءات لمحللين إسرائيليين تفيد بأن المواجهة الحالية ستستمر ربما ساعات أو أيام، ولكن لن تتطور إلى حرب شاملة.
ويقول الباحث الإسرائيلي في معهد “بيغن-السادات” للسلام، الدكتور مردخاي كيدار لـ”نورث برس”، إن إسرائيل لا تحب أن تضرب غزة، ولكن “حينما يتعرض أمن دولة إسرائيل للخطر فماذا تفعل؟”. 
وتحدث كيدار عن تواصل إسرائيلي-مصري للوصول للتهدئة، مستبعداً أن تتطور الأمور إلى حرب شاملة في هذه المرحلة، لأن كلاً من إسرائيل وحماس لا يريدانها.
من ناحيته، يرى الإعلامي المقيم في إسرائيل محمد مصالحة، إن النقاش الدائر في إسرائيل هو “لمصلحة مَن، استغلال هذه المرحلة وضد مَن؟”، موضحاً لـ”نورث برس”، أن المشهد الذي يعكس “يأس وإرباك أكثر من /200/ ألف إسرائيلي موجودين الآن في الملاجئ قد أثر كثيراً على التحليلات الإسرائيلية، فلم يطالب رؤساء البلديات الإسرائيلية القريبة من غزة، بتوجيه “الضربة القاسمة”، وإنما حل طويل الأمد”.
ويرى مصالحة، أنه ثمة عاملاً مهماً في عدم رغبة إسرائيل بهذه الحرب الشاملة ويتمثل بالتوقيت؛ حيث أنها لن تسمح بقدوم يوم الخميس القادم والمعركة مستمرة، لا سيما وأنه يشهد إحياء لذكرى “تأسيس دولة إسرائيل”.
ويتابع: “كما ولن تسمح باستمرار التصعيد بغزة لعدم إفشال مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” في تل أبيب عند السادس والعشرين من الشهر الجاري”.
ويتوقع مصالحة أن الحرب الشاملة قادمة لا محال، ولكنها ليست الآن. “قد تكون بعد شهر أو شهرين”. إلا أنه يستطرد ويقول “إذ أقدمت إسرائيل على اغتيال قادة من الجهاد الإسلامي، وأدت صواريخ الفصائل إلى قتل مزيد من الإسرائيليين، فإننا نجد أنفسنا أمام الحرب”.
ويتابع مصالحة: “إسرائيل تدعي أنها ترفض المبادرة المصرية للتهدئة.. ولكن هذا غير صحيح، فهي تريد أن يعود الوسيط المصري للساحة وأن تنتهي المعركة ويتم تأجيلها للمواجهة الكبيرة القادمة”.
إلى ذلك، اعتبر نائب رئيس تحرير صحيفة “الأهرام” المصرية، أشرف أبو الهول، أن التصعيد الحاصل في غزة هو التصعيد الأخطر مما سبق، لأن احتمالات أن يؤدي إلى حرب إسرائيلية جديدة على القطاع أكبر مما مضى.
 وأشار أبو الهول في حديثه لـ”نورث برس”، إلى أن اتهام إسرائيل، لحركة “الجهاد الإسلامي” بتنفيذ عمليات قنص وإطلاق صواريخ ضد أهداف إسرائيلية بـ”أوامر إيرانية”، “بغض النظر عن صحتها، يعني ذلك أنها تُهيئ الرأي العام الدولي لهذه الحرب”.
وفي غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية دعم الولايات المتحدة لإسرائيل.
وقالت في بيان إن “من حق إسرائيل الدفاعَ عن نفسها من الأعمال الإرهابية المنطلقة من القطاع”.
واستنكرت واشنطن بشدة إطلاق القذائف الصاروخية الفلسطينية على التجمعات السكانية الإسرائيلية. ودعت الأسرةَ الدولية إلى أن تقف إلى جانب إسرائيل.