إيقاف أكثر من /40/ مولدة "أمبيرات" في أحياء الحسكة يحرم مئات العائلات من الكهرباء
الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس
أدى إيقاف أكثر من /40/ من مولدات الاشتراك (كهرباء الأمبيرات) في أحياء مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، بالتزامن مع خفض ساعات تغذية الكهرباء النظامية وارتفاع درجات الحرارة إلى تفاقم معاناة السكان وتكبدهم مصاريف إضافية وسط أوضاع معيشية متدهورة.
وقال عيسى محمد (54 عاماً)، من سكان حي الصالحية: "ليس بالإمكان البقاء في المنزل، هناك أطفال يخرجون في أوقات الظهيرة إلى الشارع هرباً من الحرارة داخل المنازل، بينما تقوم عوائل بعضهم بسكب المياه عليهم لتخفيف وطأة الحر".
وأشار إلى إصابة أطفال من الحي بأمراض الصيف بسبب تعرضهم للشمس في الشوارع، بينهم اثنان أصيبوا بالتهاب السحايا، حسب قوله.
وكانت الحسكة قد سجلت في أواخر حزيران/ يونيو الفائت، أعلى درجة حرارة على مستوى العالم، بمعدل /50/ درجة مئوية، بحسب موقع "World Weather Today" المتخصص بأخبار الطقس والأحوال الجوية في العالم.
ولا تنحصر مشكلة "محمد" في الكهرباء فقط، بل يتعدى ذلك إلى عدم توفر مياه الشرب أيضاً والتي قد تصلهم مرة واحدة أسبوعياً وأحياناً تتجاوز هذه المدة، فتكلف السكان مصاريف أخرى وسط الغلاء وصعوبة الأوضاع المعيشية، "قمت بتعبئة خزان يسع خمسة براميل بـ /3500/ ليرة".
وتعمد القوات التركية بين الفترة والأخرى إلى إيقاف ضخ المياه من محطة "علوك" شرق مدينة سري كانيه إلى مدينة الحسكة وأريافها، كان آخرها قبل يومين، وذلك بعد اجتياحها لمنطقتي سري كانيه وتل أبيض في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الفائت.
وأرجع عبدالسلام موسى (37 عاماً) وهو صاحب مولدة الاشتراك (الأمبيرات) في حي الصالحية، إزالة المولدات إلى ارتفاع أسعار الزيوت وتكاليف الصيانة "تصليح القطع في الصناعة أمر في غاية الصعوبة والأسعار باتت خيالية".
وأضاف أنه يشتري كيلو الزيوت بسبعة آلاف ليرة رغم أنها ذات نوعية رديئة، "فبعد تشغيل المولدة لمدة يومين يتحول هذا الزيت وكأنه ماء، وهي زيوت مكررة، يشترونها ويعيدون تكريرها ويبيعونها لنا".
وأشار "موسى" إلى أن رداءة نوعية دفعات من المازوت تتسبب أيضاً بالأعطال التي تزداد في فصل الصيف، "فتشغيل المولدة لتسع ساعات متواصلة في ظل هذه الحرارة يعرضها لأعطال".
ومنذ مطلع العام، تشهد مختلف السلع والبضائع في عموم سوريا، ارتفاعاً حاداً في أسعارها الأمر الذي أثر "بشكل ملحوظ" على القوة الشرائية لدى السكان مع انهيار قيمة الليرة السورية و تطبيق قانون عقوبات "قيصر" الأمريكي.
وقال حسام العلي، المسؤول في مجلس مدينة الحسكة، لـ "نورث برس"، إن ما بين /40-50/ من أصحاب المولدات قاموا بإزالة مولداتهم في المدينة، ورغم رفع تسعيرة الأمبير الواحد إلى /2000/ ليرة منذ شهرين، "إلا أنهم مصرون على أن هذا السعر قليل بسبب انهيار قيمة الليرة".
وأضاف "العلي" أنهم قرروا نتيجة انتقادات السكان لقرار رفع الاشتراك سابقاً ومطالبات أصحاب المولدات برفعها من جديد، ترك المسألة لاتفاق يجري بين صاحب المولدة وسكان الحي برعاية مجلس الحي "الكومين".
من جانبه، قال مصطفى سليمان، الرئيس المشارك لدائرة النقل وتوزيع الطاقة في "إقليم الجزيرة"، إن زيادة ساعات تقنين الكهرباء في مدن القامشلي والحسكة وعامودا والدرباسية يعود إلى الانخفاض الكبير لمنسوب المياه في سدي الفرات وتشرين اللذين يغذيان المنطقة بالتيار الكهربائي.
وعن الحلول المتوفرة حالياً لفت "سليمان" إلى أن محطة الجبسة الغازية دخلت في مرحلة التشغيل التجريبي، بعد أن باتت عنفاتها الثلاثة "شبه جاهزة" وكل واحدة منها تنتج /10/ ميغا واط، ما سيساعد على استقلال شبكة تغذية المنطقة الجنوبية من الحسكة عن الشبكة الحالية، وبالتالي زيادة ساعات تغذية المناطق الأخرى بالكهرباء، بحسب قوله.
وتتهم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تركيا بتقليل كمية مياه نهر الفرات المتدفقة إلى الأراضي السورية ما يؤدي إلى انخفاض في منسوب مياه السدود وخفض ساعات التغذية الكهربائية.