تلوث نهر "جطل" في الدرباسية بمياه الصرف الصحي مشكلة تنتظر الحل منذ سنوات
الدرباسية – دلال درويش – نورث برس
في قرية "جطل" التي لا تبعد سوى كيلومتر واحد عن بلدة الدرباسية، شمال شرقي سوريا، يعاني السكان من انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة من النهر القادم من الأراضي التركية، بسبب حدوث مشكلة في شبكة الصرف الصحي أدت إلى تحويل مياه المجاري إلى النهر الذي يعرف منذ القدم باسم نهر "جطلي" نسبة إلى القرية نفسها.
وقال أحمد حبو (54 عاماً)، وهو مدرس من سكان قرية جطل، لـ "نورث برس"، إنّ مشكلة تلوث النهر بمياه الصرف الصحي ليست جديدة، إنّما تعود إلى فترة ما قبل الأزمة السورية بعد تنفيذ مشروع شبكة الصرف الصحي من قبل بلدية الدرباسية التي كانت تابعة للحكومة السورية آنذاك.
وأضاف "حبو"، أن "عشرات الشكاوى قدمت سابقاً إلى بلدية الحكومة السورية في الدرباسية، وكذلك الآن هناك شكاوى عدة يقدمها سكان القرية إلى بلدية الشعب التابعة للإدارة الذاتية، ولكن دون جدوى".
وبحسب سكان القرية، هناك انسداد في المجرور الصحي في الشبكة التي تمتد بمحاذاة النهر، جنوب غرب مدينة الدرباسية، لتتسرب مياه المجرور إلى مجرى النهر المار بقرى غرب وجنوب المدينة، وتنشر التلوث على طول المجرى وصولاً لمصبه في السد الشرقي قرب مدينة الحسكة.
ومع قدوم فصل الصيف تكبر معاناة سكان "جطل" والقرى القريبة منها، حيث تنتشر الحشرات والروائح الكريهة التي تجبر البعض على ارتداء أقنعة أو كمامات لتفادي الروائح والمشاكل الصحية.
ويقول سكان القرية إن انتشار الروائح والحشرات قد حرمهم خلال السنوات الماضية من عادة النوم على سطوح المنازل صيفاً.
وقال أحمد سليمان (55 عاماً)، من سكان القرية إنّه تم إسعاف عدد من أطفال القرية خلال السنوات السابقة، بسبب تعرضهم للسعات حشرات ضارة وأمراض جلدية غير معروفة، "فالكثير من الحشرات الضارة تعتاش على تلك المياه الآسنة والروائح الكريهة. هذه المستنقعات دمرت حياتنا".
وأضاف: "لا يستطيع السكان الخروج من منازلهم، لا سيما الذين يعانون من مرض الربو".
وقبل أن يصبح مصدراً للروائح الكريهة، كان نهر "جطل" معروفا بعذوبة مياهه، حتى إن ذكره ورد في واحدة من الأغاني التراثية الكردية الشهيرة "ْXalo.. Çemê Çetelê" التي تحكي قصة رجل اعتقل وقتل على يد عسكر السلطنة العثمانية، حيث تعرض الأغنية على لسان المعتقل قصته وهو يتغنى بعذوبة مياه النهر وحقول الحنطة حولها.
وقال قيصر منصور (35 عاماً) إنّ نقطة انسداد المجاري تبعد عن الدرباسية بمسافة أقل من /500/ متر، في حين تبعد حوالي /300/ متر عن الحدود التركية، "لكن البلدية غير جدية في حلّها، ومعظم الضرر يعود على سكان قريتي جطل وقرمانيه".
وأضاف: "البلدية لم تستجب لمطالب السكان التي يتقدمون بها كل سنة، ومحاولات الإصلاح التي جرت قبل عام في المجرور الصحي كان بعد مناشدة سكان القرية للمجلس التنفيذي وهيئة البلديات في إقليم الجزيرة".
ويقول سكان القرية إن حل المشكلة برمتها يتركز في استبدال سبعة قساطل، لتصل مياه المجاري القادمة من الدرباسية بالشبكة الرئيسية.
ويقول محمد صالح، الرئيس المشارك لبلدية الشعب في الدرباسية: "قمنا بترميم جزء من الشبكة، لكن قساطل الصرف القديمة قطرها /40/ سم وتحتاج الشبكة إلى قساطل بقطر /100/ سم، لذلك لا تستوعب كمية المياه المتدفقة ما يؤدي إلى انسدادها".
وأضاف: "ندرس حالياً مشروعاً لتمديد شبكة صرف صحي غرب الدرباسية بقساطل قطرها /100/ سم إلى جانب الشبكة القديمة، وبذلك يمكن حل المشكلة".
ويقول محمد صالح إن فرق الصيانة حاولت استكمال إصلاح شبكة الصرف الصحي بالقرب من قرية "جطل"، "ولكن عمال البلدية تعرضوا لاستهداف من قبل حرس الحدود التركية".