الدول العربية تجمع لأول مرة على المساواة ما بين ايران و تركيا في العداء للمنطقة

خاص –  NPA 
في البيان الختامي لاجتماعات جامعة الدول العربية في تونس، الأحد، قال الأمين العام للجامعة: “إيران وتركيا ساهمتا في تفاقم الأزمات الإقليمية وخلقتا مشاكل جديدة في الدول العربية، حيث أجمع القادة العرب على الاتحاد ضد مثل هذه السياسات.”
وقال أحمد أبو الغيط في الجلسة الافتتاحية لقمة الجامعة العربية في تونس “تدخلات جيراننا في المنطقة – وخاصة إيران وتركيا – أدت إلى تعقيد الأزمات وإطالة أمد الحل”.
كما أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن “الأمن العربي في خطر كبير في الفترة الحالية”.
وقال أبو الغيط: “تعرض الأمن القومي العربي في الأعوام الأخيرة لأخطر التحديات وأخطر التهديدات في تاريخه المعاصر” ، داعياً الزعماء العرب إلى “الاتحاد كقوة واحدة تحت مظلة واحدة ضد التدخلات الإقليمية”، مضيفاً: “إن المنطقة لن تقبل بالقوات الأجنبية في دولنا”.
وفي إشارة إلى اقتراح تركيا لإقامة منطقة عازلة برعايتها في شمال سوريا، قال : “ليس هناك مجال لأي قوة إقليمية لديها جيوب داخل بلادنا، وعلى سبيل المثال المناطق الآمنة”.
ومن اللافت أن هذه هي القمة العربية الأولى التي تساوي فيها الدول العربية مجتمعة “تركيا” مع “إيران” من ناحية العداء، منذ صعود حزب التنمية و العدالة (الإسلامي) إلى سدة الحكم ومحاولة كسب ودّ العرب بايجاد روابط مشتركة مثل الانتماء الديني.
وعلى امتداد عقد من الزمن، أبدت الأنظمة والشعوب العربية إعجاب وتقارب مع تركيا، كما بدأ المثقفون العرب بالاهتمام بالتجربة التركية وتوفيقها ما بين الديمقراطية والإسلام لتصبح مثل يحتذى به، وعامل يتأثر به كل العرب حتى في نمط معيشتهم، ليتأثروا بالمطبخ التركي، والدراما التركية التي دبلجتها وأدخلتها الى العالم العربي منابر مدعومة خليجياً، تقوم اليوم بهجمات إعلامية ضد تركيا، بعد أن أوقفت أي عروض درامية تركية مثل مجموعة “MBC” المدعومة من السعودية. 
وكان وصول جماعة الاخوان المسلمين الى سدة الحكم في مصر بداية للشرخ بين أكبر الدول العربية -مصر- و تركيا، حيث اتهم الجيش المصري تركيا بدعمها لجماعة الإخوان والتحريض لنشر الفوضى في مصر.
ولم تكن الحكومة السورية، بقيادة بشار الأسد، خارج سرب المأخوذين بتركيا في ظل حكم أردوغان، فكانت الصداقة السورية – التركية قد وصلت الى مرحلة متقدمة في العام ٢٠٠٨، وكان الرئيس التركي أردوغان الوسيط الموثوق لدمشق، لإجراء المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، حيث كان أردوغان وزوجته في استقبال الرئيس السوري بشار الأسد الذي رافقته زوجته أسماء، في لقاء ودي في أبرز المجمعات السياحية في تركيا في (انطاليا).
دول الخليج تركز نيرانها الاعلامية وقدراتها الدبلوماسية في الدول الغربية لمواجهة تركيا :
كان التأييد الإماراتي والسعودي للجيش المصري في مواجهة الإخوان المسلمين، مقدمة لانهيار العلاقات التركية مع دول الخليج وخاصة الإمارات العربية المتحدة، لتتهم تركيا الأخيرة بالانقلاب بعد تغريدة لوزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد حاكم إمارة أبوظبي كتب فيها: “حين نرى متطرفون أجازوا العمليات الارهابية، يتضامنون مع مواجهة الانقلاب في تركيا، فإنه يخيل لنا أن ذلك الانقلاب كان على حق وأصحاب الدولة كلهم ارهابيون” .. وأضاف في تغريدة أخرى: “لم نعلم بعد أن ما جرى في تركيا أكان انقلابا أم ثورة أم مسرحية كان مخرجها أردوغان” بحسب تعبيره.
وكانت هذه الحرب الإعلامية مقدمة لشرخ عميق بين الدول العربية وتركيا، افتتح مرحلة جديدة من شكل التحالفات في المنطقة، حيث باتت معظم الدول العربية تركز في حملاتها الإعلامية والدبلوماسية في العواصم الغربية على محاربة النفوذ التركي و تدخلات تركيا في الدول العربية، حيث عبر عن هذا التغيير العميق في التموضع السياسي في المنطقة جواب ولي العهد السعودية الأمير محمد بن سلمان لأحد الصحفيين في زيارة لمصر العام الماضي، حين سُئل من هو محور الشر بالنسبة لك، فأجاب:  “مثلث الشر الراهن يتمثل في إيران وتركيا والجماعات الدينية المتشددة”.