أسباب عديدة لنقص جودة الخبز في السويداء أبرزها الإهمال الحكومي
السويداء – نورث برس
تتعدد أسباب مشكلة رداءة جودة خبز الأفران الحكومية في مدينة السويداء، جنوبي البلاد، بحسب القائمين عليها، لكن معظمها تدور حول افتقاد المواد للجودة وعدم اهتمام الحكومة بأوضاع العاملين في الأفران العامة .
وقال محمود رضوان (60 عاماً)، من سكان مدينة السويداء إن ربطة الخبز من الأفران الحكومية لا تدوم أكثر من ثمان ساعات حتى تصبح "أرغفتها متيبسة ورائحتها منفّرة، نتناول رغيفين أو ثلاثة من الربطة ويذهب الباقي علفاً لدجاجاتي".
وأضاف لـ"نورث برس": "لا أدري هل المسؤولون في المدينة يتناولون هذا الخبز رغم رداءته، أم أنهم يشترون الخبز السياحي الذي تباع الربطة منه بـ 800 ليرة سورية؟".
وقال أدهم أبو سامر (اسم مستعار)، والذي يبلغ من العمر (30 عاماً) ويعمل في أحد المخابز الآلية الحكومية في المدينة: "أضطر أحياناً لتسيير خط الإنتاج بمفردي ضمن دوامي الصباحي، بسبب قلّة العمال".
وأضاف أن رداءة الخبز تعود لأسباب مباشرة وهي "سوء الخمائر المضافة إلى الطحين ونوعية الطحين أيضاً، حيث يأتي الطحين بلونٍ أسمر من مخازن الحكومة السورية ونسبة النخالة فيه عالية، في حين تستخدم الأفران الخاصة طحيناً أبيض لذلك الفارق في الطعم والليونة سيكون موجوداً".
ويتم إنتاج حوالي /180/ طناً من الخبز يومياً في السويداء عبر ثمانية أفران آلية تعمل بنظامي الإدارة والإشراف، و/35/ فرناً خاصاً موزعة بمختلف مناطق المحافظة، بحسب أحد القائمين على عمل الأفران الآلية في السويداء.
وقال إسماعيل (اسم مستعار)، وهو مشرف ورديات في أحد الأفران الآلية، لـ "نورث برس": "لن تتحسن نوعية الخبز المنتجة، إن لم يتم زيادة الحوافز المادية والمشجعة للعمال لبقائهم في العمل".
وأضاف أن من غير المعقول أن تكون قيمة بدل الإطعام واللباس للعامل في المخابز الحكومية، لا تتجاوز عشرة آلاف ليرة سورية شهرياً، أي ما يعادل أربعة دولارات أمريكية، في ظلّ الظروف الاقتصادية وعقوبات "قيصر" التي نمر بها.
ويرى إسماعيل أن بالإضافة إلى سوء نوعية الخميرة والطحين، هناك " توظيف عمالة تفتقد الخبرة في الأفران الحكومية، وقصر خطوط السكك التي تُسير الأرغفة، و بالتالي يتم تعبئة الخبز الساخن في أكياس مباشرة، كلها أسباب أدت لانخفاض الجودة في تصنيع رغيف الخبز".
ويبلغ عدد العاملين في الأفران الحكومية بمحافظة السويداء /290/ عاملاً، وعدم تشميل كامل العاملين بقانون الضمان الصحي أسوة بباقي المحافظات، ينعكس على أدائهم في رفع جودة الخبز، بحسب مدير أحد الأفران في السويداء.
وقال مدير أحد الأفران الآلية في السويداء، طلب عدم نشر اسمه، لـ "نورث برس"، إن "هناك عوامل أخرى لسوء الخبز منها الخطط الركيكة والمتخبطة لدى المسؤولين عن الأفران، كعدم الاهتمام بتعويضات وأجور العاملين في الأفران، ما يدفعهم للبحث عن أي عمل آخر".
وأضاف أنّ الأفران الحكومية، كانت تقدم منذ ست سنوات خبزاً جيداً، لكن غياب الرقابة وعدم متابعة الأجهزة المختصة لسير عمل الأفران، بحجة انشغال الدولة بمعالجة المشاكل الأمنية والعسكرية، تسبب بفساد وتقصير كبيرين في قطاع الأفران الآلية.