السليمانية – أُميد توفيق – NPA
منذ سقوط الموصل في نهاية العام 2017 بيد تنظيم الدولة الإسلامية، يراهن العراق على توطيد العلاقات مع جواره.
ويتواصل العراق بشكل علني مع جميع الأطراف من إيران إلى السعودية، ومن روسيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مروراً بالأطراف الكرد في سوريا إلى دمشق.
الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الأربعاء الماضي، إلى الرياض على رأس وفد مكون من /11/ وزيراً، و/68/ مسؤولاً حكومياً، وأكثر من /70/ رجل أعمال، فتحت الباب على مصراعيه أمام أنظار العراقيين لخروج بلدهم من العزلة السياسية والاقتصادية.
النائب ورئيس لجنة العمل النيابية في مجلس النواب العراقي رعد الدهلكي، قال في حديث لـ”نورث بريس”: “إن العراق تعود للمنطقة وإلى الدول العربية”.
واعتبر النائب أن انفتاحها على الجار السعودي “هو المفتاح”، لأن السعودية لديها موقع ريادي بين الدول العربية لذلك تقوية العلاقات معها، هي بداية موفقة لتقوية الجسور ما بين العراق والحاضنة العربية”.
وكانت قد انطلقت يوم السبت، فعاليات مؤتمر قمة بغداد لبرلمانات دول الجوار بحضور ممثلي دول السعودية والكويت وسوريا والأردن وإيران وتركيا، حيث عد المراقبون اجتماع تلك الأطراف المتناحرة، امتيازاً قوياً لدور العراق الحيادي في المنطقة.
وأعادت السعودية، في وقت سابق من هذا الشهر، فتح قنصليتها في بغداد بعد ثلاثين عام من الإغلاق.
كما وأكد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، أن بلاده ستقدم للعراق مليار دولار لبناء مدينة رياضية، وهو الإعلان الذي جاء في بداية زيارة للعراق قام بها وفد سعودي رفيع المستوى.
ماذا يجري؟
وخلال زيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، إلى السعودية عقد خادم الحرمين الشريفين ورئيس الوزراء العراقي جلسة مشاورات تم خلالها كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات في إطار “مجلس التنسيق السعودي العراقي”.
و يشير رعد الدهلكي أن السعوديين أيضا يعملون بجد لتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين بغداد والرياض قائلاً: “السعودية تعمل بشكل صريح و قوي بانفتاحها على العراق وبناء علاقات استراتيجية مستقبلية مع السعودية”.
وتابع: “أعتقد أن السعودية لديها إرادة حقيقية، وهم صادقون في إجراءاتهم، ولديهم مشاريع استراتيجية تخدم المنطقة والعراق، والتمسنا أيضاً من الجانب السعودي خطوات إيجابية تقطف ثمارها العراق خلال الأيام القريبة القادمة”.
من جانبه كشف وزير التجارة العراقي، محمد العاني، أن “مذكرات التفاهم والاتفاقيات مع السعودية سيكون لها مردودات إيجابية وفعالة على اقتصاد العراق”.
يقول الموطن العراقي وسام زياد لـ”نورث بريس”: “المواطن العراقي لديه الثقة بالبضائع السعودية؛ في حال المقارنة بين البضائع المتوفرة (الإيرانية أو الكويتية أو الأردنية، أو التركية)، والترتيب يكون بين البضائع السعودية و التركية”.
ويعاني المواطنون العراقيون من البطالة بسبب عدم استثمار جدي وغياب البنية التحتية للاقتصاد في بلادهم، ويرون من انتعاش السوق والاقتصاد بابا لاستعادة عافيتهم.
وفي أول خطوة لأظهار حسن نيتها في التعامل مع بغداد، وافقت الرياض على رفع سقف اعداد الحجاج العراقيين من /38/ ألف إلى /50/ ألفاً بناء على طلب عادل عبد المهدي، لأداء فريضة الحج هذا العام.
تضارب المصالح
زيارة عادل عبد المهدي إلى السعودية أتت بعد يومين من زيارته إلى طهران و لقائه مسؤولين إيرانيين بدءاً من الرئيس حسن الروحاني، إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، حيث شدد الجانبان على تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بينهما، ورفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين من /12/ مليار دولار إلى /20/ مليار دولار سنويا.
ويرى المراقبون أن طهران لن ترضى بدخول السعودية إلى الأراضي العراقية تحت أية مسميات كانت.
وبحسب تقرير لمجلة “ناشونال اينتريست” الأمريكية، يظهر أن الحكومة العراقية تسير على ممر ضيق بين إيران صاحبة السلطة الحقيقية في العراق، وبين عروض استثمارية مغرية من جانب السعودية”.
وبحسب النائب رعد دهلكي “ليس بمقدور أي جهة التأثير على ما توصل إليها العراق مع السعودية”.
ويتابع: “نعتقد أن العلاقة العراقية السعودية هي علاقة استراتيجية” وأن “التمدد الإيراني ينحصر وينكمش بشكل تدريجي”.
وبهذا الخصوص كتبت ناشونال اينتريست: “السعودية أدركت أن تقوية العلاقات الاقتصادية مع العراق، ستأثر بشكل أكبر على إيران من العلاقات السياسية.
وفي أول رد فعل ديني اعتبر المرجع الديني محمد مهدي الخالصي، الأحد، أن إبرام الاتفاقيات بين السعودية والعراق هي نسخة تكميلية لاتفاقية “كامب ديفيد”، مشيراً إلى أنها “باطلة بطلاناً مطلقاً”.