وسط موجة الحر.. غياب وسائط التبريد يفاقم معاناة مهجري عفرين بريف حلب الشمالي
ريف حلب الشمالي- دجلة خليل- نورث برس
تزداد معاناة مهجرين من منطقة عفرين يقطنون في مخيمات بريف حلب الشمالي ، شمال غربي سوريا، مع ارتفاع درجات الحرارة في ظل عدم توفر أدوات كهربائية للتكييف أو التبريد والتي من شأنها أن تخفف من حدة درجات الحرارة التي تصل غالباً في المنطقة إلى /40/ درجة.
وقالت فضيلة شيخو(45عاماً)، وهي مهجرة من ناحية شيخ الحديد بمنطقة عفرين وتقطن في مخيم "سردم" بريف حلب الشمالي، إن "الخيام لا تقي من حرارة الصيف فهي مصنوعة من النايلون، بل إن الحرارة داخل الخيمة تكون أعلى من الخارج".
وأشارت إلى أن الأطفال لا يتمكنون من النوم داخل الخيام ما يؤدي إلى شعورهم بالضيق وعدم الاستقرار بسبب الحرارة المرتفعة ، "فلا مراوح ولا مكيفات، نحن نحترق تحت هذه الخيام".
كما أن "شيخو" تضطر كأغلب القاطنين في مخيمات ريف حلب الشمالي إلى رمي قسم من الأطعمة لأنها تفسد بعد ساعات بسبب عدم توفر برادات لحفظها.
وتعيش /1.765/ عائلة مهجرة من منطقة عفرين، تضم /7.044/ شخصاً، في خمسة مخيمات بريف حلب الشمالي هي (العودة، وبرخدان، وسردم، والشهباء، وعفرين)، وفق آخر إحصائيات هيئة الشؤون الاجتماعية في الإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين والتي تعمل في مناطق من ريف حلب الشمالي.
وقال كمال أوسو (70عاماً)، وهو مهجر من قرية براد التابعة لناحية شيراوا بمنطقة عفرين ويقطن مع عائلته في مخيم "سردم"، إنه لم يحصل على كفايته من النوم منذ ثلاثة أيام بسبب الحرارة المرتفعة داخل الخيمة، "الدنيا تكاد تحترق من شدة الحر ولا نستطيع البقاء تحت الخيمة ، ففي النهار ينتشر الذباب وفي الليل البعوض لا يدعنا ننام".
ويتحسر الرجل السبعيني على قريته التي تحمل اسم "براد" والتي تمتاز باعتدال الحرارة في فصل الصيف خلال النهار وانخفاضها خلال الليل، "كانت في فصل الصيف براداً حقيقياً"، على حد تعبيره.
وأضاف: "كنا في الليل نتغطى بالبطانيات في فصل الصيف، فالجو كان بارداً، لم نكن نحتاج للمراوح هناك فالجو كان رطباً والحرارة منخفضة".
وكانت العملية العسكرية التركية مع فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين في العام 2018، قد تسببت بتهجير ما يقارب /300/ ألف شخص من المنطقة، وفق إحصائية لمنظمة حقوق الإنسان في عفرين.
يقول " أوسو" أيضاً: "هناك في قرية براد، كنت أحتمي من حر الصيف بظل شجرة الزيتون في حديقة منزلي، إلا أن أردوغان وفصائله أبعدوني عن قريتي، لقد قاموا بسرقة منزلي وأحرقوا أشجار زيتوني".
ويعتبر مناخ منطقة عفرين متوسطياً لقربها من البحر المتوسط، حيث أنه معتدل صيفاً وبارد شتاءً، كما يلعب الغطاء الحراجي الطبيعي والغابات الصناعية التي تتميز بها المنطقة دوراً في اعتدال حرارة الجو صيفاً.
ولا تختصر معاناة مهجري عفرين على ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف فقط، فالظروف المعيشية الصعبة والحصار المفروض على الطرق والمعابر من قبل قوات الحكومة السورية والذي أدى لارتفاع أسعار كافة المواد، وقلة إمكانات مؤسسات الإدارة الذاتية في تلك المناطق وغياب المساعدات من قبل المنظمات الإغاثية تفاقم معاناتهم أكثر مع دخولهم العام الثالث للنزوح.
وقال فريد أوسو، الرئيس المشارك في مخيم "سردم"، إن كل ما يستطيعون تقديمه هو "رش المخيم بالمياه مرتين في اليوم، بالإضافة لرش مبيدات حشرية في المخيم بشكل أسبوعي لمكافحة الحشرات المتزايدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة".
وأضاف الرئيس المشارك في مخيم "سردم" أن بعض المنظمات قامت بزيارة مخيمات مهجري عفرين وأخذ الإحصاءات، إلا أنها لم تفِ بوعودها، "وعند استفسارنا عن السبب، قالوا إن الحكومة السورية تمنع تقديم المساعدات لهذه المنطقة".
ويتساءل الإداري في المخيم، "هل ترى الحكومة أن هذه المنطقة ليست جزءاً من سوريا حتى تمنع دخول المساعدات إليها؟"
وأعلنت المفوضية الأوربية، الأربعاء الماضي، جمع مساعدات بقيمة /7,7 / مليارات دولار خلال مؤتمر بروكسل، وذلك للتخفيف من أثر الأزمة الإنسانية التي يعاني منها ملايين السوريين الذين شردتهم الحرب الدائرة منذ تسع سنوات داخل وخارج البلاد.
لكن وبسبب الفيتو الروسي على إعادة فتحه، يستمر إغلاق معبر تل كوجر/ اليعربية الذي كانت تستخدمه الأمم المتحدة لإيصال المساعدات لشمال وشرقي سوريا، لتبقى المساعدات الأممية الداخلة إلى سوريا تحت يد الحكومة السورية التي سبق وأن أصدرت تعاميم لمنظمات حكومية ودولية عاملة لمنع تقديم خدمات لنازحي مخيمات في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا.