نقص وغلاء الأدوية في السويداء ووعود بتوفير نسب "أقل من السابق"
السويداء – نورث برس
تشهد مناطق محافظة السويداء، جنوبي سوريا، غلاء ونقصاً في توفر بعض الأدوية، مؤخراً، ما يؤدي إلى حرمان مرضى من وصفات طبية ضرورية لعلاجهم وسط حيرة الصيادلة ما بين الإغلاق نتيجة فقدان أصناف وغلاء أخرى أو الاستمرار بالعمل مع تحمل خسائر متوقعة.
وقال فندي خير (65عاماً)، وهو مريض قلب منذ عشر سنوات، إن حالته الصحية شهدت تراجعاً لعدم قدرته على الانتظام في أخذ الدواء حسب إرشادات طبيبه، "وذلك بسبب عدم توفر الصنف الذي اعتدت استخدامه في الصيدليات، ولعدم توفر إمكانات لدي لشراء الصنف الأجنبي البديل الباهظ الثمن".
وتساءل "خير": "لماذا لا تؤمن المعامل السورية الكميات اللازمة من أدوية القلب والضغط كما كانت في السابق؟".
أطباء وصيادلة محتارون
وقال هشام حسون، وهو طبيب أخصائي بأمراض القلب: "ينتابني الحزن على مرضاي حين يأتون إلى عيادتي وهم بأمس الحاجة لتوفير الأدوية التي تشهد نقصاً في توفر أصنافها إلى جانب الغلاء وعدم توفر البدائل الوطنية لها.
وأشار "حسون" إلى أنه يستغني عن أجرة معاينته الطبية، "لأساهم في توفير إمكانية شراء الدواء والذي أصبح من الصعوبة شراؤه من قبل الشريحة الأكبر من المرضى".
ويعيش أكثر من /80/ % من السوريين تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بمعدل /133/ % منذ أيار/ مايو 2019، بحسب برنامج الأغذية العالمي.
وقالت صيدلانية، طلبت عدم الكشف عن اسمها، لـ "نورث برس"، إنها لم تعد قادرة على بيع الأدوية المتبقية لديها للمواطنين، "بسبب التخبّط الشديد في النشرات الدوائية المعلنة من قبل شركات الأدوية".
وتفادياً للخسائر المتوقعة، قام بعض الصيادلة بإغلاق صيدلياتهم بعد عدم التزام مندوبي شركات الأدوية في محافظة السويداء بجولاتهم وعدم تلبية طلبياتهم بقوائم الأدوية الموجودة وفق نشرات الأسعار المعلنة.
لكن نقابة الصيادلة بالسويداء هددت بتحرير "ضبوط صحية وعقوبات مسلكية ومهنية قد تصل للإحالة إلى القضاء بحق كل صيدلاني يغلق صيدليته"، وذلك بناء على كتاب للمكتب التنفيذي لنقابة الصيادلة في السويداء والذي وجه إلى الضابطة العدلية المختصة.
بدائل بكميات قليلة
وقال صاحب مستودع أدوية في مدينة السويداء، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إنه "لا يوجد انقطاع لزمرة دوائية محددة، فالانقطاع يكون لمنتج شركة ما وليس لكل الشركات التي تنتج الزمرة نفسها".
وأضاف: "لا نقوم باحتكار الأدوية بتاتاً، كل ما يأتيني من شركات الأدوية من دمشق نقوم بتوزيعها وبيعها للصيدليات، ولكن الكميات أقل بكثير مما كانت في السابق، بينما غابت بعض الأصناف بشكل شبه كلي".
ولفت صاحب المستودع إلى أن أدوية الأمراض المزمنة كأمراض القلب والضغط والسكري والالتهابات الشديدة "ليست صناعة وطنية، وكلها مستوردة عن طريق وزارة الاقتصاد".
"صعوبة تأمينها من الخارج"
من جهته، قال مدير صحة السويداء نزار مهنا، إن "هناك قراراً حكومياً يقضي بتأمين مستلزمات الصناعة الدوائية بسعر الصرف التفضيلي للمصرف المركزي، وإن العمل جارٍ لإعادة إنتاج الدواء في المعامل المتوقفة عن الإنتاج".
وعدل المصرف المركزي في 18 حزيران/ يونيو الجاري من سعره "الرسمي" /700/ ليرة مقابل الدولار الأمريكي إلى /1250/ ليرة، وذلك بعد يوم من دخول قانون العقوبات الأمريكية "قيصر" حيز التنفيذ.
وأضاف "مهنا" أن أدوية مرضى العضال مدعومة من قبل الحكومة السورية حيث يتم استيرادها من الخارج، "لكن بسبب الحصار على سوريا أصبح هناك صعوبة في توفيره للمرضى، رغم ذلك سيبقى الدواء متوفراً ولكن بنسب أقل من السابق".