كورونا في حماة وعيون السكان على أعمالهم اليومية بسبب الأزمة الاقتصادية

حماة – نورث برس

 

مع ظهور عشر حالات إصابة بفيروس كورونا على الأقل في مدينة حماة، وسط البلاد، وتزايد عدد الإصابات في مناطق سيطرة الحكومة السورية، يزداد تخوف السكان من تفشي الفيروس من جهة، ومن احتمال إعادة فرض حظر التجول من جهة أخرى، وهو ما سيتسبب بتفاقم الأزمة الاقتصادية في ظل انهيار الليرة السورية وتطبيق عقوبات "قيصر".

 

وقال رابح سمير علوان 56) عاماً)، وهو تاجر مواد غذائية في منطقة دوار الصابونية بحماة، لـ "نورث برس"، إن عودة الحظر وإجراءات إغلاق المحال خوفاً من تفشي فيروس كورونا، يعني أن العملة السورية ستواصل انهيارها والأسعار ستواصل ارتفاعها.

 

وأضاف: "الحظر يعني توقف سوق العمل وعدم قدرة العائلات المعتمدة على أعمال بأجر يومي من تأمين قوتها، كما سيسبب خسائر فادحة للتجار الذين لا يزالون مستمرين في أعمالهم للمساهمة في عدم شلّ الحركة في المدينة وعدم التسبب بمشكلات معيشية كبيرة للسكان".

 

وتم تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في مدينة حماة في /16/ حزيران/ يونيو الفائت، كما أعلنت مديرية صحة حماة صدور تحاليل بنتيجة إيجابية لأشخاص آخرين تم حجرهم في مشفى حماة الوطني.

 

كما تم تسجيل /19/ إصابة جديدة بفيروس كورونا في سوريا، الخميس، ليرتفع عدد الإصابات المسجلة إلى /312/ بحسب وزارة الصحة السورية.

 

وقال عبد العاطي حج عمر، وهو موظف متقاعد من منطقة الحاضر بريف حماة، لـ "نورث برس"، إنه لا يستطيع إعطاء أهمية للإجراءات الوقائية من كورونا رغم انتشار الوباء، وذلك بسبب التدهور المعيشي.

 

وأضاف: "تأمين الخبز بات أهم من تأمين مواد التعقيم والكمامات".

 

أمّا محمد نور الخاني (48عاماً)، وهو تاجر ألبسة في حي الأميرية وسط مدينة حماة، فقال لـ "نورث برس"، إنه لا يعتقد أن الحكومة ستقدم على إعادة الحظر وإغلاق الأعمال في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة وتطبيق عقوبات "قيصر".

 

لكن "الخاني" لم يُخفِ مخاوفه من انتشار الفيروس على نطاق أوسع، "ستتضاعف الإصابات بالفيروس في ظلّ حالة الاستهتار وغياب آلية رقابة صحية في الأسواق وأماكن التجمع".

 

وأضاف: "على الحكومة الحد من الفيروس عن طريق تعقيم الشوارع والأماكن العامة، وحتى إلزام السكان بارتداء كمامات واقية ومنع التجمعات، لكن عودة الحظر ستعني المزيد من المعاناة والفقر والخسائر الاقتصادية في مختلف القطاعات".

 

لكن الدكتور سومر خضور، المقيم والمشرف على قسم الأمراض القلبية في المشفى الوطني في السلمية، قال لـ "نورث برس"، إنه لا يمكن أن نتحدث عن انتشار فيروس كورونا في حماة حتى الآن، "فما حصل هو إصابات حصلت لأشخاص كانوا مسافرين، وعادوا لحماة من دمشق، ونقلوا العدوى لأشخاص آخرين".

 

وأضاف: "الأعداد الفعلية للإصابات حتى الآن، لم تتجاوز عشرة أشخاص، والحديث عن حجر على أحياء حماة وعزل الريف عن المدينة مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة".

 

إلا أن "خضور" كشف عن وجود "حزمة تدابير احترازية ستصدر قريباً تتضمن إغلاق بعض الأماكن العامة كالحدائق، وتشديد إجراءات الوقاية في الدوائر الحكومية".