العمالة في إدلب.. الأجور بالليرة السورية والمعيشة بالتركية والدولار

إدلب – نورث برس

 

يواجه العمال في محافظة إدلب شمال غرب سوريا ظروفاً  معيشية صعبة، نتيجة تقاضيهم الأجور بالليرة السورية المستمرة في فقدانها لقيمتها مقابل العملات الأجنبية.

 

 ويعمل القسم الأكبر منهم بأجور زهيدة لا تكاد تصل إلى /5/ آلاف ليرة سورية في اليوم، أي ما يعادل /2/ دولار أمريكي.

 

وقال حسن سوادي (52 عاماً)، وهو نازح من ريف دمشق، لـ "نورث برس": "بعد تهجيري من الغوطة الشرقية عدت لأعمل في مهنتي الأساسية والتي هي تركيب الحجر والرخام، وواجهت مشكلة في بداية انطلاقي للعمل من جديد، وهي تدني الأجور في هذه المناطق، مما دفعنا لطلب أجورنا بالعملة الأجنبية".

 

وأضاف سوادي، "بالنسبة لي كصاحب ورشة عمل، أصبحت أدفع أجر العامل بالعملة الأجنبية، وقمت بحساب كم كانوا يتقاضون عندما كان سعر الدولار الأمريكي الواحد يساوي 1000 ليرة سورية، وأكملت على نفس النسبة مما يجعلهم راضين عن أجرهم وقادرين على  متابعة العمل،  ولكن مع ذلك معاشاتهم لن تغطي جميع مستلزماتهم".

 

وقال عمر الجاسم (32 عاماً) من مدينة إدلب ، ويعمل صانعاً في سوق النجارين، لـ "نورث برس": "لم أتعامل بالعملة الأجنبية حتى الأن، وقبل ارتفاع سعر صرف الدولار كنت أجني مقابل عملي اليومي 4 آلاف ليرة سورية، وكان وضعي المعيشي جيداً".

 

وأضاف : "بعد تدهور قيمة العملة السورية ساء الوضع بشكل كبير، ولم تعد الخمسة آلاف التي أصبحت أتقاضاها، تكفي لشراء شيء مقارنة بالأسعار التي تشهدها المنطقة، فزيادة ألف أو ألفين ليرة سورية على مرتبي اليومي، لم يعد يفعل شيء مع ما نشهده اليوم من زيادة كبيرة في الأسعار".

 

ويرى الجاسم أنّ التعامل بالليرة التركية واعتمادها في الأسواق بشكل رئيسي، وإيقاف التعامل  بالليرة السورية أفضل، مؤقتاً، بسبب التلاعب بالأسعار من قبل أصحاب المحلات، وعلى التجار وأرباب المصالح زيادة أجور العمال، لأن أجر العامل اليومي يجب أن لا يقل عن /25/ ليرة تركية، أي نحو /8/ آلاف ليرة سورية كي يستطيع العيش.

 

وترتفع نسبة البطالة في محافظة إدلب، وتزداد معها نسبة الفقر، بحسب ما قاله وزير الإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة، محمد سعيد سليمان،  "بعد عمليات التهجير الأخيرة من أرياف حماة وإدلب وحلب بسبب العمليات العسكرية، ارتفع معدل البطالة والعاطلين عن العمل إلى 85 ٪، ونسب ذلك إلى الكثافة السكانية التي تشهدها منطقة إدلب، ونتيجة غياب المشاريع الاقتصادية والصناعية عن المنطقة".

 

وقال عبد الله الحسين (47 عاماً)، وهو نازح من مدينة معرة النعمان، ويعمل بناءً في ريف إدلب، لـ "نورث برس" أن التعامل بالليرة السورية كان أفضل بكثير من التعامل بالعملات الأجنبية، بسبب تأثير العملات الأجنبية بشكل سلبي على حياة السكان والفقراء.

وأضاف، عندما تذهب لشراء حاجاتك اليومية، تشاهد كل صاحب محل يبيع بضاعته بشكل مختلف عن الأخر، وحتى عند تصريف العملات يختلف سعر التصريف من محل لآخر، بسبب التلاعب من قبل الصرافين والتجار.

 

ويرى "الحسين "أن "التعامل بالليرة السورية كان أسهل وأبسط بكثير من العملة التركية والدولار الامريكي".

 

ويقول :"بالنسبة لنا كعمال، نتلقى أجوراً زهيدةً لا تكفي لتأمين أساسيات المنزل، فبعد التعامل بالعملات الأجنبية لن يبقى حل سوى طلب رفع إيجار اليد العاملة، مقابل الارتفاع الكبير الذي يشمل كافة المستلزمات المعيشية".

 

أمّا وليد حاج علي(50 عاماً)، وهو نازح من بلدة تلمنس بريف إدلب الجنوبي، فقال لـ "نورث برس": أنّه اضطر للعمل الشاق منذ نزوحه، ومهنته الأصلية هي الزراعة، بدأت بالأعمال الحرة مثل نقل مواد للبناء والحفر من أجل البناء وما شابه ذلك، "وهي أعمال شاقة لرجل بعمري ولكنني اضطررت للعمل بها من شدة الحاجة".

 

وأضاف أنّه بالنسبة للأجور التي يتقاضاها يومياً، هي بالعملة السورية وكانت جيدة قبل أن تنهار الليرة السورية أمام الدولار، أمّا الآن بالكاد تكفيه ثمن خبز وطعام فقط، لأن الأجر لم يتغير لكن قيمة الليرة قلّت بدرجة كبيرة.