نادي "بارمايا" الصيفي.. متنفس ترفيهي يجمع أطفالاً من مختلف مكونات القامشلي

القامشلي – ريم شمعون – نورث برس

 

يرتاد حيدر الحسن، (9 أعوام) إلى جانب العشرات من أقرانه من مختلف مكونات مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، نادي "بارمايا" الصيفي، لقضاء عطلتهم بين تعلم اللغة وممارسة أنشطة ترفيهية إلى جانب الدبكات الفلكلورية المتنوعة.  

 

ويفضل "حيدر" الذي يرتاد النادي منذ عامين الألعاب المائية ومادة الفلكلور على غيرها من الأنشطة التي يمارسونها في النادي، "نتعلم دبكات مختلفة بالإضافة إلى معانيها، وقد تعلمت دبكات مثل "الباكية" و"الشيخاني"، كما إننا نقوم بزيارة الأماكن العامة ونلعب ألعاب جماعية".

 

 وافتتحت فرقة "بارمايا" للثقافة والفنون السريانية منذ العام 2012، نادياً صيفياً في مقرها بمدينة القامشلي، لتستقبل فيه الأطفال من عمر السادسة حتى الرابعة عشرة.

 

ووفقاً للقائمين عليه يقوم النادي بتعليم الأطفال، اللغة السريانية والإنكليزية إضافة إلى التاريخ، إلى جانب ما ينظمه من نشاطات ترفيهية وأنشطة خارجية، كزيارة الأديرة والمزارات ومعالم المنطقة.

 

ويقول طوني شمعون، مسؤول النادي، لـ"نورث برس"، إن تأسيسه يعود إلى العام 2012، حيث تم بالتعاون مع مؤسسة "أنقذوا أرواحنا" الخيرية التي تتخذ من ألمانيا مقراً لها، وتدعم المشاريع الصغيرة التي تهتم بالفن واللغة السريانية في سوريا والعراق ولبنان.

 

ويشير "شمعون" إلى أنهم استطاعوا الحفاظ على النادي طول السنوات التاسعة الفائتة من عمر الحرب، وحافظوا إلى جانب ذلك على جميع المواد التي كانوا يقدمونها، عدا أنهم استطاعوا إضافة مادة خاصة بالصحة في هذا العام، وذلك بهدف تعليم الأطفال أساسيات الوقاية من فيروس كورونا وكيفية تطبيقها.

 

و ينوه مسؤول النادي إلى تقليل أيام الدوام إلى ثلاثة أيام، مع تخصيص يوم رابع لتنفيذ نشاط خارجي، يأخذون فيه الأطفال لزيارة الأماكن العامة.

 

ويوضح "شمعون"  أن النادي مجهز ليستقبل /70/ طفلاً كحد أقصى، "كنا نقوم بتجهيز غرفتين في المركز للنادي الصيفي ولكن مع زيادة عدد الطلاب في هذا العام ووصل عددهم إلى نحو مئة طفل، اضطررنا لتخصيص غرفة ثالثة للطلبة الجدد".

 

ويقسم طلاب النادي إلى ثلاث فئات؛ هي فئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثامنة، والفئة الوسطى بين التاسعة والحادية عشرة، بينما تتراوح أعمار الأطفال في فئة الكبار ما بين الثانية عشرة والرابعة عشرة.

 

ويفتح نادي "بارمايا" الصيفي أبوابه أمام الأطفال من جميع المكونات، ويقول مسؤول النادي: "قمنا بتسجيل أكثر من /95/ طفل من كل المكونات فهناك سريان، كرد، عرب، أرمن أشوريين، وهذا الموضوع ليس وليد الأزمة".

 

ويضيف :"فرقة بارمايا ومنذ تأسيسها عملت على إحياء تراث مكونات منطقة الجزيرة من خلال أعمالها الفنية، وحاولنا ذات الشيء في النادي الصيفي أيضاً من خلال استقبال الأطفال من جميع المكونات".

 

وفرضت الظروف الاستثنائية نتيجة انتشار جائحة كورونا في العالم، اختصار فترة النادي الصيفي في هذا العام من شهرين إلى شهر واحد بسبب المخاوف من انتشار الجائحة، ويقول طوني شمعون: "نقوم باتباع التعليمات الصحية بشكل كامل من تعقيم المركز بشكل يومي، وفحص الطلاب صباحاً بقياس درجة حرارتهم".

 

ويشير المسؤول عن النادي إلى أن تركيزهم على موضوع الصحة والإسعافات الأولية، دفعهم هذا العام إلى التعاون مع الهلال الأحمر السوري لتخصيص دروس عن الصحة".

 

وتقول سيدة حنا (13 عاماً) "ارتاد النادي منذ خمسة أعوام، وقد تعلمت فيه اللغة السريانية وتعرفت على الفلكلور السرياني، ويتيح الدوام فيه تعبئة أوقات فراغي، كما أن القائمين عليه يركزون على تنمية مواهبنا وتطويرها".

 

ويعود تأسيس فرقة "بارمايا"، والتي تعني باللغة السريانية "أبناء المياه" إلى العام 2004، بمبادرة شبان وشابات من مدينة القامشلي، لتسجل بعدئذٍ لدى وزارة الثقافة التابعة للحكومة السورية في شباط/ فبراير 2009.

 

وشاركت الفرقة لاحقاً في العديد من المهرجانات المحلية والدولية، عبر تقديم لوحات راقصة مستوحاة من عادات وتقاليد الشعب السرياني، بهدف الحفاظ على التراث الشعبي لهذا المكون العريق من شعوب المنطقة.