متقدمون لامتحانات الثانوية في ريف حلب الشمالي يواجهون "صعوبات كبيرة" في المواصلات

حلب – نورث برس

 

يواجه طلاب الشهادة الثانوية في ريف حلب الشمالي صعوبة في الوصول إلى المراكز الامتحانية في مدينة حلب، وتقديم الامتحانات، لا سيما مع الحواجز المنتشرة على طول الطريق، وبعد المسافة، وعدم توفر مواصلات.

 

وقال جمال حسن الويس، وهو طالب متقدم لامتحان الشهادة الثانوية للفرع الأدبي، ومن سكان بلدة دير جمال في ريف حلب الشمالي، لـ "نورث برس":  "أن تستقيظ الساعة السادسة صباحاً وتستقل سيارة ذاهبة لمدينة حلب لتقديم الامتحان، أمرٌ اعتيادي لكل طالب ثانوي، ولكن في ظلّ عدم توفر مواصلات ومشقة الطريق، أصبح الامتحان كابوساً مخيفاً".

 

وقال أيضاً: "أتكبد مبالغ مالية تفوق قدرتي، حيث أضطر لاستئجار سيارة تكسي برفقة عدد من زملائي، لعدم وجود حافلات تقلنا إلى مدينة حلب، والطريق إلى المدينة مزروع بعشرات الحواجز الأمنية، ما يجبرنا على الاستيقاظ باكراً".

 

وأضاف: "يحتاج الطالب المتقدم للفحص الثانوي إلى ظروف نفسية ملائمة وهو ما لا يتوفر لي ولزملائي".

 

وفضل الكثير من المتقدمين لامتحان الشهادة الثانوية من سكان ريف حلب الشمالي، السكن المؤقت في مدينة حلب خلال فترة الامتحانات، إمّا من خلال استئجار غرف ومنازل في المدينة وأطرافها، وإمّا من خلال السكن عند أقارب لهم، ومن لم يتمكن من تأمين سكن، يضطر لتكبد مشقة السفر والتنقل.

 

وقال اسماعيل أحمد النداف، وهو طالب متقدم لامتحان الشهادة الثانوية للفرع العلمي، ويسكن في بلدة تل رفعت، "أضطر للذهاب إلى مدينة حلب بعد أن أعبر عشرات الحواجز التي تدقق في هويتي، أحياناً يتملكني الخوف من السوق للخدمة الإلزامية لأن عمري قريب جداً لعمر السوق للخدمة الإلزامية".

 

وأضاف: "أقيم في مشفى الجامعة عند قريب لي يعمل في المشفى، تلافياً للسفر وللعودة إلى تل رفعت، ومن ثم العودة مجدداً إلى المدينة، لذا أقضي عدة أيام في حلب ومن ثم أرجع إلى تل رفعت".

 

 ورأى ذوو طلاب من سكان ريف حلب الشمالي، أن معاناة أبنائهم لا تقل عن معاناة طلاب محافظة إدلب، فكان على مديرية التربية بحلب أن تحذو حذو نظيرتها في حماة، وتخصص سكناً لطلاب الريف الشمالي، أسوة بطلاب إدلب.

 

وقال مدير تربية إدلب المهندس عبد الحميد معمار، في وقت سابق من هذا الشهر لوكالة "سانا" التي تديرها الحكومة السورية، إنّه تمّ تجهيز عدد من المدارس كأماكن لاستضافة طلاب إدلب في حماة، وتأمين متطلبات الإقامة بشكل صحي.

 

كما تم الاتفاق مع ممثلي بعض المنظمات الدولية الداعمة لتأمين وتجهيز المراكز بمتطلباتها، لتوفيرها للطلاب بشكل آمن ومجاني، بالإضافة إلى تأمين النقل من المركز الامتحاني وإليه طبقاً لما نقلته وكالة سانا عن معمار.

 

وقال علي أحمد حمدوش وهو موجه تربوي في مجمع إعزاز التربوي، ويشرف الآن على مركز الزهراء الامتحاني، إن هناك تقصيراَ كبيراً من قبل اللجان التربوية بما يخص طلبة ريف حلب الشمالي، لاسيّما مجمع عفرين وإعزاز، "معظم الطلبة إمّا متواجدين في مناطق تل رفعت والشهباء، أو في مناطق نبل والزهراء ومحيطهما، وليس صعباً على مديرية التربية تخصيص باصات يومية، مهمتها نقل الطلاب وتجنبيهم مشقة السفر".