الغلاء يدفع سكان وزائري دمشق نحو حدائقها العامة

دمشق – نورث برس

 

أصبحت الحدائق والمساحات الخضراء المكشوفة في العاصمة دمشق وجهة للعديد من السكان والزائرين الذين يلتمسون فيها الهدوء والراحة، هرباً من حرارة الطقس والمنازل التي لازموها لأوقات طويلة بسبب الحظر والوقاية من فيروس كورونا.

 

كما شكل الغلاء سبباً إضافياً في السعي للحدائق التي وفرت لهم فسحة مجانية ومساحة لتحرك الأطفال بعيداً عن مطاعم ومتنزهات باهظة التكاليف بعد تدهور قيمة الليرة السورية مقابل صرف الدولار والعملات الأجنبية الأخرى.

 

وقال حمدان خلف (61 عاماً)، الذي قدم من مدينة القامشلي لإجراء فحوص طبية لأحد أفراد عائلته، إنه يفضل الجلوس في الحدائق والمساحات المفتوحة للهروب من انقطاع الكهرباء والبقاء في الغرف المغلقة حيث يقيم في فندق شعبي في منطقة المرجة.

 

وأضاف لـ"نورث برس" أنه لم يعد يستطيع تحمل تكاليف إضافية في هذه الأوضاع، "قبل أيام جلست في مقهى شعبي وطلبت فنجانين شاي فكان الحساب /3.500/ ليرة، لذا أرى أن الحديقة متنفس مريح وغير مكلف".

 

وكانت محافظة دمشق قد قررت في /17/ آذار/ مارس الماضي إغلاق  الحدائق العامة والمنتزهات الشعبية والمطاعم لتعزيز الوقاية ومنع انتشار فيروس كورونا المستجد.

 

كما أغلقت النوادي والملاهي الليلية، وكذلك دور السينما والمسارح، وصالات المناسبات من أفراح وعزاء، وتم إغلاق النوادي الرياضية وملاهي الأطفال وصالات ألعاب الأطفال ومقاهي الإنترنت.

 

فيما سمح قرار حكومي مطلع أيار/ مايو الفائت بعودة المهن والأسواق للعمل مع اتخاذ إجراءات وقائية للحد من تفشي فيروس كورونا.

 

ويقول الخمسيني يوسف بليدان، وهو مسؤول نظافة في إحدى الحدائق العامة قرب شارع الثورة وسط دمشق، إن زوار الحدائق قديماً كانوا من الأطفال وكانت أعدادهم تزداد خاصة في العطل والأعياد.

 

 ويضيف "بليدان" الذي يعمل في هذا المكان منذ 30 عاماً أن الواقع تغير اليوم، "وخاصة بعد الكوارث والحروب التي تعيشها البلاد، حيث بات كبار السن وأفراد العائلات عموماً يقبلون على الحدائق لأغراض عديدة أبرزها البحث عن إراحة البال من الهموم".

 

وتقر الأمم المتحدة بأن 33% من السكان في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إذ بات/11.7/ مليون سوري بحاجة شكل من أشكال المساعدات الإنسانية المختلفة، كالغذاء والمياه والمأوى والصحة والتعليم.

 

وباتت سوريا تتقدم دولاً مثلا مدغشقر وزمبابوي وسيراليون، لتأتي في صدارة قائمة الدول الأكثر فقرًا في العالم، وفق بيانات موقع “World By Map” العالمي، بنسبة بلغت 82.5%، حيث تتوافق هذه النسبة مع ما أورده تقرير سنوي للأمم المتحدة الأمم المتحدة العام 2019، حول أبرز احتياجات سوريا الإنسانية.

 

وتعددت مؤخراً الفوائد التي يراها السوريون في ارتياد الحدائق والأماكن المكشوفة لتشمل بعض لقاءات العمل الشخصية بدلاً عن المقاهي باهظة التكاليف، بالإضافة لكونها مقصداً ومكاناً لجلوس العائلات لوقت طويل بدلاً عن المنتزهات.

 

ووجدت أم مازن، وهي جدة تصحب عدداً من أحفادها، إن ارتياد الحدائق برفقة الصغار هو الخيار الوحيد أمامها لتقضي وقتاً ممتعاً بعيداً عن ضيق منزلها والشارع غير الآمن للعب الأطفال، إضافة لعدم قدرتها المادية للذهاب إلى مدينة الملاهي المأجورة، "والتي لا يكفي راتب كامل لتغطية زيارتها".

 

وأضافت: "اشتريت سندويشة شاورما لكل طفل، ولم أستطع أن أشتري لنفسي لأن ثمن السندويشة الواحدة ألف ليرة، الأسعار مرتفعة جداً والكبار قد يصمدون ولكني لا أستطيع حرمان الأطفال مما يشتهون".