سكان في الحسكة يحفرون آباراً منزلية بعد تقليل تركيا للضخ من محطة علوك
الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس
يتوجه سكان في مدينة الحسكة، شمال شرق سوريا، إلى حفر آبار المياه أمام منازلهم بغية تأمين حاجتهم منها في ظل الانقطاع المتكرر للمياه القادمة من محطة علوك شرق مدينة سري كانيه والتي تسيطر عليها تركيا.
ويشاهد خلال الفترة الأخيرة آليات حفر الآبار وهي منتشرة في شوارع أحياء المدينة، بعدما كان السكان يعتمدون بشكل رئيسي على شراء المياه من الصهاريج، ولكن ذلك بات يكلف الكثير مع تدهور الوضع الاقتصادي منذ مطلع العام الحالي.
وقال محمد صالح (57 عاماً)، من سكان حي العزيزية، لـ "نورث برس"، إن سكان أحياء الحسكة حفروا بئراً أو اثنتين في كل شارع بسبب عدم توفر المياه بعد سيطرة الأتراك على مدينة سري كانيه، "نحن مضطرون لحفر الآبار رغم ارتفاع تكلفة حفر وتجهيز البئر المنزلي الواحد إلى حوالي /700/ ألف ليرة سورية".
وعمدت القوات التركية مراتٍ عدة إلى إيقاف ضخ المياه من محطة علوك إلى مدينة الحسكة وأريافها، بعد اجتياحها لمناطق شمال شرق سوريا والسيطرة على مدينة سري كانيه أواخر العام الماضي.
وتلا ذلك تقرير من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) حذرت فيه من أن قطع المياه المغذية لمدن شمال شرقي سوريا يعرّض حياة نحو نصف مليون شخص للخطر، لاسيّما في الوقت الذي يبذل العالم جهوداً لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
ويواجه سكان مدينة الحسكة مشكلة عدم صلاحية مياه معظم الآبار المحلية للشرب، ما يدفع أصحاب البئر إلى استخدام مياهه للتنظيف والاحتياجات المنزلية الأخرى، في حين يضطرون للاستمرار في شراء مياه الشرب من الصهاريج، ولكن بكميات أقل من السابق.
وقالت "أم يوسف" (47 عاماً)، وهي من سكان حي الصالحية، إلى أن عائلات الحي غير قادرة على دفع /4000/ ليرة لكل خزان مياه (خمسة براميل) لتأمين احتياجاتها، "فعلى هذه الحال، نضطر لدفع نحو /30/ ألف ليرة شهرياً لتأمين المياه عن طريق الصهاريج".
ورغم وجود آبار في الشارع المقابل لمنزل "أم يوسف"، إلا أن مياهها غير صالحة للشرب، لذا يستخدمها أصحابها لاستعمالات التنظيف والغسيل، وقد يدفع وجود بئر غير صالحة للشرب الجيران وسكان المنازل القريبة إلى العزوف عن حفر آبار جديدة، في حين يرى آخرون أنها ستقلل في كل الأحوال تكاليف شرائهم للمياه.
وقال مصطفى أحمد (54 عاماً)، وهو صاحب آلية حفر آبار من مدينة كوباني، إن التوجه لحفر الآبار يزداد في الحسكة بسبب عدم توفر المياه، "ونحفر كل متر بـ /4000/ ليرة سورية، ويتراوح عمق كل بئر ما بين /25/ و /30/ متراً، ننتهي من حفره في يوم واحد، وفي بعض الأحيان تخرج المياه في عمق /15/ متراً".
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية قد قالت، في وقتٍ سابق من نيسان/أبريل الفائت، إن تقاعس السلطات التركية عن ضمان إمدادات مياه كافية لمناطق شمال شرق سوريا، يضر بقدرة المنظمات الإنسانية على تجهيز "المجتمعات الضعيفة" لحمايتها.
وأوقفت تركيا محطة علوك أكثر من ست مرات منذ سيطرتها عليها، ولكن بعد ضغوطات من جانب المنظمات الدولية أعيد تشغيلها، إنما مع انقطاع مستمر وبكميات لا تكفي حاجة سكان المناطق التي يتم تغذية شبكاتها من هذه المحطة.
وقال عبدالغفور أوسو، الرئيس المشارك للجنة البلديات والبيئة في "مقاطعة الحسكة"، لـ "نورث برس"، إن شبكة المياه في الحسكة تتألف من أربعة أقسام، تبلغ حاجة كل قسم منها /80/ ألف متر مكعب من المياه، فيما يصل حالياً نحو /20/ ألف متر فقط لكل قسم.
وأضاف أن "المياه كانت سابقاً تصل مرة واحدة كل ثلاثة أيام، أما الآن فهي تستغرق أسبوعاً لتصل مرة واحدة".
وقال "أوسو" إن "محطة علوك، الواقعة تحت سيطرة القوات التركية والفصائل التابعة لها، لا تعمل حالياً بطاقتها الكاملة، حيث يوجد فيها /30/ بئراً جاهز للعمل و ثمانية مضخات مياه، لكن القوات التركية تقوم بتشغيل مضختين فقط لذلك تصل المياه بكمية قليلة".