سكان منبج يتجهون لشراء المواشي لإنقاذ أموالهم من تدهور قيمتها
منبج – صدام الحسن – نورث برس
يتنقل الخمسيني حميدي السبيع، من سكان مدينة منبج شمالي سوريا، وسط سوق الماشية جنوب شرق المدينة، بحثاً عن أغنام وخراف بأسعارٍ مناسبة لشرائها وإنقاذ ما تبقى لديه من العملة السورية بعد ما شهدته من انهيار قيمتها خلال الفترة الأخيرة.
ويلجأ مربو ماشية ومزارعون وتجار من المنطقة إلى شراء رؤوس الماشية بهدف تربيتها أو التجارة بها، إلا أن كثيرين منهم وجدوا فيها ملجأ لحماية قيمة أموالهم التي قد تفقد قيمتها وتتسبب بخسارة كبيرة بين يوم وآخر إن بقيت بالليرة السورية.
وقال "السبيع"، لـ "نورث برس"، إن السوق يشهد إقبالاً زائداً في الفترة الأخيرة بالرغم من ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، ومع ذلك قرر شراء ما يقدر عليه من الماشية "نخشى من فقدان قيمة الليرة السورية".
وأضاف: "أسعار السوق غير مستقرة، وارتفعت إلى حدودٍ غير معقولة بسبب زيادة الطلب على شرائها".
ويعتبر سوق الماشية جنوب شرق منبج أحد أكبر أسواق تجارة المواشي في شمال شرقي سوريا وتصدر منه أعداد كبيرة إلى مناطق سورية أخرى ودول مجاورة.
ويعمل نسبة كبيرة من سكان ريف منبج في تربية المواشي وتجارتها، إذ تُعتبر مصدر كسب رئيسي، إضافةً إلى الاستفادة من لحومها وألبانها وصوفها، في حين تحتفظ عائلات ببضعة رؤوس كرأسمال تستطيع بيع إحداها وقت الحاجة.
وقال رمضان اليوسف (55 عاماً)، وهو سمسار وسيط بين بائعي الماشية والزبائن أثناء عملية البيع: "كل شخص يشتري بحسب ما يملكه من أموال، هناك من يشتري الغنم وهناك من يشتري الخراف أو الجداء".
وذكر أن الأسعار اختلفت كثيراً عن الشهر الماضي، فقد كان كيلو الخروف يباع بـ /4500/ ليرة سورية فيما يصل الآن إلى /7100/ ليرة، وارتفع سعر النعجة مع مولودها من /350/ ألف إلى /500/ ألف ليرة.
وأضاف: "رغم الأسعار المرتفعة، هناك حركة نشطة على خلاف الفترة السابقة".
وارتفعت أسعار المواشي كغيرها من السلع والمنتجات بالتزامن مع تدهور قيمة الليرة السورية التي سجلت منذ الأسبوع الماضي انهياراً قياسياً مقابل العملات الأجنبية وصل إلى أكثر من /3500/ ليرة سورية أمام الدولار الأمريكي الواحد.
أما حسن العمير (30 عاماً)، وهو تاجر ماشية من ريف منبج الشرقي، فقال إنه تعرض للخسارة بسبب تأرجح سعر صرف الدولار الأمريكي في الأسواق.
"اشتريت قبل فترة فطيمة بـ /125/ ألف ليرة حينما كان الدولار يبلغ /1800/ ليرة وبعتها بـ /150/ ألف، كنت أنوي تحويل ما أملك إلى الدولار، لكنني تفاجأت أن الدولار تجاوز حاجز الـ /3000/ ليرة".
يضيف "العمير" إنه تراجع عن فكرة الدولار بعد خسارته وعاد إلى سوق الماشية لكن الأسعار لم تكن كما في الأيام السابقة، "اضطررت بعدها لشراء الفطام التي بعتها منذ قرابة اسبوع بمبلغ \200\ ألف ليرة".
يقول أيضاً: "أنا معرض للخسارة في أي لحظة بسبب أي هبوط مفاجئ للأسعار وأخشى من عدم القدرة على استرداد أموالي وتحقيق الربح بسبب اضطراب الأسواق".
بدوره يقول جليل العاروبة (45 عاماً)، وهو تاجر يشحن المواشي إلى خارج مدينة منبج، "كانت الحركة ضعيفة في الفترة السابقة رغم إعادة فتح معبر سيمالكا الحدودي أمام تجارة المواشي، لكن الآن الوضع مختلف تماماً حيث هناك حركة نشطة للبيع والشراء وهذا ينعكس إيجاباً على السكان".
وكانت الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا قد قررت في 26 كانون الثاني/ يناير الفائت منع تصدير المواشي إلى خارج مناطق الادارة الذاتية للحد من ارتفاع أسعار اللحوم، وفي التاسع من نيسان/ أبريل صدر قرار آخر سمح بموجبه بتصدير المواشي.